icon
التغطية الحية

روسيا تعيد صياغة المعلومات المضللة حول الحرب الكيماوية السورية ضد أوكرانيا

2021.12.23 | 12:58 دمشق

ukr-92nd-mech-brigade-laser-tag-vehicles-1024x678.jpg
أوفيرت ديفينس - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

زعم وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو يوم الثلاثاء الماضي بأن متعاقدين عسكريين أميركيين من القطاع الخاص موجودون في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا كانوا يحضرون "لعمل استفزازي عبر الاستعانة بمواد كيماوية مجهولة".
ونقلت وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء ما قاله شويغو حول وجود ما يزيد على 120 متعاقداً في مدينتي آفيديفكا وكراسني ليمان الأوكرانيتين هدفهم القيام بأعمال استفزازية هناك وذلك خلال اجتماع عقد في موسكو، كما ادعى بأن هنالك خزانات مملوءة "بمواد كيماوية مجهولة" قد تم نقلها لتلك المدينتين، دون أن يدعم ما ذكره بالأدلة.

تمثل مزاعم شويغو نسخة مطابقة تقريباً لحملة التضليل الإعلامي الروسية التي شنت ضد الدفاع المدني السوري (أو منظمة الخوذ البيضاء) منذ منتصف عام 2018، حيث وجهت اتهامات لفريق البحث والإنقاذ هذا بالتورط "بأعمال استفزازية" تشتمل على أسلحة كيماوية في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سوريا، وذلك في محاولة من روسيا لإضفاء الشرعية على الهجمات المزدوجة التي طالت الطواقم الطبية، غير أن توقعات النظام الروسي والسوري حول قرب وقوع هجمات كيماوية لم تتحقق، في الوقت الذي واصلت فيه موسكو دعم الأسد في التهرب من المحاسبة على الحرب الكيماوية التي شنها ضد شعبه ومايزال حتى يومنا هذا.

بيد أن وزارة الدفاع الأميركية نفت تلك المزاعم بشكل قاطع في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، حيث أعلن جون كيربي الناطق الرسمي باسم الوزارة في إحاطة صحفية جرت في الكواليس دون تصوير بأن تصريحات شويغو "ملفقة بالكامل"، كما وصفت وزارة الدفاع الأوكرانية يوم الأربعاء تلك الاتهامات بأنها تضليل إعلامي متعمد، ونوهت إلى ظهور مزاعم مماثلة في عام 2018، وأضافت بأن تلك المزاعم التي صدرت عن شخصية رفيعة مثل شويغو يجب أن تؤخذ على محمل الجد لأنها تعبر عن استعدادات روسية للقيام بعمل استفزازي.

يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أطلق تصريحات نارية هو الآخر خلال اجتماع له عقد يوم الثلاثاء، حيث زعم بأن هنالك مسؤولين عسكريين وبأن الولايات المتحدة باتت على "عتبة دارنا" وذلك نظراً لوجودها في أوكرانيا، وأضاف: "يجب عليهم أن يفهموا بأننا ليس لدينا مكان يمكننا أن ننسحب إليه، فهل يعتقدون بأننا سنشاهد ما يحصل ونقف مكتوفي الأيدي؟!"

كما صرح بوتين بأن موسكو ستتخذ "إجراءات مناسبة تعتبر بمثابة استجابة عسكرية - تقنية" رداً على "الخطوات غير الودية" الغربية. وفي الوقت الذي لم يورد فيه أية تفاصيل حول تلك الإجراءات، زعم نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف خلال الأسبوع الماضي بأن روسيا ستقوم بإعادة نشر صواريخها النووية متوسطة المدى في أوروبا وذلك في حال عدم موافقة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على تعليق نشرهما للجنود بناء على اقتراح من روسيا، وقد استخدم صيغة مماثلة في هذا التهديد. غير أن شبح التحذير الذي أطلقه رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية حول غزو روسي وشيك لأوكرانيا بات يلوح كثيراً خاصة مع انتشار مزاعم روسية حول "ردود فعل عسكرية" حتى في الوقت الذي تواصل فيه موسكو إنكار نيتها حول القيام بذلك.

 المصدر: أوفيرت ديفينس