icon
التغطية الحية

روسيا تستخدم سياسة "خطاب مارك" لحماية قراصنة الإنترنت

2021.05.15 | 06:58 دمشق

hjmat_alktrwnyt_dt_hzt_alwlayat_almthdt_fy_alashhr_alakhyrt_afb.jpg
صورة تعبيرية لقراصنة الإنترنت - AFP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

سلّطت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، في مقال لها، الضوء على الجهود التي يبذلها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لتوفير الحماية لقراصنة الإنترنت الذين يشنون هجمات على مصالح ومؤسسات غربية، وفي بعض الأحيان يطلبون الحصول على أموال فدية مقابل أعمالهم تلك.

وقال الجنرال البحري الأميركي المتقاعد، جيمس ستافريديس، إن بوتين ينتهج ما يعرف بسياسة "خطاب مارك"، التي اعتمدتها بريطانيا في القرن السادس عشر ضد غريمتها في ذلك الحين الإمبراطورية الإسبانية.

حيث عمدت ملكة بريطانيا في ذلك الوقت إلى إصدار خطابات حماية حولت بموجبها بحارة مغامرين إلى قراصنة قانونيين، قاموا باستهداف السفن البحرية الإسبانية التي كانت تنقل الموارد الهائلة من مستعمراتها الجديدة في العالم.

ووفقا لستافريديس، الذي كان يشغل منصب قائد حلف "الناتو"، فإن هناك دلالات كثيرة على قيام موسكو باتباع الأسلوب نفسه لكن هذه المرة مع قراصنة الإنترنت.

ويضيف أنه وعلى الرغم من عدم وجود دليل قاطع على أن الحكومة الروسية تستفيد مالياً من عمل هؤلاء القراصنة، فإن مصادر متعددة، بما في ذلك وزارة الخزانة الأميركية، تشير إلى أنها توفر الحماية لعصابات القرصنة التي تنفذ الهجمات ضد الغرب.

ونقلت "بلومبرغ" عن الرئيس السابق للقيادة الإلكترونية الأميركية، مايكل روجرز، قوله "لقد علمنا منذ فترة أن أجهزة الأمن الروسية أقامت علاقات مع الجماعات الإجرامية في روسيا التي تشارك في أنشطة إلكترونية ضد أهداف في الولايات المتحدة".

وأضاف روجرز أن هذه الجماعات "تستخدم برامج الفدية وسيلة لابتزاز الشركات والمؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى قيامها بسرقة البيانات وأنشطة أخرى".

ونصح الجنرال ستافريديس الولايات المتحدة بضرورة القيام بخطوات ضد أنشطة هذه المجموعات، تبدأ بفرض عقوبات تستهدف المؤسسات والأفراد الذين يشكلون جزءاً من هذه الهجمات، أو حتى طرد دبلوماسيين روس.

وأشار إلى أنه إذا كان لدى الولايات المتحدة دليل مناسب على تواطؤ الحكومة الروسية مع قراصنة الإنترنت، فعليها الرد بالمثل على المستوى الوطني، عبر استهداف منشآت الغاز الروسية، وتعبئة المجتمع الدولي ضد أفعال القراصنة الروس.

يشار إلى أن هجمات إلكترونية عدة هزّت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، بينها اختراق هائل لشركة "سولار ويندز"، التي تعنى بنشر برامج إدارة تكنولوجيا المعلومات، وأثر ذلك على آلاف شبكات الكمبيوتر التابعة للحكومة الأميركية. 

وحملت إدارة الرئيس بايدن روسيا مسؤولية الهجمات وفرضت على موسكو عقوبات مالية وطردت دبلوماسيين.

وآخر هذه الهجمات، وقع أمس الجمعة واستهدف مجموعة "كولونيال بايبلاين"، التي تعد من أكبر مشغلي خطوط أنابيب النفط في الولايات المتحدة، مما تسبب بتوقف كل عملياتها وأدى إلى أزمة وقود في عدة ولايات بالساحل الشرقي.

حيث تنقل "كولونيال بايبلاين" أكثر من 380 مليون لتر من زيت الوقود يومياً إلى شمال شرقي البلاد. وهي تنقل نحو 45 % من الوقود المستهلك في الساحل الشرقي الأميركي، وتشغل الشركة شبكة من خطوط الأنابيب ممتدة من المصافي على ساحل خليج المكسيك حول هيوستن في ولاية تكساس، إلى منطقة نيويورك في شمال شرقي الولايات المتحدة.

واتهم الرئيس الأميركي جو بايدن مجموعة إجرامية مقرها روسيا بتنفيذ الهجوم، لكنه أشار إلى أنه "في هذه المرحلة، ليس لدى أجهزة مخابراتنا أي دليل على تورط روسي" رسمي.