icon
التغطية الحية

ريف حلب الشمالي.. هل حقق العام الدراسي أهدافه المرجوّة تحت وقع أزمة كورونا؟

2021.07.18 | 06:24 دمشق

2020-04-01t113801z_90250692_rc2nvf9ru3q6_rtrmadp_3_health-coronavirus-syria-learning.jpg
مبادرة للتعليم عن بعد في مخيم أطمة شمالي إدلب
حلب - حسين الخطيب
+A
حجم الخط
-A

أنهت مديريات التربية والتعليم، في ريف حلب الشمالي، والتابعة لمديرية التربية التركية، مطلع الشهر الجاري العام الدراسي 2020 /2021، باعتباره العام الأول الذي يتابع التلاميذ تعليمهم عن بعد، بعد انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، الذي تسبب بإغلاق المدارس والمراكز التعليمية ومختلف المؤسسات الرسمية خلال عام 2020، خشية تفشي الجائحة.

وقدمت مديريات التربية والتعليم في ريف حلب الشمالي الجلاء المدرسي لطلبة الصفوف الدراسية (الابتدائية ـ الإعدادية ـ الثانوية صفّي العاشر والحادي عشر)، لنحو 120 ألف طالب وطالبة، وهي إحصائية تزيد على العام السابق بنسبة 15 %.

ارتفاع أعداد الطلبة في ريف حلب

ارتفعت أعداد الطلبة خلال العام الدراسي 2020/2021 ارتفاعاً ملحوظاً عن العام الدراسي 2019 /2020، وتواصل موقع تلفزيون سوريا مع مديريات التربية والمكاتب التعليمية في المجالس المحلية بريف حلب وفقاً لمناطق اعزاز والباب وجرابلس ومارع وصوران وأخترين، للاطلاع على أعداد الطلبة الذين ارتفعت أعدادهم، عن العام الماضي بعد عمليات النزوح إلى ريف حلب مطلع عام 2020 إبان الحملة العسكرية على مناطق سيطرة المعارضة بريف إدلب الجنوبي.

وبلغ أعداد الطلبة في مدينة اعزاز 22 ألف طالب وطالبة من الصف الأول حتى الثالث الثانوي بينهم ألفا طالب ثانوي ونحو 3300 طالب وطالبة مستجدين في الصف الأول، بحسب مدير التربية والتعليم في المدينة، نادر حوراني.

بينما قال رئيس لجنة التعليم في مدينة الباب زكريا العثمان، إنَّ عدد الطلبة في مدينة الباب وصل إلى 28 ألف طالب وطالبة بينهم 8000 طالب من الصف الأول الابتدائي، و1047 طالباً وطالبة في الصف الثالث الثانوي.

وفي مدينة أخترين، قال مدير التربية والتعليم محمد الحسن، خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا: "إن عدد الطلبة في المدينة وريفها وصل إلى 20950 طالباً وطالبة بينهم 3800 طالب وطالبة من الصف الأول الابتدائي".

بينما في مدينة جرابلس بريف حلب وصل عدد الطلبة إلى 23 ألف طالب وطالبة خلال العام الدراسي 2020/2021 بزيادة قدرها ألفا طالب وطالبة، بينهم نحو 3000 طالب وطالبة مستجدين من الصف الأول، و784 طالباً وطالبة من الصف الثالث الثانوي، بحسب ما أوضح مدير التربية مصطفى الجاسم لموقع تلفزيون سوريا.

من جهته قال محمد الديبو النجار مدير التربية والتعليم في مدينة مارع بريف حلب الشمالي لموقع تلفزيون سوريا: "إن أعداد الطلبة في المدنية وصل إلى 13500 طالب وطالبة، بزيادة ألفي طالب وطالبة عن العام الدراسي السابق بينهم 2020 طالباً مستجداً من الصف الأول الابتدائي، بينهم 505 بين طالب وطالبة قدموا على الشهادة الثانوية".

في حين بلغ عدد الطلبة في منطقة صوران بريف حلب الشمالي، 16 ألف طالب وطالبة بينهم 1500 طالب مستجد من الصف الأول الابتدائي و182 طالباً وطالبةً من طلبة الشهادة الثانوية العامة، بحسب ما أوضح مدير تربية صوران محمد النجار لموقع تلفزيون سوريا.

ويبدو أن ارتفاع أعداد الطلبة بريف حلب الشمالي أمر متوقع، لا سيما أنه جاء بعد استقرار النازحين والمهجرين في المدن والبلدات، والذين عملوا على إرسال أبنائهم إلى المدارس والمراكز التعليمية مطلع العام الدراسي 2020/ 2021، مما أسهم في ارتفاع أعداد الطلبة.

هل نجحت العملية التعليمية في ظل أزمة فيروس كورونا؟

على الرغم من ضعف الواقع الطبي، وصعوبة تنفيذ إجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا في المنطقة، وعدم استقرار الأهالي والتغير السكاني؛ حاولت مديريات التربية والتعليم الأخذ بالاحتياطات اللازمة قدر الإمكان خلال الفصل الأول من هذا العام، من خلال استخدام وسائل التعليم عن بعد، وإجراءات أخرى مثل تنظيم دوام الطلبة على فترات خلال أيام الدوام الأسبوعي.

وقال رئيس لجنة التعليم في المجلس المحلي لمدينة الباب، زكريا العثمان، لموقع تلفزيون سوريا: "تأثر العام الدراسي الماضي بجائحة كورونا، مما دفعنا إلى استخدام بدائل أخرى لمواصلة العملية التعليمية، وهي إيقاف الدوام في الفصل الأول باستثناء صفوف الروضة والأول والثاني والتاسع والثالث الثانوي، مع إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي".

وأضاف: "أما باقي الصفوف تم متابعة التعليم عن بعد، إلا أن عدة ظروف أعاقت هذا العمل، لأسباب عديدة أبرزها سوء الظروف الاقتصادية والمعيشية لدى معظم الأهالي، وخلال الفصل الثاني تم استئناف الدوام لجميع المراحل التعليمية".

ويبدو أن الواقع التعليمي في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا كان يشهد تراجعاً في ظل الإمكانيات المتاحة للكوادر التعليمية والطلبة، لكن المواظبة على استمرار سير العملية التعليمية أسهم بشكل كبير في تحسين الواقع التعليمي، الذي كان سيشهد تراجعاً أكثر مما هو عليه في الوقت الحالي.

وقال محمد النجار مدير التربية والتعليم في مدينة صوران: "استطاعت مديريات التربية مواصلة التعليم من خلال اتخاذ الإجراءات والتدابير الصحية التي تحد من انتشار فيروس كورونا، مع اتباع القواعد الصحية من خلال تطبيق عملية التباعد الاجتماعي في الصف الواحد، والالتزام بارتداء الكمامات والمحافظة على النظافة الشخصية ونظافة المدرسة، وتعقيم المدارس بشكل دوري بالتعاون مع الدفاع المدني السوري".

وفي مدينة اعزاز قال عضو المكتب التعليمي في المجلس المحلي، أسعد فرح: "عملت مديرية التربية أيضاً على تنفيذ إجراءات الوقاية وفقاً للإمكانيات المتاحة بالتعاون مع المكتب الطبي والدفاع المدني السوري".

من جهته مدير التربية والتعليم في المجلس المحلي لمدينة أخترين بريف حلب قال خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا: عملت مديرية التربية والتعليم على توفير بيئة تعليمية مناسبة من خلال تطبيق إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي وتوفير المعقمات والغسول وتوزيع دوام الطلاب على شكل زمر على مدار الأسبوع لتخفيض الأعداد ضمن الفصول الدراسية، إلى جانب تعقيم الأبنية المدرسية وإجراء الفحوصات والتحاليل للحالات المشتبه بها وعزل المصابين من الطلاب والكوادر".

وأضاف: "لدينا عدة معوقات خلال الفصل الأول بسبب إغلاق المدارس وتطبيق تجربة التعليم عن بعد وفشلها بنسبة كبيرة بسبب عدم توفر الإمكانيات والمستلزمات والبنية التحتية في المنطقة لنجاح هذه الوسيلة".

كما أسهمت ظروف التنقل السكاني ونزوح الأهالي في مشكلات عديدة منعت من استقرار العملية التعليمية، لكن على الرغم من تلك الظروف فإن مواصلة التعليم ومحاولة التكيف على الواقع المفروض على مديريات التربية يعد إنجازاً في ظل غياب الإمكانيات، والبدائل التي واجهت ظروفاً وعوامل جديدة منعت من تنفيذها.

هل حقق العام الدراسي أهدافه المرجوة؟

في أوج انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) ترك العديد من الطلاب مقاعدهم الدراسية خشية الإصابة بالفيروس على الرغم من عدم التزامهم بإجراءات الوقاية اللازمة، خلال ممارسة حياتهم اليومية، مما جعل الواقع التعليمي سيئاً في المنطقة، لا سيما أنها مرت خلال سنوات متواصلة دون تعليم بسبب حملات القصف والنزوح التي تخللت الأعوام الدراسية خلال العقد الماضي.

وفي ظل السعي المتواصل من قبل مديريات التربية لتحقيق الأهداف التعليمية خلال العام الدراسي 2020/ 2021، إلا أن غياب الوسائل التعليمية للمرحلة التي مرت بها العملية التعليمية أفشلته في الوصول إلى تحقيق نجاح تعليمي.

وحول الموضوع يقول محمد الحسن مدير تربية أخترين خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا: "حققنا هذا العام بعضاً من أهداف التعليم المرجوة بنسبة تتجاوز الـ 50 % فقط، وذلك بسبب عدة عوامل أهمها تخوف الناس من الإصابة بفيروس كورونا، ما أدى إلى عدم إرسال نسبة لا بأس بها من الأهالي أبناءهم إلى المدارس".

وأضاف: "أن النجاح الحقيقي الذي أنجزناه هو مواصلتنا في التعليم على الرغم من التغيرات التي اعترضت طريقنا".

من جهته قال مدير مدرسة الشهيد أسامة بكور في مدينة مارع، صهيب بكور، لموقع تلفزيون سوريا: "شهدت العملية التعليمية خلال العام الماضي عدة معوقات أبرزها: أزمة انتشار فيروس كورونا، وغياب الوسائل التعليمية، وتشتت الطلبة بين الانقطاع ومواصلة التعليم، وعدم انتظام العملية التعليمية".

وأضاف: "خلال الفصل الثاني عملنا مع الكوادر التعليمية في إحاطة منهاج الفصل الأول خلال شهر واحد ثم مواصلة تعليم باقي المنهاج الخاص بالفصل الثاني من أجل نجاح العملية التعليمية، والتي بلغت نسبة نجاحها نحو 60 %، وهذا لا يعني أننا حققنا هدفنا لكن نتمنى خلال العام القادم أن تصل إلى 100 %".

وعلى الرغم من تلك المعوقات التي سادت خلال هذا العام الدراسي، إلا أنه وصل إلى نسبة تعليم جيدة عند الأخذ بعين الاعتبار الظروف الصعبة التي يعيشها الأهالي في ريف حلب، من أبرزها التحديات المعيشية والاقتصادية التي دفعت العديد من الأطفال إلى ترك مقاعد الدراسة والبحث عن عمل من أجل إعالة أسرهم ومساعدة آبائهم، وأيضاً الكوادر التعليمية التي تشتت بين العمل في التعليم والأعمال الحرة من أجل تأمين لقمة عيش أبنائهم، وتوقف المنظمات عن دعم قطاع التعليم والمدارس.