icon
التغطية الحية

"زلزال سياسي" في إسرائيل.. الشرطة تتجسس على المواطنين باستخدام برنامج "بيغاسوس"

2022.02.08 | 15:31 دمشق

hk11gzfk7ru_0_0_3000_1688_0_x-large.jpg
مقر شركة "NSO" الإسرائيلية في مدينة هرتسليا قرب تل أبيب (AFP)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

أثار تحقيق لصحيفة "كالكاليست"، أمس الإثنين، كشف فيه قيام الشرطة الإسرائيلية بعمليات تجسس، واسعة النطاق، على شخصيات إسرائيلية عامة عبر استخدام برنامج "بيغاسوس"، وأثار ذلك "زلزالاً سياسياً" داخل الحكومة الإسرائيلية.

وأعلنت إسرائيل أنها ستشكل لجنة تحقيق رسمية بالقضية، أمس الإثنين، بعد تحقيق صحفي جديد لـ "كالكاليست"، كشف للمرة الثانية استخدم الشرطة الإسرائيلية وبشكل غير قانوني برنامج "بيغاسوس" لتعقب الهواتف الخليوية لشخصيات سياسية ومقربين من رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وعدد كبير من الشخصيات العامة.

وفقاً للتحقيق، استخدمت الشرطة برامج التجسس، بشكل أكبر مما كان معروفاً في البداية، وجمعت معلومات حول السياسيين ورؤساء البلديات والصحفيين ورجال الأعمال، بعضهم لم يكونوا موضع اشتباه، من بينهم، أفنير نتنياهو، نجل بنيامين نتنياهو.

ووصفت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"يسرائيل هايوم" الضجة التي أثارها التحقيق الجديد بـ الزلزال السياسي" الذي يضرب إسرائيل داخلياً.

ردود الفعل داخل الحكومة

 أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، عن استيائه من الموضوع واصفاً ما حدث بالحالة "الخطيرة".

وقال بينيت إن برامج السايبر وتقنياته مصممة لمكافحة الإرهاب والجرائم الخطيرة، وليس لاستخدامها ضد المدنيين.

كما أعرب الرئيس الإسرائيلي، إسحافق هرتسوغ،  عن خوفه من أن تفقد الحكومة ثقة الجمهور.

بدوره، قال رئيس المعارضة الحالية، بنيامين نتنياهو، إنه "يوم أسود لدولة إسرائيل". هذا يشبه قيام الجيش الإسرائيلي باستخدام طائرات "F-35" التي نستخدمها ضد إيران وحزب الله وحماس، لقصف المدنيين الإسرائيليين.

وكانت صحيفة "كالكاليست" كشفت الشهر الماضي أن الشرطة الإسرائيلية استخدمت برنامج "بيغاسوس" ضد مواطنين إسرائيليين، وفي بعض الأحيان دون إذن رسمي.

ورفض مفوض الشرطة السابق، روني الشيخ، المتهم الأبرز بقضية التجسس، مزاعم الاستخدام "غير القانوني" من قبل الشرطة لبرامج "بيغاسوس" التجسسي.

وبرر الشيخ أن القبض على المجرمين وزعماء عصابات الجريمة يتطلب أنظمة تكنولوجية متطورة، واصفاً التقارير الصحفية التي تتحدث عن فضيحة التجسس بأنها "الأكثر سطحية على الإطلاق".

ومن جانبه، قطع مفوض الشرطة الحالي، كوبي شبتاي، زيارته إلى الإمارات على خلفية الضجة التي أثارها تحقيق "كالكاليست"، مع إصراره على عدم وجود مراقبة غير قانونية للمدنيين، بحسب "يديعوت أحرونوت".

وأصدر شبتاي، أمس الإثنين، أمراً بتشكيل لجنة تحقيق رسمية بالموضوع، بعد محادثات أجراها مع وزير الأمن الداخلي، عومر بار ليف، على الرغم من مرور شهر على التحقيق الأول لـ "كالكاليست".

 

برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس".. ما هو؟

أثارت شركة "NSO" خلال العام الماضي كثيراً من الجدل في العالم، بسبب برنامجها التجسسي "سيئ الصيت"، المعروف باسم "بيغاسوس" (Pegasus).

"بيغاسوس" هو برنامج تجسس يمكن زرعه على كل من أجهزة Android وiPhone، وهو قادر على تحويل الهواتف الذكية إلى أداة تجسس على كل شيء، ويمكّن المشغلين للبرنامج من استرداد الملفات من الهواتف المخترقة وتشغيل الكاميرا والميكروفون والوصول إلى موقع الجهاز وعرض جهات الاتصال والتقويم بالإضافة إلى تتبع المراسلات في تطبيقات المراسلة والنشاط على الشبكات الاجتماعية.

مجموعة "NSO" هي شركة تكنولوجيا إسرائيلية يركز مجال عملها على الاستخبارات الإلكترونية، أسست في عام 2010، وتوظف نحو 500 شخص، ومقرها في مدينة "هرتسليا" بالقربِ من تل أبيب.

وبعد افتضاح خطورة هذا البرنامج الذي استغلته دول عديدة للتجسس على ناشطي حقوق الإنسان والصحفيين، ذكرت الشركة المنتجة أنها قطعت الاتصال بالعملاء بعد إساءة استخدام المنتج.

وفي تموز/ يوليو الماضي، نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية، نتائج تحقيق أجرته 17 مؤسسة إعلامية، عن أن برنامج "بيغاسوس" للتجسس، انتشر على نطاق واسع في العالم، "واستخدم لأغراض سيئة"، للتنصت على ناشطي حقوق الإنسان، ومراقبة رسائل البريد الإلكتروني، والتقاط الصور، وتسجيل المحادثات، وذلك بعد اختراق هواتفهم.

وأدرجت الولايات المتحدة الشركة الإسرائيلية على القائمة السوداء في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، واعتبرتها بأنها تمس بمقتضيات الأمن القومي الأميركي.