icon
التغطية الحية

زعيم مافيا نهب بلاده وتاجر بكل شيء.. مقال عن الأسد في "إيكونوميست"

2022.06.18 | 18:57 دمشق

1.jpg
رئيس النظام السوري بشار الأسد (وكالة الأناضول)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

وصف مقال لمجلة "إيكونوميست" (The Economist) البريطانية، رئيس النظام السوري بشار الأسد، بأنه زعيم مافيا تدمر سوريا بشكل مستمر.

واتهم المقال الأسد بإفراغ البلاد المدمرة من كل ما تملك، واصفاً إياه بأكثر الحكام نهباً لأوطانهم، بحسب ترجمة "الجزيرة".

ولفت المقال إلى ظهور الأسد كنموذج للتواضع بين الحكام العرب، من دون مجوهرات أو ملابس فاخرة، في حين يدير في الواقع مافيا تنهب البلاد وتتاجر بكل شيء.

 

صعود أمراء الحرب

وأشارت كاتبة المقال، ميرزا شهناز، إلى انخفاض عدد سكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام إلى النصف مقارنة بعام 2011، 90 في المئة منهم تحت خط الفقر، ويعانون من انقطاع التيار الكهربائي معظم الوقت، ويعيشون معتمدين على الدعم والحوالات الخارجية.

وقالت الكاتبة، إن النظام يلقي اللوم على العقوبات الغربية، ووباء كوفيد-19، وانهيار البنوك المجاورة في لبنان، ومؤخراً صار يتذرع بالحرب الدائرة في أوكرانيا.

لكن المقال يحمّل بشار الأسد مسؤولية تردي الأوضاع، بسبب إدارته للمؤسسة المالية في البلاد، إذ استدعى كبار رجال الأعمال إلى فندق شيراتون دمشق، واحتجز بعضاً ممن رفضوا تسليم ممتلكاتهم أو حصصهم، وأخضعهم لاستجواب في الفرع 251 المشهور بالتعذيب، واستولى على مئات الشركات أو أغلقها، وألحق ذلك بوضع ابن خاله رامي مخلوف تحت الإقامة الجبرية، ما أدى إلى فرار العديد من أغنى الرجال في سوريا.

وبدلا من هذه الطبقة من الأثرياء الفارين، ظهر رجال أعمال متواطئون مع الأسد، وأمراء حرب يتولون مهمة غسيل عائدات التهريب، لكنهم تعلموا الدرس، فعوض ضخ أموالهم في مشاريع صناعية قد يستولي عليها النظام في مرحلة لاحقة، يفضلون أماكن تناول الطعام الفاخرة، بحسب المقال.

ونقلت كاتبة المقال عن أحد المقربين من الأسد المنشقين عنه منذ فترة قصيرة، وصفه للأسد بأنه "يحكم مثل زعيم المافيا".

 

تهريب الأدوية والمخدرات

ويبيع نظام الأسد جوازات السفر للسوريين الراغبين بالمغادرة، كما يتاجر بإزالة أسماء المطلوبين عند نقاط التفتيش، ويجني ثروة من بيع الوقود والطاقة الكهربائية، خاصة لوسطاء في لبنان يدفعون بالدولار، كما سيمنح ميلشيا حزب الله وقوداً كمكافأة على قتالها إلى جانبه، وفق ما ورد في المقال.

لكن التجارة الأكثر ربحاً للأسد فهي المخدرات والأدوية، ويملك في المناطق الخاضعة لسيطرته 15 مصنعاً، ينتج من خلالها الكبتاغون، الأمفيتامين، الكريستال ميث وغير ذلك، بحسب معهد نيولاينز (New Lines) للإستراتيجية والسياسة في واشنطن.

وكشفت المقالة عن أساليب تهريب المخدرات، وأشهرها "النقابة"، التي يستخدم فيها البدو بطون الأغنام وعربات الخضار لتهريب الكبسولات، فضلاً عن تصدير الأدوية غير المشروعة في سيارات مصفحة محمية بطائرات مسيرة وأسلحة ثقيلة.

 

بابلو إسكوبار السوري

وكشف المقال عن شخصية غامضة تسمى "بابلو إسكوبار السوري" (نسبة لأحد أباطرة المخدرات الكولومبيين)، يُقال إنه ينسق عمليات التهريب بوساطة سفن قبالة البحر الأبيض المتوسط​ مستفيداً من شركة السلامة الخاصة التي تتبع له لمرافقة القوافل.

ويستدعي "إسكوبار السوري" رجال الأعمال نيابة عن الأسد، من أجل التبرع لصندوق شهداء سوريا، الذي يشكل مصدراً مالياً جيداً بدوره، وبحسب المزاعم التي نقلها المقال، فإن التجار يأتون إلى القصر الرئاسي بحقائب مليئة بالمال، وتساعد هذه الأموال الأسد في الاحتفاظ بولاء زملائه العلويين، الذين خدموا النظام طويلاً لكنهم بدؤوا بالابتعاد عنه مؤخراً.

ومع انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية في الأشهر الأخيرة، أصبح الأسد أقل ثقة بخصوص سلامته الشخصية، فبعد تنفيذ إسرائيل لغارة على مطار دمشق الدولي، نشرت الصحف الإسرائيلية تهديداً شخصياً للأسد، أن قصوره قد تكون أهدافاً لاحقة.