icon
التغطية الحية

رشا رزق رداً على منتقديها: حق الأطفال بالرعاية له الأولوية

2020.10.06 | 05:32 دمشق

untitled-1.jpg
إسطنبول- أحمد طلب الناصر
+A
حجم الخط
-A

أثار منشور للفنانة السورية "رشا رزق"، كتبته على صفحتها في "فيس بوك"، موجة من الغضب والانتقادات داخل الأوساط السورية، وتفاوتت بين العتب والغضب والتجريح.

منشور الفنانة "رزق" دعت فيه "المنظمات الإنسانية" وبعض فرق المساعدة والإغاثة، بأسمائها، و"الناشطين في العمل الإنساني" لإرسال أدوية إلى السوريين النازحين والمقيمين داخل المخيمات، تساعدهم على إيقاف إنجاب الأطفال.

 

 

وقالت رزق في منشورها: "أرسلوا مساعدات مكونة من حبوب منع حمل أو واقيات ذكرية" معللة موقفها بأن الطفل الذي سيولد في تلك المخيمات سيتعرض "للتشوهات والأمراض، وسيحرم من التعليم والطبابة وأساسيات الحياة" لمجرد أن أباه وأمه يودّان التمتع بـ "حقهم في الإنجاب" بحسب وصفها.

واعتبرت رزق أن كل من ينجب طفلاً في تلك المخيمات، وفي ظل تلك الظروف، هو "بحكم المجرم".

المنشور، عدّه جزء من المتابعين "إشكالياً" وجزء آخر اعتبره "استفزازياً" بينما هناك جزء اعتبره "صائباً"؛ وما إن مضت دقائق معدودة على عرضه حتى انتشر، من خلال مشاركته على الصفحات الأخرى، كالنار في الهشيم.

وعلى ضوء ميول "المشارك" للمنشور وميول جمهوره وأصدقائه، تنوّعت التعليقات وانقسمت بين تعليقات مؤيدة وحيادية ومستفسرة ومستنكرة ومهاجمة، لما تضمّنه المنشور. ولعل النوعين الأخيرين كانا الطاغيين على الثلاثة البقية.   

بماذا ردّت رشا رزق؟

الانقسام في الآراء وردود فعل السوريين، الذي شكّله المنشور السالف، دفع موقع "تلفزيون سوريا" إلى التواصل مع صاحبة المنشور الخلافي، الفنانة "رشا رزق"، وخصتنا بالرد التالي:

كيف لي ألا أكتب هذا المنشور و صور أطفالنا في المخيمات تدمي قلب أي إنسان ذي ضمير وعقل. والشتاء على الأبواب وسنسمع ككل سنة أخبار موت الأطفال من الصقيع والجوع وقلة الدواء والمساعدات التي لا تصل أبدا والتي يوازيها الزيادات السكانية غير المنطقية في مخيمات الموت والبؤس. تصلني بشكل دائم نشرات طلبات التبرعات لجمعيات الإغاثة وفيها من الحالات الإنسانية التي لا يتحمل بؤسها مخلوق. غالبية هذه الحالات وأكثرها حزنا هي أطفال رضع بتشوهات خلقية أو سرطانات أو أمراض خبيثة لا تملك أسرهم أقل إمكانيات العيش البشري من مأكل ومسكن، والتبرعات لا تسد ١٠ بالمئة من حاجات المخيمات.

كلي أمل أن تصل كلماتي لهذه العائلات وتلقى صدى لديها، فلا حق في إنجاب طفل إذا لم يرافقه تحمل مسؤولية رعاية هذا الطفل، صوت العقل دوما ضعيف وصوت الغريزة أقوى وآخر ما أتمناه أن تتعلم هذه العائلات الدرس متأخرا لأن أبناءهم هم من سيدفع الثمن لاحقا في الأفق المسدود للحياة. أرقام الأطفال اليتامى وصلت إلى المليون طفل، حالات التشرد والاغتصاب وسرقة الأعضاء وعمالة الأطفال ودعارة الأطفال والرضع المهجورون في الكراتين على نواصي الشوارع تقشعر لها الأبدان.  

أتفهم طبعا غريزة البقاء لدى الإنسان ومقاومته للموت عن طريق التكاثر، لكن هذه الغريزة الموجودة عند كل المخلوقات، يجب أن تكون مضبوطة لدى البشر، فنحن لسنا أرانب. و حق الطفل بالرعاية له الأولوية و الأسبقية على حق الشخص البالغ بالإنجاب. لا مكان لطفل في مخيم لا تعليم ولا صحة ولا طبابة ولا سكن يليق بالبشر ولا مأكل فيه أقل مقومات الغذاء، هذا فعل غير إنساني وغير مسؤول. الطفل مسؤولية وليس ثمرة فعل غريزي لا يفكر صاحبه بتبعاته. وأقول لمن يعتقد بأن الطفل يأتي وتأتي رزقته معه، ما بتخافو الله بهالأطفال البؤساء؟ ألهذه الدرجة الطفل السوري رخيص حتى عند أهله؟ إن الإنجاب في هذه الظروف لهو فعل أناني وبعيد كل البعد عن الإنسانية. اعقل ثم توكل.

لقد أدليت برأيي الشخصي لأنني أٌم أولاً وإنسانة سورية من هذا الشعب وأطفال بلدي يعصرون قلبي حزنا عندما أراهم بهذا الحال. و أنا لا أقول هذا الكلام من باب الاستعلاء لا سمح الله، فقدم أي طفل سوري عانى اليتم والجوع والقهر والإعاقة هي تاج على رأسي وهي بوصلتي ورسالتي في هذه الحياة وهذا شيء لا يخفى على متابعيّ. و أنا من انتظر ١٢ عاما قبل أن أنجب طفلتي لأنني لم أكن في حال جهوزية مادية ولا نفسية لأتحمل مسؤولية طفل. 

المنشور خلق جلبة كبيرة لا شك، لكني سعدت بالنقاشات والسجالات المهمة جدا التي تفاوتت ما بين رفض وتقبل وهذا ما نحن بحاجة إليه اليوم كمجتمع مدني سوري تجمعه هذه المساحة الافتراضية الزرقاء.

 

من هي رشا رزق؟

رشا رزق من مواليد دمشق 1976، احترفت الغناء منذ سن التاسعة على يد نعيم حنا ودعمتها والدتها للسير في هذا الطريق. تابعت رشا رزق دراستها الأساسية بدمشق، حصلت على شهادة البكالوريا سنة 1995، كما درست التجارة والأدب الفرنسي بالمراسلة مع جامعة السوربون بفرنسا.

أستاذة غناء أوبرالي في المعهد العالي للموسيقا بدمشق، الذي تخرجت فيه عام 2002. تتلمذت على يد خالد ييفا ونتاليا كيريتشينكا الحائزة على جائزة ماريا كالاس.

 التحقت بعدة ورشات عمل: في دمشق مع ميا بيسلينك وغلوريا سكالكي، وفي باريس مع كارولين دوما في الإيكول نورمال، في مالطا مع المايسترو ريكاردو موتي، وفي أوبرا برلين مع مغني الباريتونرومان تريكيل.

لعبت رشا رزق دور جمانة في أول أوبرا عربية قدمت في قطر وهي "ابن سينا" للمؤلف ميخائيل بورستلاب، ودور الساحرة الأولى في دايدو وإينياس في تونس ودور ميكائيلا في كارمن، وقدمت عددا من الحفلات في باريس، مونتريال عمان والدوحة.

شاركت في حفلات الأوركسترا السيمفونية السورية، كما غنت في عدة حفلات لموسيقا الباروك في دمشق، وعمان وأمستردام لأعمال مثل كانتانات لباخ، أوراتوريو المسيح لهاندل، غلوريا لفيفالدي وستابات ماتر لبيرغوليزي. سجلت ألبوما مع فرقة كونتراستو أرمونيكو لموسيقا الباروك ضمن مشروعهم لتسجيل جميع كانتانات هاندل الإيطالية.

أدت رشا رزق شارات مسلسلات رسوم متحركة في فترة التسعينيات، أشهرها كابتن ماجد، دروب ريمي، المحقق كونان، أنا وأخي، وعهد الأصدقاء.