icon
التغطية الحية

زيتون الساحل السوري.. إنتاج وفير لا يصل إلى السوريين

2022.09.03 | 12:11 دمشق

ز
مزرعة زيتون في الساحل السوري ـ تلفزيون سوريا
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

يعاني مزارعو الزيتون في اللاذقية وريفها من ارتفاع أجور عمال القطاف وعدم توفر الكهرباء والمازوت (الديزل) لمعاصر الزيتون، فضلاً عن توقع المزارعين لتسعيرة حكومية لا تتناسب مع ما دفعوه على الموسم خلال العام، مروراً بعدم قدرة الناس على شراء الزيت لانخفاض دخلهم، ما يخلق مشكلة في تصريف الإنتاج.

وتشير توقعات مكتب الزيتون في وزارة الزراعة التابعة للنظام إلى وصول إنتاج محصول الزيتون لموسم 2022 إلى نحو 820 ألف طن مقارنة بالموسم الماضي الذي لم يتجاوز 560317 طناً، وسط تركز أكثر من 40% من الإنتاج الإجمالي لهذا العام في اللاذقية وطرطوس.

إنتاج وفير وأجور قطاف مرتفعة

يقول سليم العلي، 45 عاماً، وهو مزارع من ريف اللاذقية لموقع تلفزيون سوريا "موسم الزيتون يتحكم به المطر في الساحل السوري، إذ يعتمد معظم المزارعين على زراعة الزيتون البعلي"، مضيفاً، "هذا العام كان المطر جيداً ما جنب المحصول العطش الذي يفقده خواصه".

ويوضح العلي في حديثه، أنَّ الزيتون يعطي إنتاجاً وفيراً بمعدل "سنة أي سنة لا"، بحسب تعبيره، مشيراً إلى أنه رغم وفرة الموسم الحالي، فإنَّ مزارعي الساحل السوري خصوصاً أصحاب الزراعات الاستراتيجة كالزيتون والحمضيات في آخر قائمة اهتمامات حكومة النظام.

ويضيف أن أجرة قطاف الزيتون تتراوح يومياً ما بين 25 ألف ليرة إلى 35 ألف، بحسب العامل وعدد أيام عمله في بستان المزارع.

ويحتاج العلي إلى قرابة 12 يوماً كي ينتهي من قطاف محصوله، ما يعني أنه يحتاج إلى 900 ألف ليرة مقابل قطاف محصوله، كأجرة لثلاثة عمال.

وتشكل أجور قطاف الزيتون من خلال اليد العاملة 40 في المئة من تكاليف الإنتاج، نظراً لارتفاع أجور عمالة القطاف بحسب تصريحات صحفية لمديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة عبير جوهر.

ولا تنتهي معاناة العلي عند ارتفاع أجور القطاف، إنما تمتد إلى أجور نقل المحصول إلى المعصرة وعصره. ويقول العلي لموقع "تلفزيون سوريا" "هنا تبدأ الكلفة الحقيقية، من غلاء أجور النقل وغلاء المحروقات التي ترفع أجور العصر في ظل انقطاع الكهرباء".

ورغم وفرة الموسم، هذا العام، لا يتوقع المزارع سليم انخفاض سعر صحيفة الزيت (تنكة زيت 16 كغ) بسبب التكاليف العالية لجني المحصول وعصره وتعبئته في بيدونات أسعارها مرتفعة بسعة 20 لتراً، مضيفاً أنه في حال كان السعر غير مناسب لن يبيع محصوله، وإنما سيلجأ إلى تخزينه.

معاصر الزيتون وقلة المحروقات في سوريا

تحصل المعاصر على 9% من إنتاج الزيت لمن يريد عصر محصوله، أو ما يقابلها من النقود، إضافةً إلى بقايا العصر كالتفل وغيره، بحسب المزارع يحيى محمد، 41 عاماً، وهو مزارع من مدينة جبلة الساحلية.

ويقول لموقع تلفزيون سوريا "تحتاج المعصرة إلى ديزل للعمل وهو غير متوفر بالسعر الحكومي، وكذلك قطع غيار ما يضطر صاحب المعصرة لشرائها من السوق السوداء بسعر مضاعف، وهذا بدوره ينعكس على غلاء أجور عصر الزيتون وغلاء سعر صحيفة الزيت للمستهلك النهائي".

ويوضح المزارع يحيى، أنَّ حكومة النظام في تصريحاتها تدعي توفير المازوت للمزارع سواء للسقاية أو رش المبيدات الحشرية وغيره، لكنه بكميات "قليلة جداً ما يضطر المزارع لشرائه بسعر غير مدعوم"، بحسب يحيى، الذي يضيف، أنَّ المزارع هنا يجبر على رفع سعر الزيت لتحقيق ربح معقول.

اقرأ أيضا: مجهولون يقطعون عشرات أشجار الزيتون للتجارة بها في طرطوس

وهناك من يستخرج زيت الزيتون بطريقة يدوية، من خلال غلي الزيتون، وينتج منه ما يعرف لدى مزارعي الزيتون بـ"الزيت الأسود. زيت الخريج"، بحسب ما قال سليم، ويتراوح سعر التنكة منه بين 450 ألفاً إلى 500 ألف ليرة ويستخدم هذا النوع منه لخلطه بالزيت النباتي، في عملية غش وبيعه على أساس أنه زيت زيتون.

أشجار الزيتون في سوريا

ويباع ما يزيد من محصول الساحل السوري على حاجة السكان وتجار الساحل، إلى تجار من حلب ودمشق، بحسب إفادة المزارع يحيى ويقول لموقع تلفزيون سوريا "هناك تجار حلبية وشوام بدؤوا بضمانة بساتين مزارعي الزيتون بهدف الحصول على الزيت".

بالمقابل، يعاني سكان الساحل وغيرهم من مناطق سيطرة النظام من ارتفاع سعر صفيحة الزيت وعدم قدرتهم على شرائها بسبب انخفاض قدرتهم الشرائية. إذ يبلغ سعر تنكة الزيت (16 كغ) 300 ألف ليرة، وهي ضعف متوسط راتب أي موظف حكومي.

ويتوقع المزارع يحيى أن السعر المناسب لصفيحة الزيت لهذا العام مقابل تكاليف إنتاجه قد يصل إلى 300 و350 ألف ليرة، مضيفاً أنَّ من يحرك السعر تجار دمشق وحلب الذين يأتون لشراء موسم الزيت.

وتحتل سوريا المرتبة الثامنة عالمياً بعد أن كانت الرابعة بسبب الظروف المناخية، ومنها ارتفاع درجات الحرارة فوق معدلها إضافة إلى ظروف الحرب التي أدت إلى تراجع الإنتاج.