أعلن وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" خلال اجتماع عُقد في مقر وزارة الدفاع، أن طائرة سوخوي 57 أجرت تجربة إطلاق صاروخ جديد في سماء سوريا.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن الصاروخ الجديد هو النسخة المجنحة من الصاروخ Kh-59MK2، الذي ظهر لأول مرة في معرض MAKS-2015الدولي للطيران في روسيا.
وتميز هذا الصاروخ بمداه الذي يصل الى 550 كم، ويتم توجيهه عبر حزمة الملاحة المتطورة التي تجمع بين نظام الملاحة بالقصور الذاتي INS والأقمار الصناعية GPS / GLONAS، ومنظومة كهروبصرية حرارية للتوجيه النهائي لتصوير الهدف وتأكيده قبل إصابته في مرحلة الطيران الأخيرة، مما يمنحه معدل خطأ لا يتجاوز 3 - 5 متر.
ويمتلك الصاروخ رأس حربي يزن 310 كغ من النوع الخارق للتحصينات شديد التدمير، أو رأس حربي يزن 285 كغ حامل للقنابل العنقودية بحسب نوعية الأهداف المطلوب تدميرها.
في حين تبلغ السرعة القصوى للصاروخ حوالي 1000 كم / ساعة ويتم إطلاقه من ارتفاع 200 متر - 11 كم ويطير على ارتفاع 50 - 300 متر فوق سطح الأرض.
وفي شباط من العام الجاري، نشرت مواقع عسكرية على الإنترنت صور أقمار صناعية تُظهر مقاتلتين من نوع سوخوي 57 في مطار حميميم العسكري، في حين أكد "يوري سلوسار"، رئيس الشركة التي تدير الصناعة الجوية الروسية في حديث متلفز، قبل أيام أن طائرتين من طراز "سوخوي-57" قامتا بتنفيذ مهام قتالية في سوريا في شباط، مشيراً إلى أنهما أنجزتا المهام المطروحة عليهما.
وتتميز طائرة الجيل الخامس (سوخوي-57) بسرعتها القصوى التي تبلغ في أقصاها 2600 كيلومتر في الساعة، أما أقصى مسافة قد تبلغها فهي 5 آلاف و500 كيلومتر، وبإمكانها الطيران لمدة 6 ساعات تقريباً، ولديها القدرة على حمل مختلف أنواع الصواريخ الذكية المتنوعة، وما زالت العديد من مواصفات الطائرة سرية لم يتم الكشف عنها.
ومن المتوقع أن تسلّم شركة "سوخوي" 12 طائرة سوخوي-57 للقوات الجوية الروسية مطلع عام 2019، ولذلك يبدو أن المهمة التي قامت بها الطائرتان في سوريا شهر شباط الماضي، تأتي ضمن الاختبارات الميدانية للطائرة التي تراهن عليها روسيا كثيراً لتقليص فارق التسليح النوعي مع الدول الغربية، بالإضافة إلى استعراض قدرات روسيا التسليحية لتحقيق المزيد من مبيعات السلاح بعد تجريبه في سوريا.
إلا أن عدداً من حوادث الطائرات الروسية التي حصلت خلال الفترة الماضية، أثارت الشكوك حول التصنيع السيء للطائرات الروسية.
حيث قتل طياران روس في تحطم طائرة حربية روسية من نوع سوخوي 30، قرب الساحل السوري في اللاذقية غرب سوريا في مطلع الشهر الجاري، حيث صرحت وزارة الدفاع الروسية أن سبب التحطم كان اصطدامها بطائر.
وفي آذار الماضي، قتل 39 شخصاً بينهم 27 ضابطاً أحدهم برتبة لواء، بتحطم طائرة نقل عسكرية روسية طراز (Antonov An-26)، في قاعدة حميميم الجوية التابعة لقوات الجو الروسية في ريف اللاذقية، نتيجة عطل فني حسب وزارة الدفاع الروسية.
كما سقطت مقاتلة روسية من نوع سوخوي 24، في تشرين الأول من العام الماضي أثناء إقلاعها من سوريا، ما أدى إلى مقتل طاقمها، ورجحت وزارة الدفاع الروسية حينها أن عطلاً فنياً قد يكون السبب في تحطمها.
وتمكنت فصائل المعارضة في شهر شباط الفائت، من إسقاط طائرة روسية من نوع سوخوي 25 كانت تقصف مناطق حول مدينة سراقب جنوب إدلب، وقتل الطيار.
وتشن المقاتلات الروسية منذ أيلول من عام 2015 ضربات جوية لدعم قوات النظام في سوريا، وارتكب الطيران الروسي المجازر بحق مدنيين سوريين في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.