icon
التغطية الحية

رمضان في شمال غربي سوريا.. مؤشر لقياس الأزمة المعيشية وانخفاض الشراء للنصف

2024.03.10 | 16:57 دمشق

رمضان في شمال غربي سوريا.. مؤشر لقياس الأزمة المعيشية وانخفاض الشراء للنصف
أسواق وقفة رمضان في مدينة اعزاز - تلفزيون سوريا
إدلب - عدنان الإمام
+A
حجم الخط
-A

تتضارب مشاعر السوريين مع اقتراب شهر رمضان بين الترقب لشهر العبادات والمخاوف من قساوة المعيشة عند النسبة العظمى، فغلاء الأسعار من دون توقف وانخفاض المساعدات الإنسانية والأممية لحدود دنيا يثقل كاهل أكثر من 6 ملايين شخص في شمال غربي سوريا ويراكم ضغوطا نفسية.

يستقبل شمال غربي سوريا شهر رمضان هذا العام في ذروة أزمة اقتصادية عنوانها البطالة نتيجة غياب التنمية والاستقرار بسبب هجمات النظام المستمرة بالإضافة إلى الفشل الحوكمي وتعدد المركزيات وانفسام المنطقة إلى أولى تحت سيطرة الجيش الوطني وثانية تحت سيطرة هيئة تحرير الشام.

رصد موقع تلفزيون سوريا الأسواق في مدينتي اعزاز وإدلب ويظهر بشكل واضح الحركة الضعيفة بسبب  ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين والغلاء الفاحش، وصادف وصول الشهر الكريم مع انخفاض قيمة الليرة التركية لتسجل رقما قياسيا، فعالملة التركية هي المتداولة في المنطقة منذ سنوات، والتضخم ضرب البلد المجاور بنسب كبيرة، وتركيا هي المصدر الأول والأكبر للبضائع.

يقول علي السيد المهجر من الغوطة والمقيم في مدينة اعزاز إن رمضان هذا العام مختلف كثيرا عما كان عليه الحال في الأعوام السابقة ويرجع ذلك إلى الغلاء وانخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي، حيث اختفت الموائد العامرة واقتصرت على حدودها الدنيا، فالعائلات لا تجد قوت يومها.

وعند سؤاله ماذا اشتريت؟ أجأب أنه اكتفى بشراء الحد الأدنى من الحاجيات مثل نصف كيلو جبنة وعلبة حلاوة وزبدة ونصف كيلو زعتر، وكلفته هذه المنتجات القليلة أكثر من 500 ليرة تركية.

ناصر الدخيل من أهالي اعزاز فهو عامل على دراجة نارية بثلاث عجلات لنقل الطلبات، أجرته اليومية تبلغ بالحد الأقصى 100 ليرة تركية. يقول الدخيل إنه جنى اليوم 40 ليرة تركية فقط، وهو حائر بأمره ماذا سيجلب معه إلى المنزل: "كيف أجهز لرمضان وأنا أعيش يوماً بيوم! كيلو السكر بـ 30 ليرة تركية ولتر الزيت بـ 40 ليرة وكيلو البرغل بـ 20 ليرة، ولا يوجد في الأسواق رقابة تموينية".

ويضيف: "رمضان هذا العام صعب على الجميع، فقد اختفت أهم العادات الرمضانية المتوارثة، حيث كان الناس سابقا يجهزون لرمضان قبل شهر، وأما الآن الوضع صعب جدا".

بلال خرفان مدرس من مدينة عندان يقيم في اعزاز يقول: "الرواتب بالكاد تكفي ثمناً للأطعمة وغيرها من الحاجات اليومية الضرورية لأيام، ويعلم الله كيف نمضي ما يتبقى من أيام الشهر، فكيف نجهز لرمضان؟ رمضان ونحن خارج مناطقنا لايشبه رمضان، فرمضان يحلو بالجمعة العائلية وأي جمعة عائلية يمكن عقدها اليوم؟"

انخفاض الإقبال على الشراء إلى النصف

ويقول عمار حمدان وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية إن انخفاض الليرة التركية أمام الدولار وعدم استقرارها أدى إلى ضعف الإقبال على الشراء، فانخفض حجم المبيعات لأكثر من 50%.

ويضيف حمدان: "لم نكن معتادين على بيع نصف كيلو أو كميات قليلة، لكن ارتفعت أسعار المواد الغذائية وخاصة المستوردة بشكل مضاعف عن ثمنها مطلع العام، والدولار كان بـ 30 ليرة تركية قبل أيام واليوم أصبح بـ 33، وأسعار المواد الغذائية لا تتناسب أبداً مع الدخل".
أوضاع معيشية صعبة في مختلف مناحي الحياة وفق ما رصد تلفزيون سوريا حال الأهالي في مدينة الدانا بريف إدلب. كان الأهالي يشتكون من الغلاء الفاحش الذي طال معظم المواد الغذائية الأساسية، فبات شراء اللحمة رفاهية لقسم كبير من الأهالي وحلماً لآخرين.

ويقول مجد سنون المهجر من حلب: "كان الأهالي قبل رمضان يجهزون لأول يوم أكلة لذيذة لكي يستقبلوا رمضان بإفطار جميل لهم ولأطفالهم، أما اليوم فهم عاجزون أن يتدبروا قوت يومهم.
ويقول محمود درويش المهجر من مدينة خان شيخون إن تقلبات الدولار شجعت التجار للتلاعب والتحكم بالأسعار دون رقابة تموينية حيث أنه اشترى علبة مرتديلا بـ 45 ليرة تركية في حين يبيعها المحل المقابل بـ 50 ليرة تركية، وهذا أحد الأمثلة طبعا.

بلغ سعر كيلو اللحمة في إدلب 400 ليرة تركية ما يعادل 12 دولاراً أميركياً، وهو ذات السعر الذي رصده تلفزيون سوريا في الولايات التركية الجنوبية، وأقل بـ 150 ليرة تركية من مدينة إسطنبول التي شهدت نسبة التضخم الأكبر في السنوات الماضية.

وشهدت المشروبات الرمضانية ارتفاعاً قياسياً في أسعارها مقارنة بالعام الماضي.

تقول أم علي المهجرة من دمشق: إن البهجة تغيب عن هذا الرمضان فالأهل مشتتون كل في مكان وتفرق شملهم، أما عن المائدة المميزة فأكدت أم علي أن قليلين جدا من يستطيعون تقديم مائدة "مدللة" في رمضان، في حين ستأكل الغالبية العظمى نفس الأطعمة القليلة ومنخفضة التكلفة.

وتضيف أم علي: "نزلت إلى السوق اليوم لأجهز طبخة محاشي مع أول أيام رمضان فتفاجأت بالأسعار. كيلو الكوسا بـ 50 ليرة تركية وكيلو اللحم بـ 350 وكيلو البندورة بين 12 و 20 ليرة.

وإلى جانب اللحوم، ارتفعت أسعار جميع أصناف الخضار كالخس والبقدونس وغيرها، فكيلو الخس بـ 20 ليرة تركية وجزرة البقدونس بخمس ليرات، و كيلو اللبنة البلدية بـ 100 ليرة أما كيلو الجبنة فتراوح سعرها بين 80 إلى 120 ليرة، بينما سجل كيلو الحليب 20 ليرة تركية، كما ارتفعت أسعار التمور ليتراوح سعر الكيلو بين 30 و 120 ليرة حسب جودته.