رياض ديار بكرلي

2019.12.31 | 11:05 دمشق

78828094_3656178571060669_988523191741710336_o.jpg
+A
حجم الخط
-A

ولد رياض ديار بكرلي في دمشق 1936، وتوفي ودفن في مدينة دمشق يوم 30 تشرين الثاني نوفمبر 2019، والأصل من مدينة ديار بكر، متزوج من المخرجة رويدا الجراح.

يحمل الشهادة الثانوية، وقد عُيِّنَ على أساسها في التلفزيون السوري أيام الوحدة مع مصر، وكان يُطلق عليه اسم "تلفزيون الإقليم الشمالي".

في مطلع شهر آب 1960، أي بعد أسبوع واحد من افتتاح التلفزيون في 23/7/1960 صدر قرار بتعيينه "مدير استوديو". وكان البث يُرْسَلُ من جبل قاسيون، على الهواء، وحتى الحادية عشرة ليلاً. والإدارة في شارع بغداد.

لعبت المصادفة دورها لينتقل إلى الإخراج. ففي تلك الأيام كان الفنان عبد اللطيف فتحي معروفاً ومشهوراً، وكان معظم العاملين في الفن والمسارح يهابونه. وبينما كان التلفزيون يبث برنامج "المسرح الصغير- عرائس" إذ فتح عبد اللطيف فتحي باب الأستوديو دون إنذار، فطلب منه رياض أن يهدأ ولا يتحرك. حتى إذا جاء وقت الفاصل الموسيقي قال له:

- يا أستاذ عبد اللطيف أنت خالفتَ النظام. كيف تسمح لنفسك أن تدخل علينا ونحن على الهواء؟

 بعد انتهاء الإرسال اتصل مدير التلفزيون الأستاذ صباح قباني برياض، وطلب منه زيارته في الإدارة. فلما التقاه أثنى على نشاطه وتقيده بالنظام، وأخبره بأن الفنان عبد اللطيف فتحي اشتكى منه وطلب نقله كعقوبة له، وأنه الآن سينقله إلى دائرة هي دائرة المنوعات، وهي مكافأة بصيغة العقوبة.

كان المخرج خلدون المالح يرأس دائرة المنوعات، فعمل رياض بصفة معاون له، وقدما معاً برنامجاً بعنوان "سهرة دمشق" الذي يتضمن فقرات تمثيلية كان يكتبها نهاد قلعي ويمثلها دريد لحام وفهد كعيكاتي (أبو فهمي) ونزار فؤاد ومحمود جبر.

 بعد انتهاء الإرسال اتصل مدير التلفزيون الأستاذ صباح قباني برياض، وطلب منه زيارته في الإدارة. فلما التقاه أثنى على نشاطه وتقيده بالنظام، وأخبره بأن الفنان عبد اللطيف فتحي اشتكى منه وطلب نقله كعقوبة له

وأخرج أيضاً برامج أسبوعية منها "صور من العالم" ومسابقات "اقرأ".

بعد هذه المرحلة، وبالتحديد في سنة 1962، أوفد رياض ديار بكرلي إلى ألمانيا الغربية، واتبع دورة في الإخراج التلفزيوني في تلفزيون كولونيا استمرت حتى مطلع عام 1963. وعمل بصفة مخرج ومنتج متدرب في محطة تلفزيون فرنكفورت لمدة ثلاثة عشر شهراً.

تلك الفترة لم يشهد التلفزيون السوري خلالها إنتاجاً درامياً حقيقياً، وبقي يعمل في مجال المنوعات.

سنة 1964 بدأ التفكير في التلفزيون يتجه نحو إنتاج تمثيليات سهرة عن قصص محلية أو عربية أو عالمية. وكان أول عمل يخرجه رياض سهرة تلفزيونية بعنوان "أستاذ تري لَمْ" من تأليف القصاص الشعبي حكمت محسن، وقد شارك فيها كل من تيسير السعدي وهالة شوكت وعلي الرواس وتاج باتوك وغيرهم.

سنة 1965 شارك في تأسيس وافتتاح التلفزيون في المملكة العربية السعودية، في كل من جدة والرياض.

وتتالت بعد ذلك الأعمال الدرامية التي أخرجها.

ففي سنة 1967 قدم برنامجاً تمثيلياً منوعاً يحمل عنوان "سلامات" يتضمن فقرات غنائية اجتماعية كوميدية. يكتبه كل من أحمد قبلاوي ورويدا الجراح، ويشارك في أداء فقراته التمثيلية: فهد كعيكاتي وزياد مولوي ومنى واصف والمطرب جلال سالم.

وكان أول عمل درامي طويل أخرجه رياض سنة 1978 بعنوان "بريمو"، يتألف من أربع عشرة حلقة، كتبه أحمد قبلاوي، ولعب أدوار البطولة فيه كل من هاني الروماني وسامية الجزائري وصباح الجزائري وفهد كعيكاتي وأسامة الروماني ورفيق السبيعي وأدهم الملا وأنطوانيت نجيب.

في الفترة بين (1968 و1975) اشترك رياض ديار بكرلي مع جميل ولاية وعمر حجو بمتابعة الإجراءات الإدارية المتعلقة بتشكيل نقابة الفنانين والتشريعات الأخرى ذات العلاقة بحماية مستقبل الفنانين، وكُلِّفَ كذلك برئاسة دائرة المنوعات ورئاسة دائرة التمثيليات التلفزيونية، وفي سنة 1981 كُلّف بمهمة رئيس دائرة المخرجين، وفي سنة 1985 تسلم مهمة مدير دائرة الإنتاج التلفزيوني، وبالإضافة إلى كل هذه الأعمال كان عضواً في مجلس إدارة نقابة الفنانين، ونائباً لنقيب الفنانين وأمين سر النقابة حتى عام 1989.

سنة 1989 أخرج رياض مسلسل "طقوس الحب والكراهية" من تأليف عبد النبي حجازي، سيناريو وإعداد السيدة رويدا الجراح، الذي يقع في أربع عشرة حلقة، ويتناول الممارسات التي تندرج تحت اسم "قضايا الفساد".

في سنة 1988 أخرج مسلسل "شخصيات ومواقف" من خمس عشرة حلقة، من تأليف دياب عيد وخالد شعبو وهو عبارة عن حلقات متصلة ومنفصلة في آن معاً، يتطرق إلى مواقف تاريخية، تتوصل كل منها إلى سؤال: ما هو السر، أو اللغز، في هذه الحلقة؟  

 في سنة 1992 قدم العمل الاجتماعي الكوميدي "الأخوة" (الجزء الأول 15 حلقة).. الذي يتناول في كل حلقة منه قصة جرت مع الأخوة الذين لعب أدوارهم كل من جمال سليمان وصباح الجزائري وحسام عيد وجلال شموط.

في سنة 1993 قدم مسلسلاً عن البيئة البحرية الساحلية بعنوان "الخطوات الصعبة" وهو من تأليف مروان صقر. 

في سنة 1999 قدم المسلسل المأخوذ عن قصة لحسيب كيالي بعنوان "تلك الأيام" في عشرين حلقة، (سيناريو وحوار خطيب بدلة) وهو عمل كوميدي ساخر يتناول البيئة الإدلبية في الخمسينيات ويتعرض لمشاكل الانتخابات والزعامات العائلية

في سنة 1996 قدم الجزء الثاني من مسلسل الأخوة (21 حلقة) حيث حل زهير عبد الكريم محل جمال سليمان، ونادين محل صباح الجزائري.

وفي سنة 1999 قدم المسلسل المأخوذ عن قصة لحسيب كيالي بعنوان "تلك الأيام" في عشرين حلقة، (سيناريو وحوار خطيب بدلة) وهو عمل كوميدي ساخر يتناول البيئة الإدلبية في الخمسينيات ويتعرض لمشاكل الانتخابات والزعامات العائلية. وقد لعب سليم صبري دور الآغا بطريقة فذة، شارك فيه كل من علي كريم ومحمد خير الجراح وسلاف فواخرجي وجيهان عبد العظيم وعبد المنعم عمايري وعدد كبير من نجوم الدراما السورية.

في سنة 2001 قدم مسلسل ورود في تربة مالحة (25 حلقة) الذي يتطرق لحياة مجموعة من النساء السوريات، وهو من تأليف تماضر المُوح.

آخر عمل أخرجه للتلفزيون حمل عنوان شخصيات على الورق (29 حلقة- إنتاج التلفزيون العربي السوري 2003) وهو من تأليف خطيب بدلة، يتحدث عن فترة الخمسينيات بطريقة كوميدية ساخرة، لعب بطولته كل من رضوان عقيلي ورندة مرعشلي وجيهان عبد العظيم وماهر صليبي وعمر حجو وعلي كريم ومحمد خير الجراح وزهير رمضان وآخرون.

أخيراً يمكن القول، وباختصار، إن رياض ديار بكرلي هو واحد من المؤسسين الأوائل للتلفزيون السوري والدراما والمنوعات، الذين عَبَّدُوا تلك الطرقات الوعرة.