رسالة لسيادته من مواطن سوري صفري

2023.06.02 | 07:03 دمشق

رسالة لسيادته من مواطن سوري صفري
+A
حجم الخط
-A

السماء ليست زرقاء في الشام ولا تزقزق العصافير هناك كما تعتقد سيادتك، أنا وغيري من الملايين لسنا سوى أصفار على يسار الرقم، لا نعني بالنسبة لك، لكم، شيئاً ومع ذلك أرغب هنا بتوجيه رسالة لك، بسيطة جداً وفيها الكثير من الفوضى، تشبه الحياة التي عشتها في سوريا.

أولاً: هل حقاً أنت تنام مثل بقية البشر دون مهدئات، وإن نمت بماذا تحلم؟ هل تحلم مثلنا بمنامات عادية، أم بكوابيس؟

هل تعرف بأنّ هناك ملايين من السوريين يرغبون برحيلك، لكنهم بسبب "الديمقراطية" البعثية لايستطيعون التعبير الحرّ عن آرائهم، ملايين ينتظرون المساعدات القادمة من كل دول العالم، إن لم تصّدقني يمكن لك أن تتسلل إلى الشارع وحدك بدون قوة الحماية الأمنية وتنصت لما يقوله الناس في غرفهم المتعبة، أنصت لهم جيداً لتسمع جيداً ما يقولونه.

نعم، يمكن لك أن تتنكر بزي مواطن صفري، كما فعل يوماً ما الفنان أيمن زيدان في "يوميات مدير عام" أي مثل أحد أفراد الشعب وتنصت لمعاناة الناس، وتشاهدهم وهم يشتمونك في الليل والنهار، وربما يمكن أن تعبر لحمص أو لحلب أو ربما لقلب الشام وأريافها، ببيلا مثلاً! وهناك قد تجد وقتاً للإنصات، للاستماع للبشر الباقين على قيد الحياة. هل تعرف مثلاً أن آلافا وربما عشرات آلاف البشر يفضلون تقريب ساعة موتهم على الاستمرار في هذه الحياة.

هل تعتقد أنك عندما بدأت ببيع عقارات الدولة وثرواتها الباطنية والبشر وعقارات من هجّرتهم قسراً، لإيران ولبوتين روسيا يمكن أن تستمر مدة أطول في الحكم؟ هل تعتقد أنك بدعمك لحرب بوتين على أوكرانيا أنك بذلك ستدخل التاريخ من أبوابه العريضة؟

شخصياً حزين عليك وعلى أسرتك وخاصة السيدة الأولى أسماء، رغم أني كما تعرف صفراً، حزين لأنك مثل بقية الرؤساء المنبوذين لم تتعلم من التاريخ القريب؟ لم تتعلم من درس صدّام أو من درس القذافي أو من درس حسني مبارك وبن علي التونسي.

في بالي سؤال محرج يخص علاقتك بأولادك؟ هل فكرت يوماً بهم؟ بمستقبلهم، وكيف سيكون وضعهم بعد أن تتمّ إحالتك لمحكمة دولية وربما قريباً، رغم قناعتي بأن أمثالك لايمكن أن يتغيّروا إلا بالقوة!

أنت ربما لا تعرف بأن من يستمع لخطاباتك قد يصاب بالجلطة، أو ربما بالجنون الفوري، ليس بسبب اللامعنى الموجود في المحتوى إنما بسبب الغثيان الذي يصيب البشر وهم يستمعون لمن يُفترض أن يكون رئيساً لهم

هل تعرف أنّ آلاف الشباب السوريين يفرّون سنوياً حتى لا يتم سوقهم للخدمة العسكرية الإجبارية! يفرّون داخلياً وللخارج لمن استطاع إليه سبيلا؟

هل تعرف بأنّ الناس في الداخل تتسول من أجل متابعة العيش، وأنك حولت سوريا إلى مكان إيواء ومكان لتلقي المساعدات.

أنت ربما لا تعرف بأن من يستمع لخطاباتك قد يصاب بالجلطة، أو ربما بالجنون الفوري، ليس بسبب اللامعنى الموجود في المحتوى إنما بسبب الغثيان الذي يصيب البشر وهم يستمعون لمن يُفترض أن يكون رئيساً لهم.

ذات وقت مضى غنى المغني أغنية يا حيف وكان يأمل أن يكون هناك أمل!

عندي أسئلة محرجة واعذرني لطرحها عليك مباشرة: هل عرفت يوماً طعم الخجل؟ هل عرفت يوماً طعم الكرامة؟ هل عرفت يوماً طعم الحياة الطبيعية التي يمكن أن يعيشها أي إنسان في بلد عادي. هل تعرف كيف يمكن أن يغني الناس في حفلة مثلاً أو يفرحون ويدبكون؟ هل عرفت يوماً طعم البهجة؟ طعم حلم جميل وسعيت لتحقيقه! هل حقاً أنك تجيد الإنكليزية؟ إذاً اقرأ ما تقوله الصحافة الغربية عنك؟

اعذرني يا سيادة الرئيس فرغم أني بالنسبة لك صفر على يسار الرقم، لكني هنا في مغتربي صرتُ صفراً على يمين الرقم، حيث منحني هؤلاء الذين تصفهم بأنهم بدون أخلاق الأمان والاستقرار والعمل وفتحوا لنا حدودهم وقلوبهم وأسكنونا في بيوت تليق بالبشر.

ذات وقت مضى غنّى المغني من حماة يلا "إرحل" يا بشار، الحرية صارت عالباب، فاقتلعت له حنجرته وقتلته. هل تعرف ما معنى الحرية وما معنى الديمقراطية؟

سيادة الرئيس مللنا من حضرتك ومن قيادتك ومن أسلوبك "الديمقراطي" في الحكم ونرغب بنفض بلدنا وتنظيفه حتى يصبح بلداً محترماً، لذلك أرجوك ارحل الآن وفوراً

سوريون كثر في الخارج يرغبون بزيارة سوريا لكنّ بقاءك في الحكم يمنعهم من زيارتها خاصة أن صورك المنتشرة في مناطق سيطرتك تؤذي جوهر الحياة، كما تعدّ أحد أقذر أساليب الحرب النفسية ضد الناس!

أنصحك أنا المواطن الصفري بمشاهدة "ضيعة ضايعة" و"ابتسم أيها الجنرال"، فربما تتذكر أين تمّ دفن صهركم آصف شوكت.

سيادة الرئيس مللننا من حضرتك ومن قيادتك ومن أسلوبك "الديمقراطي" في الحكم ونرغب بنفض بلدنا وتنظيفه حتى يصبح بلداً محترماً، لذلك أرجوك أاحل الآن وفوراً.

بالمناسبة أنا أكلت عدة مرات سندويش شاورما في عام 2011 ووجدت في كل "قضّوضة" مبلغ 500 ليرة وكانت قطر ترسل لي شهرياً "قضوضات" شاورما وفيها مبلغ مالي. كما أني كنت مقتنعاً ذات يوم مضى بأن أهل الشام خرجوا لشكر الله على نعمة المطر ولم يخرجوا في مظاهرات ضدك لا سمح الله.

سيادة الرئيس أنت إنسان لذلك أرغب بوضع نهاية سعيدة لرسالتي من أجل تأمين نهاية عادلة لك. عبر رحيلك وتحويلك للمحاكمة.

ثمة قانون الكبتاغون القادم قريباً ومعه قانون منع التطبيع الأميركي. والقانونان قادمان من بلد الليبرالية والإمبريالية الشريرة جداً وإن لم تسمع بكل هذا فأرجو منك متابعة الأخبار.

سيادة الرئيس فكّر في أبنائك وارحل فأبناؤك من حقهم متابعة الحياة الطبيعية.

لا تصدق أبداً وزارة إعلامك وبأن السماء زرقاء والعصافير تزقزق في المهاجرين.