icon
التغطية الحية

سفينة ألبانية تحمل وقوداً تنتهك العقوبات على نظام الأسد

2021.01.02 | 08:11 دمشق

jaguar-s.jpeg
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أظهر تقرير نشر على موقع "FUSE" الأميركي، أن ناقلة الغاز المسال "ميلودي"، كانت تتنقل بين ألبانيا وسوريا، لنقل الغاز المسال إلى ميناء بانياس على الساحل السوري، في انتهاك للعقوبات الأميركية المفروضة على نظام الأسد.

وبحسب التقرير، فإن بعض الشبكات التي فرضت واشنطن العقوبات عليها في العام 2015، طورت تكتيكات معقدة للتعتيم على أنشطتها البحرية، وإخفاء ملكيتها الحقيقية، مما يدل على نيتها التهرب من العقوبات عبر طرق ضبابية في قطاع الشحن البحري حيث يسود الفوضى.

وتظهر بيانات تتبع السفن وصور الأقمار الصناعية أن الناقلة "ميلودي" كانت تتنقل بين ألبانيا وسوريا بشكل متكرر، ما يرجح نقلها مادة الغاز المسال إلى ميناء بانياس.

 

Past-track-of-Melody-Nov-2020-Dec72020-Source-MarineTraffic-1024x483-1.jpg
مسار الناقلة "ميلودي" في 7 تشرين الأول 2020 - MarineTraffic

 

وقبل وصولها إلى ميناء بانياس، كانت الناقلة "ميلودي" في ميناء رومانو في دوريس بألبانيا، وغادرت الميناء في 16 تشرين الثاني الماضي، وبحلول 22 من الشهر نفسه كانت تنتظر في ميناء ديبكارباز في قبرص.

وفي مساء اليوم نفسه، عاودت الناقلة الإبحار بعد أن أوقفت جهاز إشارة الإرسال والاستقبال (AIS) الخاص بالناقلة، ما يعتبر دليلاً على أن السفينة تريد إخفاء وجهتها السورية، لتظهر بعد 12 يوماً في نفس الموقع قبالة السواحل القبرصية بعد أن أفرغت حمولتها.

وأكد موقع "Tanker Trackers" لتعقب الشحنات وتخزين النفط الخام، وجود الناقلة "ميلودي" على أحد أرصفة ميناء بانياس في الساحل السوري في 3 كانون الأول الماضي.

 

Map and data from MarineTraffic showing the Melody off Cyprus on Dec 22, 2020_0.jpg
خريطة تظهر توقيت واتجاه السفينة "ميلودي" من السواحل القبرصية إلى ميناء بانياس في 22 تشرين الثاني الماضي

 

The-Melody-in-Syria-on-Dec-3-2020-768x432-1.jpg
الناقلة "ميلودي" في ميناء بانياس على الساحل السوري في 3 كانون الأول الماضي - Tanker Trackers

 

من جهة أخرى، أكد موقع "Exit News" الألباني، أن السفينة "ميلودي" كانت تسافر بشكل متكرر بين مينائي بورتو في ألمانيا وبانياس على الساحل السوري، وهي مملوكة من قبل الشركة الألبانية "AV International Group".

وبحسب الموقع، رصدت الناقلة في 12 كانون الأول الماضي في ميناء رومانو، وهي الآن قبالة السواحل القبرصية تتحضر لمتابعة رحلتها إلى ميناء بانياس، وعلى متنها 3946 متراً مكعباً من الغاز المسال والوقود.

 

تاريخ أسود للشركة

السفينة "Melody" لم تكن تدعى كذلك، ففي العام 2015 كان يطلق عليها اسم "Blue Way"، وفرضت عليها عقوبات من وزارة الخزانة الأميركية لمشاركتها في شحن منتجات الطاقة إلى نظام الأسد، وكانت مملوكة لشركة تركية تدعى "Milenyum Energy S.A"، كما تم اتهام بعض المسؤولين في الشركة بـ "التضليل"، لإخفائهم اسم المستورد في سوريا لشحنات الطاقة التي نقلتها.

وأظهرت وثائق "فنسن" المسربة من "شبكة التحقيق في الجرائم المالية" عن حادثة التي حصلت في 21 من كانون الثاني من العام 2019، قبالة سواحل شبه جزيرة القرم في مضيق كيرتش، والتي انتهت بوفاة 20 بحاراً، عندما كانوا يحاولون نقل شحنة من الغاز المسال، يجري نقلها إلى سوريا، من سفينة ناقلة إلى أخرى، لكن العملية فشلت ووقع انفجار هائل واشتعلت الناقلتان.

وذكرت الوثائق أن الناقلتين كانتا تحملان مواد غير مشروعة، ولذلك عطلتا أنظمة الرصد، الأمر الذي تسبب بتأخر عملية الإنقاذ لحظة وقوع الحادث، ولم ينجُ من انفجار الناقلتين سوى 14 شخصاً، وغالبية الضحايا هم مواطنون هنود وأتراك.

وأبلغ أحد البحارة الأتراك، والذي توفي بالانفجار، عائلته بأن السفينة التي يعمل عليها "كاندي Candy"، والتي تحمل علم تنزانيا، ستتوجه إلى ليبيا، لكن الوثائق كشفت أن سوريا كانت هدف السفينة.

وتثبت الوثائق أن سفينة "كاندي Candy"، وسفينة أخرى تدعى "مايسترو Maestro"، وأيضاً تحمل علم تنزانيا، تملكهما شركة "Milenyum Energy S.A" التركية، واسمها مدرج ضمن القائمة السوداء لدى الحكومة الأميركية، وكانت تعمل على تفادي العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، وداعميه من موردي منتجات الطاقة.

ووفقاً لتقرير موقع "Exit News" الألباني، فإن شركة "Milenyum" أمنت احتياجات الطاقة لنظام الأسد خلال السنوات الأخيرة، من خلال الترتيب المنتظم لشحن منتجات الطاقة إلى ميناء بانياس.

وشركة "ميلينيوم" مسجّلة في بنما، ومقرها تركيا، وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الشركة نقلت بانتظام منتجات نفطية إلى ميناء بانياس السوري، ولهذا السبب تم حجز الناقلة في مضيق كيرتش، وعملت الشركة على نقل الشحنة النفطية إلى ناقلة أخرى.

وترتبط شركة "ميلينيوم" بشكل وثيق مع شركة أخرى تدعى "الطاقة الزرقاء Blue Energy"، وهي شركة مسجلة في دولة سانت كيتس في الكاريبي، وحسب وزارة الخزانة الأميركية، استخدمت "ميلينيوم" شريكتها لتمويه تحويلات مالية لإمدادات تقع تحت بنود العقوبات.

 

"جاكوار إس"

وناقلة "ميلودي" ليست الوحيدة التي تسافر بين ألبانيا وسوريا، حيث وصلت السفينة "جاكوار إس" إلى لبنان من جزيرة كريت اليونانية، حيث لم تدخل أي ميناء، وفقًا لبيانات تتبع السفن من "FleetMon"، عندما غادرت السفينة اليونان في 23 أيلول، كانت تشير إلى لبنان، وفقًا لـ "FleetMon"، ثم غيرت وجهتها لاحقًا إلى "محطة الزهراني" في 25 أيلول.

وكانت وسائل إعلام قالت إن الوجهة الفعلية للسفينة المحملة بالبنزين كانت سوريا، إلا أنه من غير الواضح من الذي طلب الشحنة، وتمكن موقع "TankerTrackers"، الذي يتعقب شحنات النفط الخام، من تحديد أن "جاكوار إس" كانت في مرسى بانياس في حزيران 2020، ما يشير إلى تورطها سابقاً في نقل النفط إلى سوريا.

تكشف مراجعة سجلاتها أن جاكوار إس لها تاريخ إشكالي. بالإضافة إلى البيانات التاريخية التي تظهر زيارة إلى سوريا في حزيران2020، صنفت الوكالة الدولية لتقييم المخاطر البحرية "IMRRA" الناقلة بـاللون الـ"أحمر" ما يدل على أنها سفينة عالية الخطورة. وفقًا لواين هيرلي، رئيس تطوير الأعمال في IMRRA، فإن العوامل التي تؤدي عادةً إلى تصنيف السفينة على أنها خطرة تشمل النشاط غير المشروع في المناطق الخطرة، وسجل "الرقابة في دول الميناء" (PSC)  وكفاءة الطاقم والاحتجاز. وفقًا لتقرير (PSC) تم احتجاز السفينة في 17 نيسان 2019 في ميناء كالي ليمينيس اليوناني بعد تفتيش كشف عن 25 عيباً.

 

 

اقرأ أيضاً: لبنان يفرج عن باخرة النفط "جاكوار إس" المحتجزة في ميناء الزهراني