icon
التغطية الحية

روس لـ زاخاروفا: هل أحضرتم لقاح كورونا إلى دمشق؟

2020.09.07 | 19:45 دمشق

117239076_10223941588677268_1083397862538789204_n.jpg
ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية (فيسبوك)
موسكو - طه عبد الواحد
+A
حجم الخط
-A

تفاعل عدد كبير من مستخدمي "فيس بوك" مع صور نشرتها ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، على حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي، ويظهر فيها الوزير سيرغي لافروف لحظة وصوله مطار دمشق، ومن ثم صورة أخرى وهو يسير برفقة رأس النظام بشار الأسد. وعلى غير العادة في طبيعة التعليقات على ما تنشره زاخاروفا على حسابها، كان عدد التعليقات "التمجيدية" للسياسة الروسية ودبلوماسيتها في الحد الأدنى، مقابل عدد أكبر من العادة من التعليقات التي تنتقد تلك السياسات، لا سيما لجهة طبيعة العلاقة بين موسكو ودمشق. وفي خلفية ذلك كان لافتاً العدد الكبير من التعليقات التي تناولت بسخرية جوانب أخرى من زيارة الوفد الروسي إلى دمشق، ويمكن توزيعها تحت عنوانين: "لافروف وكورونا في دمشق"، و "الغريزة الأساسية تلاحق زاخاروفا حتى دمشق".

 

في تعليقه على صورة الوزير لافروف في مطار دمشق، كتب الناشط السياسي الروسي دميتري بريجع (Dmitry Bridzhe): "لقد أتوا لانقاذ صديقهم الأسد، الذي لايستطيع إدارة البلاد"، وكتب في تعليق آخر مخاطباً ماريا زاخاروفا: "أعتقد أنه آن الأوان لإزاحة الأسد، دعوه يرتاح، ودعوا الشعب يعيش بهدوء". أما دينيس باسانوف (Denis Basanov)، فقد رآى في صورة وصول لافروف إلى دمشق "أخيرا هو بين أهله". وبالنسبة للمستخدم فاديم كريوكوف (Вадим Крюков)، وجد في زيارة الوفد الروسي مناسبة للتعبير عن موقفه من دعم روسيا لنظام الأسد، وكتب في تعليقه على صفحة زاخاروفا: "روسيا تدعم أنظمة الحكم الديكاتورية، وتعادي أنظمة الحكم الديموقراطية، لذلك يعيش 50 بالمائة من شعبها حياة الفقر وانعدام الحقوق، والسلطات وحدها تسمن وتمارس ما تشاء". ومن الردود المحدودة على تلك التعليقات كتب مستخدم اسمه (Georgios Liangas) : "(الديكتاتور) بشار حافظ الأسد، يتجول في المدينة دون حراسات....أما في البلدان الديموقراطية فإنهم يخافون الخروج إلى الشعب دون مرافقة". ومن غير الواضح ما إذا كان جادا في كلامه أم أنه يتهكم بهذه الطريقة على الاحتياطات الأمنية الضخمة خلال تنقلات الأسد.

الحرائق ولافروف وكورونا في دمشق

وعبر مواطنون سوريون وروس عن هواجس أخرى تشغلهم، غير تلك التي حملت لافروف إلى دمشق. وتزامنت زيارة الوفد الروسي مع حرائق تلتهم الغابات في سوريا، وسط تهكم حول غياب الطائرات الروسية المتخصصة لإطفاء الحرائق. وتساءل (كنان حسين) : "هل أتى (لافروف) ليساعد بإطفاء الحرائق في سوريا..تبا لكم". مستخدم آخر حاول بأسلوبه الخاص التذكير بأن الشعب السوري يواجه الموت يوميا مع تفشي جائحة كورونا، وعبر عن قناعته بأن الزيارة لا قيمة لها إن لم يكن الهدف منها مساعدة السوريين في مواجهة الجائحة. بهذا الصدد كتب عبدالله الحمود (Abdullah Alhammoud) في تعليقه على الصور التي نشرتها ماريا زاخاروفا من دمشق: "يا ترا جاب معو (يقصد لافروف) مضاد فيروس كورونا، لما لا؟ إذا جابو أهلا بالحامل والمحمول وإذا ما جابو لا أهلا بالحامل ولا بالمحمول". وكان "كورونا" حاضرا في تعليقات كثيرة أخرى حول زيارة لافروف إلى دمشق، وتساءل كثيرون عن أسباب عدم وضع لافروف كمامة طبية خلال محادثاته مع الأسد، وكتب أحدهم:"يبدو أن الوفد الروسي مع لقاح كورونا وسوريا بدونه"، وكتب مستخدم آخر: "لا شك أنه (أي لافروف) حصل على لقاح قبل الزيارة"، وكتب ثالث: "هو يضع كمامة لكنها خفية".

في الوقت ذاته كان لافتاً أن وجد مواطنون روس في صور لافروف من دمشق مناسبة لتذكير السلطات الروسية بالقضايا الداخلية، مثال على ذلك صورة قرية مهملة، نشرها مواطن روسي مرفقة بتعليق يسأل فيه "هل يفكر لافروف بزيارة اي قرية روسية ليساعد على تنظيم حياة الناس هناك، أم أن القضايا الخارجية أهم من الداخلية؟".

 

 

"الغريزة الأساسية" تلاحق زاخاروفا حتى دمشق

عشية توجهها، ضمن الوفد الرسمي، إلى سوريا، تسببت ماريا زاخاروفا بأزمة في العلاقات مع صربيا، أقرب حليف لموسكو في البلقان، وذلك حين نشرت على حسابها في فيس بوك صورة للرئيس الصربي أثناء محادثاته في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي، وتحتها صورة للممثلة الأميركية شارون ستون، من مشهد في فيلم "الغريزة الأساسية"، وأرفقت الصورتين بتعليق قالت فيه:"إذا كنت مدعواً إلى البيت الأبيض لكن مقعدك مثلما لو كنت في تحقيق فعليك أن تجلس مثل صاحبة الصورة الثانية (أي مثل شارون ستون في الفيلم)". وأثار هذا التشبيه غضب الرئيس الصربي الذي قال إن "ماريا زاخاروفا تتحدث عن نفسها تقريبا. والبدائية والابتذال اللذان أبدتهما يعبران عنها، وعن الذين ولوها هذا المنصب".

هذه الفضيحة لاحقت زاخاروفا حتى دمشق، وهو ما عكسته تعليقات على الصور التي نشرتها من هناك. وكتب "فياتشيسلاف إيفانوف": "ماريا إياكي والوقوع في الأسر لدى الجهاديين وإلا سيحدث كما في الغريزة الأساسية". واستغرب مستخدم آخر زيارة الوفد إلى دمشق، وكتب: "ظننت أنهم سيذهبون إلى صربيا لحل الخلاف". ونشر آخرون صورا لماريا زاخاروفا بعد "إلصاق" وجهها عبر الفوتوشوب على جسد شارون ستون وهي تكشف، في الفيلم، عن قدميها لتغري المحققين، وكل هذا على حساب زاخاروفا الرسمي في "فيس بوك".