icon
التغطية الحية

روسيا تعزز قاعدة القامشلي وتلتزم الصمت تجاه الغارات التركية شمال شرقي سوريا

2021.12.28 | 05:30 دمشق

81987.jpg
أنطاكيا - فراس فحام
+A
حجم الخط
-A

أكملت روسيا تعزيز قاعدتها الجوية في منطقة القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، لتصبح نموذجاً يحاكي قاعدة "حميميم" غربي البلاد.

في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي من عام 2021، استقدمت روسيا منظومات تشويش خاصة بالحرب الإلكترونية إلى مطار القامشلي، ورفعت عدد الطائرات إلى 24 طائرة من طرازات مختلفة، ضمنها طائرات من طراز سوخوي 34، وطائرات للإنذار المبكر و (التشويش a50-awax)، ومروحيات هجومية ( m6 -ka52)، وطائرات ميغ 29.

هذه التوسعة وزيادة العتاد العسكري في مطار القامشلي، جاء قبل قرابة شهر من إطلاق روسيا لمناورات عسكرية، بدأت في الخامس والعشرين من كانون الأول/ ديسبمر 2021، جرى خلالها تنقل الطيران بين قاعدتي "حميميم" و"القامشلي"، في خطوة تهدف إلى إظهار سيطرة واسعة على الأجواء السورية.

 

عودة الهجمات التركية بالطيران المسير إلى الأجواء

شهد شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري عودة الهجمات التركي بالطيران المسير ضد أهداف تتبع لكوادر حزب العمال الكردستاني ومنظماته السورية، العاملة في مناطق "قسد".

ففي الرابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر، استهدفت طائرة مسيرة تركية مقراً في مدينة "عين العرب" يتبع لـ "الشبيبة الثورية" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، في أثناء احتفالية خاصة.

وبحسب مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا، فإن مسؤولين في حزب العمال الكردستاني من أصول تركية، كانوا حاضرين للاحتفالية التي تعرضت للقصف.

والملاحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع وتيرة نشاط "الشبيبة الثورية"، سواء في اختطاف القاصرين وتجنيدهم، أو تنظيم احتجاجات، أو حتى اقتحام معبر "سيمالكا" مع شمالي العراق.

صمت روسي

سبق أن شنت المسيرات التركية في شهر آب/ أغسطس من العام الجاري سلسلة من الغارات على مواقع "قسد" في شمال شرقي سوريا، لكن اللافت حينها أن روسيا ردت على العمليات بقصف مواقع تتبع للجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة، وتركز الرد الروسي على منطقة عفرين شمال حلب، التي ظلت طيلة السنتين الماضيتين هادئة بموجب تفاهم تركي – روسي مهد لعمليات أنقرة العسكرية فيها.

خيّم الصمت الروسي على الغارات التركية الأخيرة شمال شرقي سوريا رغم التطوير الذي شهدته قاعدة القامشلي، بما يجعلها قادرة على رصد الأجواء، مما دفع "الإدارة الذاتية" إلى إصدار بيان، حملت فيه التحالف الدولي وروسيا مسؤولية ما وصفته بـ "الاعتداءات التركية".

ومن الواضح أن العلاقات بين "قسد" وروسيا لا تمر بأفضل حالاتها، حيث ألغت موسكو الأسبوع الماضي اجتماعاً مع قيادات من "قسد"، كان من المقرر إجراؤه في قاعدة "تل السمن" بريف الرقة بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لموقع تلفزيون سوريا.

موقف موسكو هذا يبدو أنه يعكس استياءً من "قسد"، التي لم تبد أي مرونة تجاه النظام السوري، بل على العكس من ذلك، فقد أكدت مجدداً على مدى تعويلها على الدعم الأميركي، حيث أجرت "قسد" في الحادي والعشرين من الشهر الحالي استعراضاً عسكرياً مع القوات الأميركية في أحياء القامشلي في الحسكة، وضم العرض الكبير 50 آلية أميركية بمرافقة عربات عسكرية تتبع لـ "قسد".

وفي السادس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر، سيرت القوات الأميركية مدعومة بالطيران المروحي، دورية قرب منطقة "تل تمر" بريف الحسكة، على الخط الفاصل بين "قسد" والجيش الوطني السوري، في محاولة لتوجيه رسالة لأنقرة، بهدف دفعها لخفض التصعيد ووقف الهجمات المدفعية المستمرة على مواقع "قسد" في المنطقة.

وعلى الأرجح فإن روسيا تتغاضى عن الضربات التركية ضد "قسد"، بهدف إعادة بناء الثقة مع الجانب التركي، بعد أن عززت موسكو من علاقتها مع "قسد" التي تعتبرها أنقرة فرعاً سورياً لحزب العمال الكردستاني، حيث عارضت روسيا بشكل واضح أي عمليات عسكرية تركية ضدها، وردت على بعض هجمات الجيش الوطني السوري ضد "قسد" عن طريق غارات جوية في شهري أيلول/ سبتمبر، وتشرين الأول/ أكتوبر من العام الحالي.

وتتزامن عملية بناء الثقة هذه مع تجدد المفاوضات التركية – الروسية، حول الملف السوري، والمقترحات المتبادلة بين الوفود التقنية حول تعديل اتفاق أضنة ليوسع مساحة التدخل التركي في الشريط الحدودي إلى 32 كيلومتراً، وإنشاء آلية مشتركة لمكافحة التنظيمات الإرهابية في إدلب، الأمر الذي يعكس الرؤية الروسية للعلاقة مع "قسد"، التي تتصف بأنها "ورقة تكتيكية" لا أكثر، يتم استخدامها في المفاوضات مع الأطراف الدولية الفاعلة في الملف السوري.