icon
التغطية الحية

روسيا تخفض أعداد المرتزقة السوريين وقوات "فاغنر" في ليبيا لصالح أوكرانيا

2022.04.28 | 14:58 دمشق

m6jl4qktkzmbbng4jyet4jmaju.jpg
تعني الانتكاسات أن روسيا أُجبرت على إعطاء الأولوية لأوكرانيا على حساب العمليات في أفريقيا وسوريا - رويترز
+A
حجم الخط
-A

 

نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مسؤولين غربيين وليبيين قولهم إن نحو 200 مرتزق من مجموعة مرتزقة "فاغنر" ونحو 1000 سوري نشرتهم روسيا في ليبيا، تم سحبهم في الأسابيع الأخيرة، في أولى المؤشرات على أن غزو أوكرانيا يضغط على عمليات الانتشار الخارجية لموسكو.

وقال مسؤول إقليمي مطلع على الانتشار الروسي في ليبيا إن نحو 5000 مرتزق ما زالوا في أرجاء البلاد نيابة عن موسكو، في حين أكد مسؤول ليبي رفيع أن روسيا سحبت مرتزقة من البلاد، دون أن يقدم أرقاماً محددة.

وأشار الخبير في الشؤون الليبية والزميل البارز في مبادرة الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي، عماد الدين بادي، إلى أن "الانسحاب في البداية كان لسوريين، وليس لأفراد فاغنر الروس، ثم أصبح لأفراد فاغنر أنفسهم، ومؤخراً في الأسبوعين الماضيين كان هناك ارتفاع، فهم ما يزالون هناك، ولكن أعدادهم أقل بكثير".

وأوضحت "فايننشال تايمز" أنه "في السنوات الأخيرة، أعطى انتشار المرتزقة الروس لموسكو موطئ قدم في شمال وغرب أفريقيا، في بلدان مثل جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، استغل الكرملين الاستياء على نطاق واسع من القوة الاستعمارية السابقة فرنسا لتعزيز نفوذها، حيث تعمل ليبيا كمحور لانتشارها في القارة".

غزو أوكرانيا أجهد الانتشار الروسي

ووفق الصحيفة الأميركية فإن تكاليف غزو أوكرانيا بدأت في إجهاد عمليات انتشار روسيا، خاصة مع ورود تقارير تفيد بأن نحو 200 مقاتل من مجموعة مرتزقة "فاغنر" قد غادروا جمهورية أفريقيا الوسطى.

وقلصت روسيا أهدافها في أوكرانيا بعد انتكاسات ساحة المعركة، كما تكبدت خسائر كبيرة، يُعتقد أنها أكثر بكثير من 1351 جندياً، وهو الرقم الذي أعلنته نهاية آذار الماضي، في حين قالت المملكة المتحدة، أول أمس الثلاثاء، إن ما لا يقل عن 15 ألف جندي روسي قتلوا في الشهرين الأولين من الحرب.

وأشار اثنان من المسؤولين الغربيين إلى أن روسيا "لم تكن تنوي في البداية سحب أي من قواتها من ليبيا، لكن القرار جاء بعد أن فشلت في تحقيق مكاسب كبيرة في أوكرانيا".

ونهاية آذار الماضي، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن "الانتكاسات تعني أن روسيا أُجبرت على الأرجح على إعطاء مرتزقة فاغنر الأولوية لأوكرانيا على حساب العمليات في أفريقيا وسوريا".

وقال ثلاثة من المسؤولين الغربيين إن مقاتلي مرتزقة "فاغنر" انسحبوا للانتشار في أوكرانيا، لكن من غير الواضح ما إذا كان سيتم إرسال السوريين إلى أوكرانيا، في حين أكد مسؤولون في كييف على أن "مقاتلين سوريين قتلوا إلى جانب الروس على الخطوط الأمامية"، لكن مسؤولين غربيين قالا إنه "لا يوجد دليل على انتشار سوريين في أوكرانيا حتى الآن".

وأغلقت تركيا مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية العسكرية الروسية القادمة من ليبيا وسوريا قبل نحو شهر، بحسب مسؤول تركي ومسؤول غربي، وسط مخاوف من نقل مقاتلات ومعدات إلى أوكرانيا.

وذكر مسؤول غربي أنه "كان لدى الأتراك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الروس كانوا ينقلون الناس وربما العتاد من سوريا وليبيا إلى ساحة المعركة في أوكرانيا".

المرتزقة الروس في ليبيا

واتهمت الولايات المتحدة إيفغيني بريغوزين، وهو أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتمويل مجموعة مرتزقة "فاغنر"، لكنه نفى ذلك، ونفى أن تكون له صلات بمجموعة المرتزقة الخاضعة للعقوبات.

وفي أواخر العام 2019، أرسل الكرملين عدة آلاف من مجموعة مرتزقة "فاغنر" والمرتزقة السوريين إلى ليبيا، لمساعدة المشير خليفة حفتر في محاولته للإطاحة بالحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة.

إلا أن قوات حفتر خسرت، وانسحبت مع مجموعة "فاغنر" إلى قواعد في شرقي وجنوبي ليبيا بعد وقف إطلاق النار في العام 2020، حيث تتركز معظم حقول النفط في البلاد، مع الحفاظ على وجود استراتيجي على الجناح الجنوبي لحلف "الناتو".

ويعتبر محللون أن الانسحابات من ليبيا، المقسمة بين حكومتين متنافستين، لم تغير ميزان القوى الهش في البلاد.

وقالت كبيرة المحللين الليبيين في مجموعة الأزمات الدولية، كلوديا غازيني، إنه "لا أحد من الأطراف الأجنبية التي تدعم الجانبين الليبيين يريد التنازل عن الحوار الذي أعيد إحياؤه من أجل شن حرب في ليبيا من أجل الطرف الآخر".