تعتبر إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية وسيلة ملائمة للبيئة وأكثر توفيرا لتكاليف الإضاءة في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية، ومصدرا لإنارة شوارع المدن والبلدات والقرى، بعد انقطاع التيار الكهربائي منذ خمس سنوات تقريبا، تحوّلت خلالها الشوارع إلى ظلمة معتمة.
وساهم الاستقرار الأمني وتوقف المعارك والقصف في الشمال السوري إلى التفكير باستخدام الطاقة الشمسية من أجل الحصول على الكهرباء، سواء للقطاع العام أو الخاص واستخدامها في مجالات عدة، مما دفع الجهات المعنية والجهات الداعمة للإعلان عن تنفيذ بعض من هذه المشاريع.
رئيس لجنة إعادة الاستقرار التابعة لمجلس محافظة حلب "الحرة"، منذر السلّال، قال لموقع تلفزيون سوريا إن الاعتماد على الطاقة البديلة في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام، أصبح من أولويات أعمال اللجنة ومشاريعها، لما لها من دور كبير في تأمين الطاقة الكهربائية لكثير من المشاريع الحيوية، خاصة بعد أن عَمد النظام إلى قطع التيار الكهربائي عن تلك المناطق، منذ نحو خمس سنوات.
وأشار "السلّال"، إلى أنه بعد إجراء دراسات عن الجدوى الاقتصادية لمثل هذه المشاريع، ينفّذون الآن مشروع إنارة الشوارع في عدد من مدن ريف حلب الشرقي والشمالي التي انتزعت من تنظيم "الدولة" قبل عام ونصف، ويعملون الآن على تركيب 600 وحدة طاقة شمسية بكلفة تقديرية تصل إلى 245 ألف دولار أمريكي، في مدينتي الباب وجرابلس شرق حلب، وبلدتي صوران وأخترين شمالاً.
وحول مراحل تنفيذ المشروع، أوضح "السلّال" أن مدة تنفيذه شهرين، لافتاً أنهم تسلموا المواد من الجهة الداعمة - لم يحدّدها - وسُلّمت بدروها إلى المجالس المحلية في المناطق المستهدفة، مشيراً إلى أنهم أعلنوا عن مناقصة لتركيب الوحدات الضوئية خلال الشهر القادم، كما أنهم يتطلعون إلى توسيع المشروع ليشمل جميع مناطق ريف حلب.
وبيّن "السلّال"، أن الوحدة الضوئية تتألف من جهاز إضاءة "30 واط"، وبطارية "سعة 12 فولت"، ولوح طاقة شمسية "100 واط"، ومنظم شحن قدرة "10 أمبير"، وقاعدة معدنية لتجميع هذه الأجهزة وتثبيتها على الأعمدة الكهربائية لتقديم إنارة جيدة تخدّم الشوارع حتى الصباح.
تعتمد بعض المجالس المحلية التي تمتلك إمكانيات في إنارة الشوارع على "الأمبيرات"
ويهدف المشروع - حسب السلّال - إلى تأمين إنارة مجانية ودون تكاليف (حيث تعتمد بعض المجالس المحلية التي تمتلك إمكانيات في إنارة الشوارع على "الأمبيرات")، إضافةً لـ إرساء حالة من الأمن ليلاً في الشوارع خلال إنارتها طوال الليل، كما يؤدّي إلى توفير ساعات تجارية أكثر للتجار وأصحاب المحال، بجعل ساعات العمل ممكنة ليلاً بدلاً من حصرها نهارا، وإعطاء الصفة الجمالية للمدن عبر الإنارة في الليل.
بدوره، أكد رئيس المكتب الخدمي في المجلس المحلي لمدينة الباب المهندس علي الرجب، أن مدينة الباب ستستفيد بـ 300 وحدة ضوئية من مشروع "لجنة إعادة الاستقرار"، وهي كفيلة بإنارة الشوارع الرئيسية في المدينة طوال ساعات الليل، لافتاً إلى أنه بالنسبة للشوارع الفرعية سيعملون على إيجاد مصادر جديدة من أجل إنارتها.
وأضاف "الرجب"، أن هذا المشروع له أهمية كبيرة بالنسبة لمدينة الباب، لأنه يوفر نفقات استخدام "الأمبيرات" التي تصل إلى 2000 دولار شهريا، ولا تغطي أكثر من 10 كم فقط من الشوارع الرئيسية في المدينة، فضلاً عن مساهمة المشروع في تنشيط الحركة التجارية ليلاً.
وتسعى "لجنة إعادة الاستقرار" لتنفيذ مشاريع أخرى أكثر أهمية وأكثر فائدة حسب ما ذكر "السلّال"، وأنهم أنجزوا دراسة مفصّلة حول ضخ واستخراج مياه الشرب باستخدام الطاقة الشمسية بدلاً من محركّات "الديزل" ذات الكلفة العالية، وذلك بعد الاستعانة بخبراء بالطاقة البديلة الذين أكّدوا إمكانية تنفيذ المشروع لـ 17 مركز ضخ من أصل 40 في ريفي حلب الشمالي والشرقي وبكلفة تقديرية تصل إلى مليون دولار.