icon
التغطية الحية

"سجن مسور".. 4 من 5 دول شيدت جدراناً على حدودها مع سوريا

2020.11.26 | 04:36 دمشق

turkey-syria-border-wall-first-phase-completed-getty_dezeen_2364-hero.jpg
الجدار الفاصل على الحدود بين سوريا والعراق - الأناضول
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تقيم اليوم جميع الدول المجاورة لسوريا ضوابط حدودية صارمة للغاية حيال مرور المدنيين عبر الهجرة غير الشرعية إلى أراضيها، وفي الوقت نفسه بنت هذه الدول، ما عدا لبنان، جدران فصل على حدودها المشتركة مع سوريا.

باستثناء لبنان، قامت كل من إسرائيل وتركيا والأردن والعراق ببناء جدران حدودية على امتداد حدودها مع سوريا، حيث بدأت ذلك إسرائيل في العام 1973 ووسّعتها في العام 2013، ثم الأردن في العام 2008، وتركيا في العام 2013، والعراق في العام 2018.

وأكّد تقرير بعنوان "عالم مُسوّر: نحو الفصل العنصري العالمي"، الذي شارك في نشره مركز "ديلاس لدراسات السلام" الإسباني، بالتعاون مع "المعهد العابر للحدود" في هولندا، ورداً على الحملة التي أطلقها كل من منظمة "أوقفوا تجارة الأسلحة" الألمانية، ومنظمة "أوقفوا جدار الفصل العنصري" في فلسطين، أنه "اليوم وبعد 31 عاماً من سقوط جدار برلين، نجد أنفسنا في عالم تفصله جدران أكثر من أي وقت مضى". مشيراً إلى أن أكثر من 4 مليارات نسمة (ما يعادل نحو 61 بالمئة من سكان العالم) يعيشون في دول تحيط حدودها جدران. 

كما بحث التقرير حول الصناعة والشركات العالمية التي تستفيد من تشييد الجدران الحدودية، والتي تتنوع اختصاصاتها بين مجالات الإنتاج العسكري والأمن والتكنولوجيا والبناء.

ودرس التقرير بشكل خاص الجدران التي تحيط بالحدود السورية، باعتبارها "حالة نموذجية"، وقال إن الدول التي بنت جدرانها بررت ذلك بشكل أساسي "لاحتواء الإرهاب والهجرة"، وذلك جرّاء الحرب في سوريا والمدنيين الذين يسعون للفرار من منها، وظهور "تنظيم الدولة"، إلا أن ذلك يجعل من سوريا "أشبه بسجن مسوّر يستحيل على المدنيين الفرار من الحرب وتبعاتها".

 

syrian border.jpg
الجدران التي تحيط بسوريا من إسرائيل والأردن والعراق وتركيا - تقرير "عالم مسوّر"

 

إسرائيل: جدار فصل في مناطق غير خطرة

يرجع تاريخ بناء الجدار بين سوريا وإسرائيل إلى العام 1967، حينها أقرت حكومة ليفي أشكول بناءه على حدود هضبة الجولان التي تحتلها، بهدف منع الفلسطينيين في سوريا من العبور والوصول إلى الأراضي المحتلة.

وفي العام 2010، اتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً ببناء جدار إلكتروني عازل، يمتد على طول الحدود مع الجولان، يشتمل على أبراج مراقبة ووسائل تقنية متطورة للرصد والملاحقة.

وفي حزيران من العام 2011، أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو أن الجدار سيبلغ ارتفاعه 8 أمتار، ويمتد على طول أربعة كيلو مترات، قرب بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، وتحديداً في المنطقة التي كان يتبادل فيها أهالي الجولان الحديث عبر مكبرات الصوت مع أقربائهم في سوريا.

إلا أن ما تكشّف لاحقاً، أن الجدار يمتد على طول 70 كيلو متراً، بمناطق حدودية مع سوريا لم تصنّف في السابق بالخطرة، ويمتد الجدار من منطقة الحمّة في جنوب الهضبة، حتى معبر القنيطرة بشمال الجولان المحتل.

ومطلع عام 2013، تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإقامة سياج حدودي على شكل جدار، بارتفاع 5 أمتار، مزوّد بتقنيات عالية وأبراج مراقبة، على كامل الحدود بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة، وأعلن نتنياهو في أيلول من العام 2015 عن استكمال بنائه.

وبُني الجدار عبر شركات إسرائيلية بشكل أساسي، وشاركت شركات بريطانية وأميركية ويابانية وألمانية وغيرها في أعمال البناء وتقديم تكنولوجيا المراقبة والحراسة والأمن وتجهيزات نقاط التفتيش.

 

shutterstock-581720428.jpg
الجدار والسياج الحدودي بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان المحتل - الإنترنت

 

اقرأ أيضاً: ما شروط الدخول والخروج من الأردن بعد فتح الحدود مع سوريا؟

 

الأردن: دعم أميركي لبناء الجدار منذ قبل الثورة

حصلت الأردن في العام 2009 على مساعدة من الولايات المتحدة الأميركية بقيمة 234 مليون دولار، لتمويل برنامج أمن الحدود الأردنية، واشتمل البرنامج على مد أسلاك شائكة في عدد من المناطق، بالإضافة إلى أجهزة رصد وكاميرات مراقبة على طول الحدود.

وفي تشرين الثاني من العام 2015، شرع الأردن بإقامة جدار أمني متطوّر على حدوده مع سوريا، يتكون من أسلاك شائكة وعوائق برية، وقالت الحكومة الأردنية أن بناء الجدار جاء بهدف تأمين الحدود من أي اعتداء، ومنع تسلل واختراق عناصر "تنظيم الدولة"، إلى جانب الحد من عمليات تهريب الأسلحة.

وبُني الجدار الأمني عبر شركات أردنية، وقدّمت شركات بريطانية وإيطالية خدمات التكنولوجيا والرصد والمراقبة، كما قدّمت شركات أميركية خدمات لتعزيز قدرات تكنولوجيا نظام أمن الحدود الأردني.

 

upload_2018_10_jordan-intends-to-build-barrier-with-syria.jpg
السياج الحدودي بين سوريا والأردن - الإنترنت

 

اقرأ أيضاً: تركيا تنتهي من بناء الجدار العازل مع سوريا

 

تركيا: جدار فصل بطول 911 كيلومتراً

قررت تركيا، التي تستضيف العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، بناء جدار الفصل على الحدود مع سوريا في العام 2013، بدأت بناءه في بلدة أطمة الحدودية شمال إدلب في آب من العام 2015، وأعلنت عن انتهاء أعمال بنائه في حزيران من العام 2018، حيث بلغ طوله 911 كيلو متراً، يتألف من جدران مسبقة الصنع يبلغ ارتفاع الواحد منها 4 أمتار وبعرض 3 أمتار، في حين يبلغ وزن الجدار الواحد 7 أطنان..

كما بنت أبراجاً للمراقبة بارتفاع 15 متراً وقطر 7 أمتار وبسماكة 30 سنتيمتراً، بالإضافة إلى إنشاء طرق إلى جانب الجدار لتسهيل حركة دوريات القوات الحدودية.

وقالت الحكومة التركية أن الجدار بُني لمنع دخول اللاجئين ومقاتلي "تنظيم الدولة" إلى تركيا بطريقة غير شرعية، وذلك بعد تعرض عدد من المناطق في تركيا لتفجيرات تبناها التنظيم، وأسفرت عن مقتل العشرات من المواطنين الأتراك.

وأشار تقرير "عالم مسوّر"، أن "الاتحاد الأوروبي" شجّع ودعم بناء الجدار، وذلك وفق الاتفاقية الموقعة بين تركيا والاتحاد، معتبراً أن الاتفاقية شكّلت وسيلة دول الاتحاد للتهرّب من مسؤولياتها في مسألة اللاجئين.

وعززت تركيا الجدار وأبراج المراقبة بتقنيات ونظم أمن الحدود الذكية، الذي طوره مهندسون أتراك، فضلاً عن الطائرات من دون طيار وكاميرات المراقبة عالية الدقة، في حين موّل "الاتحاد الأوروبي" شراء مركبات عسكرية مصفحة للقيام بدوريات على طول الجدار.

 

موقع-درج.jpg
جدار الفصل على الحدود السورية التركية - الإنترنت

 

اقرأ أيضاً: فتح معبر عرعر السعودي.. كيف سيستفيد منه النظام وميليشيات إيران؟

 

العراق: تقنيات مراقبة بدعم من التحالف

ألغى "تنظيم الدولة"، في العام 2014، الحدود بين سوريا والعراق، عقب سيطرته على مساحات واسعة على طرفي الحدود بين البلدين، والتي تبلغ نحو 605 كيلو مترات، إلا أن الجيش العراقي استعاد السيطرة عليها بعد هزيمة التنظيم.

وفي حزيران من العام 2018، أعلنت قوات "حرس الحدود" العراقية عن إنشاء جدار حديدي شائك، مزوّد بأنظمة مراقبة حديثة لفصل الحدود البرية مع سوريا.

وقال قائد "حرس الحدود" العراقي إن الجدار يمتد على مسافة 600 كيلومتر على طول الحدود السورية العراقية، يتألف من أسلاك شائكة مرفقة بسياج مكهرب، إضافة إلى كشافات ليلية وكاميرات حرارية متطورة، وأجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء مركبة على أبراج مراقبة ومعززة بدوريات مناوبة.

وأوضح أن هذه الأنظمة مرتبطة بمركز القيادة الرئيسي في بغداد، لنقل الصورة عما يجري على الحدود، فضلاً عن دوريات أمنية تراقب المنطقة الحدودية على مدار الساعة، لمنع تسلل المسلحين وعمليات التهريب.

ومؤخراً، سلّم "التحالف الدولي"، الذي تقوده الولايات المتحدة، السلطات العراقية أبراج حراسة حدودية، مجهزة بمعدات تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، لتثبيتها في مناطق تكثر فيها مسالك التهريب.

كما زوّد التحالف قوات الأمن العراقية بمعدات وأجهزة، تعزز قدراتها على تحديد ومراقبة واستكشاف أي عمليات عبور غير شرعية للحدود العراقية.

 

قوات حرس الحدود العراقي على الحدود مع سوريا 30 حزيران 2018.jpg
قوات حرس الحدود العراقي على الحدود مع سوريا - الدفاع العراقية

 

اقرأ أيضاً: العراق ينتقد نظام "الأسد": ضعيف في ضبط الحدود

اقرأ أيضاً: القوات العراقية تعتقل عمالاً سوريين على الحدود بتهمة الانتماء إلى داعش