icon
التغطية الحية

رغم رداءته.. شح المازوت في سوريا يدفع مواطنين لشرائه من فيس بوك

2022.03.24 | 13:46 دمشق

new-h-alwatan-299.jpg
بيع المازوت في الطرقات (الوطن)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تنتشر في محافظة حماة على صفحات الفيس بوك عروض لبيع المازوت بأسعارمرتفعة، حيث يضطر مواطنون إلى شرائه بسبب شحه وعدم كفاية مخصصاتهم التي يحصلون عليها عبر "البطاقة الذكية"، رغم أن نوعه رديء ومغشوش بالماء ومشتقات نفطية أخرى.

ونقلت صحيفة (الوطن) المقربة من النظام عن مواطنين أنهم وقعوا ضحايا نصب واحتيال وغش، بسبب شرائهم مادة المازوت من صفحات على فيس بوك، بسعر 100 ألف ليرة للغالون".

وأضافوا أنهم "تفاجؤوا عند إشعاله برائحته الكريهة، وبأصوات شبيهة بأصوات المفرقعات والألعاب النارية، تصدر عنه بمدافئ البيوت والحمامات"، مشيرين إلى أن بعضهم لم يرده لباعته، بل استخدمه مرغماً، بسبب الحاجة الماسة له للتغلب على البرد القارس.

وكشف آخرون أنهم "اشتروا قبل أيام معدودة بضع ليترات، وبسعر 5500 ليرة لكل ليتر، وتبيَّن أنها مخلوطة بزيت معدني محروق، ومع ذلك استخدموها لطرد البرد لعدم توافر بديل".

أصحاب مهن يقعون ضحايا المازوت المغشوش

وذكر أصحاب مهن حرة أنهم وقعوا ضحايا عمليات غش، إذ اشتروا كميات من المازوت لإنجاز أعمالهم من باعة على الطرقات بسعر 90 ألف ليرة للغالون، وعند تشغيل آلاتهم ومعداتهم به، كان احتراقه سيئاً بسبب ارتفاع نسبة الماء فيه.

ويروي طبيب أنه اشترى مازوتاً عن طريق الفيس بوك، لاستخدامه بتدفئة مرضاه في العيادة، ليتفاجأ بأنه لا يشتعل إلا بصعوبة بالغة، وإن اشتعل فإنه يصدر أصواتاً تصيب المرضى المنتظرين بغرفة الانتظار في العيادة بالهلع، مبيناً أن المازوت مغشوش بإضافة عدة سوائل إليه، وعند تصفية كمية قليلة منه في عبوة بلاستيكية شفافة تشكلت ثلاث طبقات من السوائل.

حكومة النظام تغض النظر عن باعة المازوت المغشوش في حماة

وقال مواطنون إن "الغش في المازوت الذي يباع خارج الأقنية الرسمية، أصبح ظاهرة بمختلف مدن ومناطق محافظة حماة، حيث يستغل الغشاشون حاجة الناس للمازوت وخصوصاً في الأيام الشديدة البرودة، ويغشون الكميات المتوافرة لديهم بإضافة أي سائل آخر لزيادة الكميات وجني أرباح فاحشة".

وأوضح العديد من الذين وقعوا ضحايا الغش أنهم لم يشتكوا إلى سلطات النظام، لعدم اقتناعهم بنتيجة الشكوى، وكي لا يتعرضوا للمساءلة، بسبب معرفتهم أن المازوت يباع بالسوق السوداء، مضيفين أن "حكومة النظام تعرف أن المازوت يباع بهذه الطرق، ولكنها تغض النظر عن باعته".

وتجددت أزمة المازوت في مناطق سيطرة النظام منذ أيام، وفاقم الحالة فقدان المادة من السوق السوداء وكذلك توقف توزيعه نهائياً عبر البطاقة الذكية، بسبب سياسة حكومة النظام للتقشف بعد إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا، في وقت تشهد فيه البلاد أحد أشد المنخفضات الجوية القطبية خارج فصل الشتاء على الإطلاق. كما تترافق الأزمة هذه المرة مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تتجاوز الـ 12 ساعة متواصلة.