icon
التغطية الحية

رواية "نزيف مقبرة" لـ حسن الموسى.. ما خفي من المحرقة السورية

2021.03.14 | 17:08 دمشق

rd_tqdymy1.jpg
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"نزيفُ مقبرة" رواية أراد كاتبها، حسن الموسى، أن تصدر بالتزامن مع الذكرى العاشرة لانطلاقة الثورة السورية، في الـ15 من آذار الحالي، لتكون شاهدة على وقائع لم يتمكّن السوريون من رصدها عبر أخبار وتقارير وسائل الإعلام وصور وتسجيلات الناشطين السوريين المصوّرة.  

تحاول الرواية أن تسلّط الضوءَ على تفاصيل خفيّة حدثت خلال الثورة السورية، "تفاصيل لم تتمكن من التقاطها عيون وسائل الإعلام والميديا ولا إحصاءات نشرات الأخبار وتقارير المراسلين الذين يرصدون الحدث لحظة وقوعه" يقول كاتب الرواية، حسن الموسى، في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا.

 ويضيف الموسى: "لا شك أن وسائل الإعلام تستطيع أن تصور حركة المعارك بطياراتها ودباباتها وبراميلها، ويمكنها أن ترسم تناثر الأشلاء ونزفَ دماء المصابين، تستطيع تصوير قبور الشهداء وتوثيق أسمائهم، ولكنها من المستحيل أن تصوّر نزف تلك المقابر، ذلك النزف الذي لن يتوقف في قلوب أهل الضحايا الأبرياء وعيونهم وعقولهم".

تقع الرواية في 140 صفحة مقسّمة على 4 فصول تحمل العناوين: "أيام زالت وما زالت"، و"لا وقت للانتظار"، و"كلنا ضحايا "، و"وما زال النزف مستمراً". وهي من إصدار دار "موزاييك" للدراسات والنشر.

ضحايا لامرئيون

سنقرأ في تلك الفصول عن الضحايا "اللامرئيين"؛ أولئك الذين لم تعترف بهم الأرقام الرسمية، لعجزها عن رؤيتهم، على الرغم من أنهم يمثلون الضحية الأعظم، والمصاب الأكبر بالنسبة لسوريا المقبلة بعد الثورة، وعن قلوب الأطفال التي اقتلعت وجُرّت وراء توابيت آبائهم وأمهاتهم وإخوتهم، على الرغم من بقائها ظاهرياً في صدورهم.

سنقرأ عن "ثائر" الذي رأى بعينه مقتل أبيه؛ لكن قلبه الطريّ كان عصيّاً على تصديق ما رأى، فتابع حياته مرغماً على اليتم، ماضياً في دروب تترامى على حافة الجنون. كما أننا سنتغلغل في تفاصيل عقول الثكالى والأيامى، وكوابيسهن ودمعة عيونهن على وسائد آخر الليل.

ميادين الرواية

تتناول الرواية تفاصيل حياة أسرتين سوريتين من منطقتين مختلفتين، وحدت الحرب الطاحنة بين مصيريهما ومكابداتهما؛ لتجعل منهما نموذجاً عاماً للشعب السوري، ومصابه الجلل، ولترصد بذلك تداعيات الثورة عليه، متابعة مشاهد الحرب التي سلبت السوري كلّ شيء حتى زيارة قبور أهله وربما مساحة قبر تؤوي جثته.

خرجت الأسرة الأولى من أحياء حمص المحاصرة والواقعة تحت رحمة القصف، لتعود إلى قريتها في ريف حماة. لكنها لم تدخل تلك القرية وآثرت البحث عن مناطق آمنة خارج الحدود السورية كلها.

 لم تسر الأمور كما رغبت الأسرة، حيث قُتل طفلها "خلدون" وفُقد أبوه وأخوه في أثناء ذهابهما لتسلم جوازات السفر بالقرب من حواجز النظام، لتنزح تارة أخرى إلى ريف إدلب بالقرب من مدينة كفرنبل.

الأسرة الثانية تنحدر من قريه بالقرب من معرة النعمان. التقت مصادفة مع الأسرة الأولى، ونزحا مجدداً إلى المخيمات القريبة من الحدود التركية، حيث تمكن أفراد الأسرة الأولى من دخول الأراضي التركية (مدينة الريحانية)، لكنهم لم يلبثوا أن عادوا إلى سوريا لزيارة قبر ابنهم خلدون، ولعلهم يأتون بخبر عن والدهم المفقود.

 أفراد العائلة الثانية لم يرغبوا في البقاء بعيداً عن قبر أبيهم، ولحرصهم على الحالة النفسية لابنهم "ثائر"، الذي يصرّ على زيارة أبيه لـ "إخراجه من القبر"، الأب الذي ظل يزوره في المنام ليقول له إنه لم يمت وبحاجة لمشفى مثل ابن عمه المصاب "عمر".

خلاصة القول، يقول الموسى: "سنقرأ في الرواية عن الضحية الأعظم التي ماتت مع وقف التنفيذ؛ الأمهات والأطفال الذين ارتكب نظام الأسد بحقهم أعظم الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.  نزيف مقبرة، هي مثال يؤكد صحة المثل الشعبي القائل: ما خفي أعظم".