icon
التغطية الحية

رفع إيجار الأرض يهجّر سكان مخيم الأندلس في إدلب مرة أخرى

2022.06.29 | 07:07 دمشق

اهتن
مخيم الأندلس شمالي إدلب - تلفزيون سوريا
إدلب - عدنان الإمام
+A
حجم الخط
-A

تلقى نازحو مخيم الأندلس في بلدة زردنا شمالي إدلب بلاغاً من صاحب الأرض المقام عليها المخيم برفع إيجار الأرض ما دفع الأهالي إلى الهجرة بخيامهم إلى مكان جديد.

وأنشئ المخيم في أثناء الحملة العسكرية على أرياف إدلب حماة نهاية العام 2019 وبداية لعام 2020، وبعد اقتراب قوات النظام من بلدة معارة النعسان شرقي إدلب اضطر الأهالي للنزوح إلى سرمدا ثم عادوا إلى مخيمهم في معارة النعسان بعد توقيع وقف إطلاق النار بين أنقرة وموسكو في آذار 2020.

يقول عبد الكريم الأحمد مدير أحد القطاعات في مخيم الأندلس لموقع تلفزيون سوريا إن المخيم يقطنه قرابة 140 عائلة بينهم 40 عائلة نصبوا خيامهم في إحدى الأراضي. وطلب منهم صاحب الأرض رفع الإيجار بعدما ارتفع سعر الأراضي الزراعية التي استأجروها عدة مرات خلال عامين، وهم لا يملكون قدرة على الدفع مما اضطرهم إلى الانتقال إلى أرض زراعية مجاورة لمخيمهم.

صعوبات كثيرة تواجه النازحين

الأرض الزراعية التي استأجرها الأهالي تعاني من نقص الخدمات حيث طرقات المخيم من دون رصف أو كتل حمامات أو أي نوع من الخدمات، بحسب عائشة جنيد النازحة من ميزناز بريف حلب الغربي.

تبعد الحمامات مسافة 200 متر عن خيمة عائشة ما يحول دون إمكانية ذهابها ليلاً، وهي سيدة أرملة لديها 4 أطفال.

وأوضحت أن وجود المخيم في أرض مستأجرة يحرمهم من فرصة الحصول على دعم بالبنى التحتية من المنظمات، إذ يرفض جل مؤجري الأراضي أن يتم تشييد أي بناء في أرضهم.

ال

النازحون اعتادوا على الترحيل من مكان إلى آخر

سكان المخيم اعتادوا على التنقل من مكان إلى آخر منذ مغادرة منازلهم. وعلى سبيل المثال تنقلت فاطمة العوف المهجرة من ريف حلب الجنوبي خمس مرات منذ مغادرة منزلها، وتحدثت لموقع تلفزيون سوريا عن معاناتها في العيش داخل خيمة اهترأت وتمزقت بسبب التنقلات العديدة.

أما عبد الله العبود وهو نازح من برنة جنوبي حلب، فقد استدان ثمن أجرة السيارة من أجل نقل خيمته، بعد أن صرف على خيمته السابقة 200 دولار أميركي ثمن تجهيزها ورصف أرضيتها بالبحص، والآن هو مضطر إلى دفع مبلغ أكبر لنقل خيمته وتجهيز موقعها الجديد.

ويعد مخيم الأندلس واحداً من 200 مخيم عشوائي أقيمت في شمال غربي سوريا خلال الأعوام الماضية على أراض زراعية، ويضطرون إلى دفع إيجارها والتنقل عند كل مشكلة مع صاحب الأرض.

لبل

وتشير إحصائيات فريق منسقو استجابة سوريا إلى وجود 1489 مخيماً في الشمال السوري يقطنها مليون ونصف المليون مهجر، أكثر من ثلثيها مخيمات عشوائية.

الخيام تضيق بالمهجرين

على الرغم من انتشار مشاريع الإسكان وبناء الوحدات السكنية بشكل واسع في مناطق سيطرة المعارضة السورية، فإنها لم تغط ربع الاحتياج وفق دراسات محلية.

ويعاني المهجرون والنازحون في المخيمات من مشكلات كثيرة من أبرزها تمزق الخيام وقلة الغذاء، لا سيما بعد التخفيض الرابع الذي أجري على السلة الغذائة الأممية من برنامج الأغذية العالمي، وما يكتنف مشهد استمرار الدعم من غموض في ظل التهديدات الروسية باستخدام حق النقض الفيتو على آلية دخول المساعدات الأممية عبر الحدود.

قفغع

في حين يواجه أكثر من مليون مهجر مخاطر صحية حقيقية بعد انخفاض الدعم الصحي وتوقف عدد كبير من المشافي والمراكز الصحية.

وتبقى مسألة دفع الإيجارات لأصحاب الأراضي، الجانب الأسوء من المعاناة والهاجس الذي يؤرق نصف سكان الشمال السوري، الذين لم تكتب لهم فرصٌ أفضل من خيمة تضيق بهم أكثر يوماً بعد آخر.