icon
التغطية الحية

رغم الاتفاق.. آثار التوتر الأمني في الحسكة والقامشلي مستمرة

2021.02.22 | 11:49 دمشق

20181227231510565636815493105654574.jpg
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

رغم فك "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الحصار الذي كانت قد فرضته على المربع الأمني للنظام في مدينة الحسكة، إلا أن التوتر بين الطرفين لا يزال قائما، فبحسب التطورات الأخيرة على الأرض تستمر قوات النظام والميليشيات المساندة لها بتحريض الأهالي في الأحياء الواقعة تحت سيطرتها في مدينة الحسكة ضد "الإدارة الذاتية" وقواتها في المنطقة.

الدفاع الوطني يفرض إتاوات على السكان

تتعرض ميليشيا "الدفاع الوطني" المساندة للنظام لسكان الأحياء الواقعة تحت سيطرة "قسد"، فتارةً تحتجز الميليشيا أحدهم وتطالب بفدية مالية وتارة أخرى تحتجزه لأيام وتطلق سراحه، الأمر الذي أدى إلى عدم قدرة الأهالي على التنقل بين الأحياء، بدورها قامت قوات "الأسايش" التابعة لـ "الإدارة الذاتية" باعتقال عدة مسؤولين تابعين لحزب البعث في عدة مناطق بمحافظة الحسكة بسبب تجاوزاتهم الكثيرة منها التحريض ضد "قسد" و الترويج لسيطرة قوات النظام على كامل محافظة الحسكة.

السكان بين تجاوزات النظام وممارسات "قسد"

تطورات الأحداث بين كلٍ من قوات النظام و"قسد" فرض مشهداً سيئاً على الأهالي في المحافظة، وأدى إلى خلق مخاوف لديهم فباتوا يعتبرون أنفسهم ضحية الاقتتال، وقال أحد المدنيين الذي فضّل عدم الكشف عن هويته وهو من أهالي حي تل الحجر في الحسكة، لـ موقع تلفزيون سوريا إن ميليشيات النظام وعناصره يمنعون الأهالي من دخول الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم في المربع الأمني بحجة الموالاة لـ "قسد"، وتقوم الأخيرة باستجواب القادمين من مناطق سيطرة النظام إلى مناطق سيطرتها.

بدورها، أشارت الناشطة المدنية "ريم" إلى أن التوتر الأمني التي تشهده محافظة الحسكة، يؤثر سلباً على حياة المدنيين ومعيشتهم، ويمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية مطالبة الأطراف، بتحييد المدنيين عن اتفاقاتهم ومصالهم.

اقرا أيضاً: قرار أميركي محسوم بشأن "الدولة الكردية" بسوريا

أزمة الخبز تعصف بسكان المحافظة

طوابير من الناس ومشهد الانتظار أمام الأفران لساعات وفقدان بعض المواد الغذائية وهذا ما يردده الكثير "أين الخبز في بلد القمح"؟ يقول السيد محمد حسين من أهالي مدينة القامشلي: إنه وخلال 14 يوما لم تعمل الأفران إلا 3 أيام وإضافة إلى ذلك فإن كمية توزيع الطحين إلى الأفران انخفضت إلى النصف، وجودة الخبز سيئة ويؤكد حسين أنه يبقى لساعات طويلة أمام الأفران لتأمين الخبز وأحيانا لا يحصل عليه، ويضطر إلى الشراء من الأفران السياحية المرتفعة القيمة فكل 4 أرغفة تبلغ قيمتها 200 ليرة سورية والعائلة متوسطة العدد بحاجة إلى ما لا يقل عن 40 رغيف يومياً.

اقرأ أيضاً: الإطباق على المربعات الأمنية بالحسكة يتوافق مع بنود وثيقة

ويضيف أيضا أنه لا يحصل سوى على  10 أرغفة من الخبز وهي بكل الأحوال لا تكفي عائلته المؤلفة من 8 أفراد، والأفران أحياناً لا تعطيه إلا نصف الكمية أي 5 أرغفة، و كثيراً ما يضطر هو وزوجته التوجه كل واحد منهم إلى عدة أفران لـتأمين رغيف الخبز لأولاده حيث بات الشغل الشاغل لهم.

اقرأ أيضاً.. الإدارة الذاتية تصدر القمح للخارج رغم أزمة الخبز الخانقة بالحسكة

كما أن مدينة القامشلي لا يوجد فيها سوى مخبزين رئيسين, وهما فرن الصناعة التابع لـ "الإدارة الذاتية" والفرن الآخر يتبع للنظام وللتعليق على هذه الأزمة حاولنا التواصل مع الأطراف المسؤولة إلا أنهم امتنعوا عن التصريح.

اقرأ أيضاً.. محافظ الحسكة: سرقات وفساد في ملف القمح والمحصول ليس بأيد أمينة

"نعيش فوق آبار البترول ونتحسر على جرة غاز"

معضلة تأمين الغاز في محافظة الحسكة، هي مشكلة كسابقاتها يصعب حلّها وقد يتطلب ذلك انتظاراً لأسابيع أو وقوفاً في الطوابير لساعات طويلة، أو الحل الأخير اللجوء إلى التجار الذين يستغلون الأزمات ويبيعون الجرات بأسعار مضاعفة، فرهاد أحمد من أهالي مدينة الحسكة يقول: بات تأمين أسطوانات الغاز أمراً صعبا للغاية، ننتظر ساعات طويلة أمام مراكز توزيع الغاز، أسطوانة واحدة هي ما خصصته "الإدارة الذاتية" شهريا لكل عائلة، وهي لا تكفي معظم العائلات لكثرة عدد أفرادها، ليس هذا فحسب يضيف فرهاد: إن أغلب الاسطوانات لا يتم تعبئتها بشكل كامل ولا تكفينا فنضطر للرجوع الى أساليب بدائية ونطبخ بالحطب، يختم فرهاد حديثه بغصة تملأ قلبه: لا أكل ولا مازوت ولا غاز والصعوبة في تأمين رغيف الخبز، أزمة وراءها أزمة.

وقبل أسبوع شهدت محافظة الحسكة خروج عدد من الأهالي بمظاهرات منددة بالحصار المفروض، قبل أن تتطور إلى تبادل لإطلاق النار بين قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 4 آخرين من ميليشيا الدفاع الوطني وبعض المتظاهرين.

وسبق أن أفاد مصدر خاص بأنّ نظام الأسد التقى قبل أيام مع ممثّلين من "الإدارة الذاتية" في مطار القامشلي الدولي بوساطة روسية وتناقشا بعدة نقاط تتعلّق بتقاسم الثروات، وآلية التنسيق بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وقوات النظام وإمكانية ضمّ "قسد" للنظام.

اقرأ أيضاً: طلال سلو ينبش صندوق أسرار الإدارة الذاتية.. كيف يتحكم "PKK" بها؟