نشرت وكالة "تاس" الروسية، أمس الثلاثاء، تقريراً تضمّن حصيلة عن أعداد اللاجئين والنازحين السوريين الذين قالت إنهم عادوا إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، من دون تحديد الفترة الزمنية.
وزعمت الوكالة في تقريرها أن أعداد العائدين بلغت 2.326 مليون، ما بين 1.373 مليون نازح داخل سوريا، و952 ألف لاجئ في الخارج، مشيرة إلى أنها اعتمدت في حصيلتها على "مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي" ورئيسه ميخائيل ميزينتسيف.
وأضافت أن "الجانب السوري نشر ويدير 13 نقطة تفتيش للاجئين على مدار 24 ساعة، 11 نقطة برية، وواحدة في البحر ونقطة جوية"، مبينة أن تنظيم عمل النقاط يتم عن طريق ما سمّتهم "الزملاء السوريين، من السلطات المحلية ووكالات إنفاذ القانون والهلال الأحمر العربي السوري".
ونقلت الوكالة عن "ميزينتسيف" قوله إنه "نتيجة للوضع الحالي في دول منطقة الشرق الأوسط وتحسن الوضع في سوريا، بما في ذلك المجال الأمني، أعرب 94 في المئة من السوريين في الأردن بالفعل عن رغبتهم في العودة إلى الوطن العام القادم".
الحصيلة وما تحمله من ترويج لصورة "الأمن والأمان" التي يسعى النظام إلى تقديمها عن المناطق التي يسيطر عليها تتعارض مع التقارير الصادرة عن جهات حقوقية والتي أكّدت ارتكاب قواته انتهاكات جسيمة بحق العائدين إلى سوريا من لبنان والأردن بين عامي 2017 و2021.
واعتبر تقرير صدر أخيراً عن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، حمل عنوان "حياة أشبه بالموت: عودة اللاجئين السوريين من لبنان والأردن"، أن سوريا ليست آمنة للعودة، مشيراً إلى توثيق 21 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي، و13 حالة تعذيب، وثلاث حالات اختطاف، وخمس حالات قتل خارج نطاق القضاء، و17 حالة اختفاء قسري، وحالة عنف جنسي مزعوم
ويتوافق تقرير "رايتس ووتش" مع النتائج التي توصلت إليها منظمات حقوقية أخرى وصحفيون و"لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا"، والتي وثقت جميعها اعتقالات تعسفية واحتجازاً وتعذيباً وسوء معاملة وحالات اختفاء قسري وإعدام بإجراءات موجزة.
كذلك أكدت "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" المكلفة بتوفير الحماية الدولية والمساعدة الإنسانية للاجئين، في وقت سابق، أن سوريا غير آمنة وأنها لن تسهل عمليات العودة الجماعية في غياب شروط الحماية الأساسية، رغم أنها ستسهل العودة الطوعية الفردية.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن على جميع الدول حماية السوريين من العودة لمواجهة العنف والتعذيب ووقف أي عمليات إعادة قسرية إلى سوريا.