شهدت الأسواق السورية مؤخراً نشاطاً لافتاً في بيع حقائب السفر، على الرغم من ارتفاع أسعارها، نتيجة تزايد أعداد الراغبين في الهجرة من مناطق سيطرة النظام، بحثاً عن حياة أفضل في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية المتردية، وهرباً من الخدمة الإلزامية والأوضاع الأمنية السيئة.
وقال موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري، إن سوق "الخجا أو سوق الحقائب" في دمشق يشهد منذ أيام ازدحاماً واضحاً من مختلف الشرائح، وتتراوح أسعار الحقائب بين 400 ألف ليرة ومليون ليرة.
أحد الأشخاص الراغبين في الهجرة، قال لـ"اثر برس"، إنه اضطر لشراء حقيبة سعة 50 كيلوغراماً لأخذ أغراضه كلها بداعي السفر للعمل وتحسين وضعه.
وأضاف: "لن أعود قبل نهاية عقد العمل وهو خمس سنوات لذلك اضطررت لشراء حقيبة كبيرة بلغ سعرها 800 ألف ليرة".
الأسعار ارتفعت أكثر من ضعفين
بدوره، أوضح تاجر حقائب في دمشق، أن الأسعار ارتفعت إلى أكثر من الضعفين وخاصة لجهة نوعية الحقائب، فهناك الحقائب العادية القماشية سعة 25 كيلوغراماً بلغ سعرها 125 ألفاً، ولكنها لا تصلح للسفر في الطائرات.
وأشار إلى أن هناك أنواعا أخرى يطلق عليها اسم حقيبة "السينسونايت بدواليب"، ويبدأ سعرها من 350 ألفاً، وكلما كبر الحجم زاد السعر، علماً أن هناك حقائب تتسع لـ 100 كيلوغرام بسعر مليون ليرة.
ولفت إلى أن الناس ترتاد سوق الحقائب بكثرة لدرجة أن نسبة المبيع وصلت إلى 70 في المئة، وهناك حقائب تنفد بسرعة بسبب المواصفات التي يطلبها الزبون، ولدينا مستوردة من بلد مجاور وبعضها يصنع محلياً.
محاولات متزايدة للهجرة من مناطق النظام السوري
دفعت الخدمة الإلزامية في قوات النظام السوري، وسوء الأوضاع الاقتصادية فئة كبيرة من الشباب القاطنين في مناطق سيطرة النظام إلى التفكير بالهجرة إلى خارج سوريا في نفي واضح لما يروجه النظام عن عودة الأهالي للمناطق التي سيطر عليها مؤخراً.
وتشهد مناطق سيطرة النظام السوري تصاعد الأزمة المعيشة ونقصا حادا في الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى شلل مختلف قطاعات العمل الصناعي والتجاري والزراعي، وغياب دور السلطات المدنية لحساب تنامي دور أمراء الحرب والقوى الأمنية والميليشيات ممن باتوا متحكمين فعليين في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والخدمية.