icon
التغطية الحية

"سوريات" و"الجالية السورية" في مصر.. خدمات يفتقدها السوريون

2020.12.16 | 06:29 دمشق

mkm.jpg
القاهرة - سهاد الشامي
+A
حجم الخط
-A

"لم يتم دعم رابطة (سوريات) ولا رابطة (الجالية السورية في مصر) من قِبَل أي مستثمر سوري، ولو بجنيه واحد".

بهذه العبارة يلخص "راسم الأتاسي"، مؤسس الرابطتين، وجعاً كبيراً واجههما وكان واحداً من أسباب توقف عملهما وإغلاق مقريهما في القاهرة، بحسب حديثه لموقع تلفزيون سوريا.

الأتاسي عضو "مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان"؛ أسس كلتا الرابطتين في مصر، عام 2013، بدعم وتمويل من المنظمة ذاتها، بهدف تجميع السوريين، وإيصال طلباتهم ومشكلاتهم للحكومة المصرية وللمنظمات الأهلية والدولية الموجودة في مصر.

 

راسم.jpg

 

الرابطة بيت "العيلة"

تقول "نزيهة الطري" عضوة ومتطوعة في الرابطة، لموقع تلفزيون سوريا: "كانت الرابطة بيتاً دافئاً للسوريات نجد فيه الأنس والألفة، وقد انتفعتُ كثيراً من برامج التمكين التي كانت تقدمها الرابطة، كما ساعدتُ بعض السيدات من خلال دورات الطهي التي كنت أقدمها في المركز".

وتلفت الطري إلى أن "مشاريع الرابطة حققتْ دعماً كبيراً للسيدات من الناحية النفسية عن طريق دورات وجلسات الدعم النفسي، ومن الناحية المادية من خلال تقديم دورات مهنية تؤهلهن للعمل والإنتاج، وتوفر لهنّ الطرق المناسبة لتسويق منتجاتهن، كالمشاركة في المعارض والبازارت".

 

 

وتعبّر عن حزن بالغ من جراء إغلاق الرابطة الذي أحدث "فراغاً كبيراً في خدمة السوريات وفي حرمانهن من جو (العيلة) الذي كانت توفره لنا" تقول نزيهة.

النشأة والنمو

عن انطلاق "سوريات" وبداية عملها يقول الأتاسي: "انطلقت الرابطة في المؤتمر التأسيسي الذي عُقد في القاهرة بتاريخ الـ 28 من نيسان 2013، بحضور نحو 80 سيدة سورية، وانتخب فيه مجلس الإدارة، حيث شغلت السيدة عزة البحرة مهمة الرئيسة الأولى. وتبعتها في مهمة الرئاسة كلّ من السيدات: رنا كلاليب – د. نادية أباظة – مفيدة الخطيب – لينا كساح".

أخذت الرابطة بالاتساع وصار يتبع لها 8 مراكز، واحدٌ في الإسكندرية وآخر في دمياط، والبقية توزّعت في أحياء متفرقة من العاصمة القاهرة، كمركز مدينة 6 أكتوبر، والعبور، وجسر السويس وغيرها.

كل ذلك كان من خلال دعمٍ حصلت عليه من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، على مدار عامين من الزمن، بحسب مؤسسها الأتاسي.

تطوير مهني وممارسة ديمقراطية

من جهتها، تشير "مفيدة الخطيب" التي تسلّمت مهام رئاسة الرابطة لدورتين 2015 –2017، إلا أن الهدف الأساسي للرابطة كان متمثلاً في "تمكين السوريات، إذ قُدمت لهن العديد من الدورات والورشات والأنشطة، سواء في التمكين المهني، كدورات الخياطة والتطريز والحلاقة والطهي وغيرها، أو التمكين العلمي كدورات محو الأمية وتعلّم اللغة الإنكليزية وجلسات ثقافية لمناقشة الكتب والمؤلَّفات".

 

مفيدة الخطيب.jpg
السيدة مفيدة الخطيب

 

 وتضيف الخطيب في حديثها لموقع تلفزيون سوريا، أنهم خصصوا "جلسات للدعم النفسي، من خلال لقاءات حوارية خاصة، وورشات جماعية، تحت إشراف متخصصات في المجالين النفسي والاجتماعي" مشيرة إلى أن تلك الجلسات "ساهمت في إخراج السيدات من دائرة أزماتهن النفسية الناتجة عن الحرب، وشجعتهن على الاندماج في المجتمع الجديد".

من الجانب التنظيمي والإداري، فإن مراكز الرابطة كانت كل عام تشهد انتخابات سنوية يتم فيها تحديد المكاتب، كالمكتب الإعلامي والثقافي والقانوني والمالي، والمكتب التعليمي أيضاً، "على نحو مارست فيه السيدات أصول العمل النقابي المهني الذي نطمح له في سوريا الحرة مستقبلاً" بحسب تعبير الخطيب.

وتلفت إلى أن عدد المستفيدات من مشاريع الرابطة بلغ أكثر من ألف سيدة.

دعم ذاتي

يشكّل الدعم المادي شرطاً أساسياً لاستمرار أي مشروع، وخصوصاً في حالتنا نحن السوريين، فكيف استطاعت الرابطة تأمين هذا الدعم؟

يؤكد الأتاسي أن معظم مراكز الرابطة "استطاعت الانتقال من مرحلة طلب الدعم إلى مرحلة التمويل الذاتي".

ويبيّن أنهم نفذوا مشاريع ساهمت بتكوين مردود مادي، مكّن الرابطة من دفع إيجار المقار ورواتب الموظفات، بالإضافة إلى حصول السيدات العاملات والمنتجات على عائد مادي رمزي مع وجود مجموعة كبيرة من السيدات تعمل كمتطوعات.

واستمر العمل بنجاح على هذه الوتيرة لفترة من الزمن، ساعد بعض المراكز على استمرارها في العمل حتى بعد توقف دعم المنظمة.

صيتٌ واسع وعلاقات احترام

خلال السنوات التي عملت فيها "سوريات"، ذاع صيتها داخل الوسط المصري، وسُلط الضوء على عملها وإنجازاتها، سواء في الإعلام المطبوع أو المرئي، واستطاعت التشبيك مع منظمات دولية، كصندوق السكان في الأمم المتحدة، ومنظمة (كير) وغيرها، بالإضافة إلى مؤسسات مصرية دعمت مشاريع وأنشطة متفرقة للرابطة.

وأثناء ذلك، تلقت "سوريات" عدة دعوات للحضور وتمثيل المرأة السورية في محافل ومؤتمرات أقامتها "جامعة الدول العربية"، وورشات عمل تتعلق بالتمكين السياسي من قبل "منظمة المرأة العربية"، خلال عامي 2015- 2016.

 

 

توقفٌ فإغلاق..

"المشاريع المنتجة الوليدة كانت بحاجة لمتابعة وإدارة حتى تحافظ على إنتاجها واستمرارها، وإلى دعم مادي للتسويق كي تحافظ على دورة الإنتاج" يقول الأتاسي في معرض توصيفه للتطورات المرتبطة بالرابطة.

ويستطرد: "إلا أن تراجع الوضع الاقتصادي العام، وتوقف الدعم، وسفر العديد من السيدات المشرفات حال دون القدرة على الاستمرار، إذ توقف التمويل الذاتي، وأغلقت معظم المراكز".

الجالية السورية في مصر.. خدماتٌ كبيرة

في شهر تشرين الأول من العام 2013، أُسست رابطة "الجالية السورية في مصر" بدعم وتمويل "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" أيضاً، ثم "المفوضية السامية للاجئين"، وقدمت خلالها الجالية للسوريين خدمات شتى.

وضمت الجالية 13 مركزاً تعليمياً درس فيه نحو 3 آلاف و500 طالب بالمجّان، ورعت الجالية فرقاً رياضية وأتاحت لها المشاركة في بطولات الأندية في مصر، وتشكّلت فيها جلسات حوارية جمعت أبناء الجالية، وكانوا يتبادلون من خلالها عرض كل ما يواجه وجودهم من مصاعب ومشكلات، ويتشاركون في إيجاد حلول لها، الأمر الذي أثّر إيجابياً على حالة عائلاتهم النفسية.

 

 

 

ولعبت الجالية دوراً محورياً في صدور قرار ينص على معاملة الطلاب السوريين كأقرانهم المصريين، من حيث الرسوم وتكاليف التسجيل، في كلّ من وزارتي التربية والتعليم العالي، فوفر ذلك على السوريين نفقات مكلفة.

والشيء ذاته فعلته الجالية بالنسبة للمستشفيات والمراكز الصحية الحكومية؛ حيث أصبحت تقدّم خدماتها الصحية للسوريين كالمصريين أبناء البلد.

ووفقاً لذلك، وجّهت الحكومة المصرية أيضاً تعميماتها المتضمنة منع التعرض للسوريين إعلامياً، وخصوصاً بعد حملة التشويه التي تعرضوا لها عام 2013. وأسهمت الجالية في تسهيل حصول السوريين على إقامات نظامية، وكذلك على تأشيرات لأقاربهم من الدرجة الأولى لاستقدامهم من سوريا خوفاً على أمنهم وحياتهم.

السفارة (السورية).. تدخلات ومحاولات سيطرة

إزاء تلك النجاحات التي حققتها، حاولت سفارة النظام في القاهرة السيطرة على "الجالية"، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل.

وبعد توقف عمل الجالية في 2018، ظهرت صفحة على "الفيس بوك" تحمل اسمها وتتبع لرئاسة أحد رجال الأعمال السوريين الموالين لنظام الأسد، ولا تزال نشطة حتى اللحظة كصفحة افتراضية تفتقر لأي كيان على أرض الواقع ولا تمثيل حقيقياً للسوريين فيها.  

ورغم كل ما تعرضت له الرابطتان، فإن الأتاسي متمسك بالأمل في أن تعودا إلى العمل مجدداً، خاصة أن فرق العمل "لا تزال موجودة في مصر، وتحافظ على خبرتها التي كسبتها خلال سنوات نشاط الرابطتين" بحسب تعبيره.

يُذكر أن عدد اللاجئين السوريين الموجودين حالياً على الأراضي المصرية، يبلغ بحسب بيانات الحكومة المصرية نحو 550 ألف لاجئ، أي ما يشكّل نسبة 10% من مجموع اللاجئين السوريين اللاجئين في بقية الدول.

 بينما يقدّر مكتب مفوضية اللاجئين عدد السوريين المسجلين لديها في مصر، بنحو 129 ألفًا و200 لاجئ فقط.

وتجدر الإشارة إلى أن مصر تعدّ الدولة العربية الوحيدة التي استقبلت اللاجئين السوريين على أراضيها داخل مدنها، ولم تخصهم بمراكز إيواء أو مخيمات للاجئين.

 

 

 

 

من المراكز التعليمية التي أسستها الجالية

 

 

فرق رياضية رعتها الجالية وشاركت في بطولات الأندية في مصر