icon
التغطية الحية

سندويشات اللبنة بـ20% من راتب الموظف.. أسعار مشتقات الحليب تغلي في سوريا

2022.08.02 | 13:29 دمشق

إحدى محلات الألبان والأجبان في سوريا (الوطن)
أحد محالّ الألبان والأجبان في سوريا (الوطن)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

اشتكى الأهالي في محافظة اللاذقية من ارتفاع أسعار الألبان والأجبان ووصولها إلى أرقام فلكية، إذ بلغ سعر كيلو الجبنة المسنرة 20 ألف ليرة سوريّة، واللبنة بحدود 10 آلاف ليرة، ما جعل هذه المواد تغيب عن موائد معظم العائلات ذات الدخل المحدود.

ونقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، اليوم الثلاثاء، عن موظفة في المحافظة، أنها تضطر إلى شراء اللبنة على دفعات، أوقية في كل أسبوع، ما يعني دفع نحو 20% من راتبها البالغ 90 ألف ليرة، لصنع سندويشات اللبنة للأطفال فقط.

وأفاد عامل مياوم، بأن سعر فطيرة القريشة التي كان يتناول منها اثنتين كل يوم، ارتفع من 800 إلى 1500 ليرة، ما اضطره لاستبدالها بسندويشة فلافل واحدة، والتي يصل سعرها إلى 2500 ليرة، متسائلاً "ماذا سنأكل نحن العمال، وهل ندفع يوميتنا بوجبة واحدة لا تسد الرمق ونحن نعمل بـ(العتالة) ونعود لأطفالنا من دون مصروف؟".

الجهات المعنية لا تستجيب والحرفيون يلجؤون للسوق السوداء

رئيس جمعية المواد الغذائية في اللاذقية رامز دبلو، برّر ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع تكاليف إنتاج الألبان والأجبان، مبيناً أنها اضطرت 25 حرفياً لترك المهنة، وبعضهم اضطر أيضاً للهجرة خارج البلاد.

ويعاني الحرفيون في هذه المهنة، وفق دبلو، من اضطرارهم لشراء الغاز الصناعي من السوق السوداء بأسعار تتراوح بين 120 و130 ألف ليرة للأسطوانة، بسبب عدم منح الحرفيين رخصة لشراء الغاز الصناعي بالسعر المدعوم سواء بموجب بطاقة ذكية بسعر 42 ألف ليرة أو بسعر الكلفة الرسمي 53 ألف ليرة، رغم أنهم طالبوا مراراً بمنحهم رخصة للشراء بسعر الكلفة من شركة محروقات "سادكوب"، من دون أي استجابة من الجهات المعنية.

وأوضح دبلو أن الحرفيين يضطرون إلى شراء المزيد من المحروقات لتشغيل مولدات الكهرباء، في ظل خطة تقنين قاسية، على اعتبار أن المهنة تعتمد أساساً على التبريد بشكل متواصل كي لا تتلف مشتقات الحليب في موجات الحر الشديدة.

الضرائب مرتفعة.. وسعر التموين أقل من كلفة الإنتاج

كذلك، أشار دبلو إلى الارتفاع الكبير بقيمة الضرائب، وبعض الحرفيين الذين كانوا يدفعون 200 ألف كضريبة باتوا ملزمين بدفع 400 ألف ليرة سورية، فضلاً عن ارتفاع أسعار أكياس النايلون من 9 آلاف إلى 12-13 ألف ليرة للكيلو، وارتفاع أسعار العلب البلاستيكية من 90 ليرة إلى 140 ليرة لكل علبة.

ولفت دبلو إلى وجود تفاوت بين التسعيرة التموينية الرسمية وبين تكاليف الإنتاج الحقيقية، فمثلاً كلفة تصنيع اللبن يصل إلى 2500 ليرة، ما يعني أنه يجب أن يباع بـ3000 ليرة، لكن سعر التموين حدده بـ2200 لكل 800 غرام، أي أقل حتى من كلفة التصنيع.

وذكر رئيس الجمعية، أن كلفة كيلو اللبنة مع أجور وأكياس وعلبة نحو 10 آلاف ليرة ويجب أن يباع بـ12 ألف ليرة للمستهلك، وكيلو الجبنة المسنرة يكلف بين 18 – 19 ألف ليرة ويباع بنحو 21 ألف ليرة، وأن كلفة غلي الحليب فقط تصل إلى 200 ليرة، مبدياً استعداد الحرفيين للبيع بسعر التموين الحالي في حال وفرت له الجهات المعنية الغاز الصناعي بسعر الكلفة عوض اضطرارهم لشرائه من السوق السوداء.