لم ترتق ردود الأفعال العربية والدولية على المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام باستهداف مدينة دوما بالأسلحة الكيميائية حتى الآن لمستوى الجريمة.
واقتصرت التصريحات العربية حتى الآن على تصريح لمصدر مسؤول في الخارجية السعودية عبّر خلاله عن قلق المملكة العربية السعودية وإدانتها الشديدة لهذا الهجوم الذي وصفته بالمروع.
وأكد المصدر السعودي على ضرورة إيقاف المآسي وانتهاج الحل السلمي القائم على مبادئ إعلان (جنيف1)، وقرار مجلس الأمن الدولي 2254، وشدد المصدر، في ختام تصريحه، على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حماية المدنيين في سوريا.
في حين اقتصر رد الفعل الدولي على المجزرة على تصريح المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيدز ناورت التي وصفت التقارير القادمة من دوما بالمروعة، وتتطلب رداً فورياً من المجتمع الدولي إذا تأكدت، ويجب تقديم الأسد وأولئك الذين يدعمونه إلى العدالة، وينبغي منع أي هجمات كيميائية مجدداً.
كما أكدت ناورت على أنَّ روسيا تتحمل في نهاية المطاف المسؤولية عن الهجمات التي وصفتها بالوحشية بسبب دعمها الذي لا يتزعزع للنظام، وطالبت روسيا بوقف دعمها غير المشروط للسلطات السورية والعمل مع المجتمع الدولي لمنع مزيد من الهجمات الكيميائية الهمجية.
الائتلاف يحمّل روسيا والنظام مسؤولية مجزرة الكيماوي في دوما
في رده على المجزرة حمّل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية روسيا والنظام مسؤولية مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات النظام في مدنية دوما بالغوطة الشرقية، والتي راح ضحيتها العشرات.
وقال الائتلاف في بيان له إن طائرات روسيا ونظام الأسد شنت السبت سلسلة غارات مكثفة على مدينة دوما في الغوطـة الشرقية، استخدمت فيها الغازات السامة، وقد أدت وفق معطيات أولية إلى وقوع أكثر من مئة مدني، أغلبهم أطفال ونساء، وحدوث حالات اختناق تزيد عن ١٠٠٠، فيما لا يزال مصير مئات العوائل في الملاجئ مجهولاً بسبب انقطاع الاتصالات والكهرباء وصعوبة وصول فرق الإنقاذ.
وشدد البيان على أنَّ استهداف الغوطة بالسلاح الكيماوي وقنابل النابالم والفوسفور هي جرائم حرب وإبادة، استهدفت مدنيين، من أطفال ونساء، كانوا يبيتون في ملاجئ متواضعة احتماء من القصف العنيف.
ودعا الائتلاف الدول الدائمة العضوية والدول المعنية، وتحديداً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، للتحرك وفق مسؤولياتهم في حماية الأمن والسلم الدوليين، واستخدام القوة في ضرب معسكرات النظام وثكناته ومطاراته التي تستخدم في قصف الشعب السوري.
كما طالب البيان بسرعة نقل ملف جرائم نظام الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية، ووقف العدوان على دوما والغوطة، وحماية نحو ٢٠٠ ألف مدني ما زالوا في مناطق سيطرة المعارضة في الغوطـة الشرقية.
150 مدنيا حصيلة المجزرة
ارتفعت حصيلة مجزرة الأسلحة الكيمائية التي ارتكبتها قوات النظام في دوما إلى 150 مدنياً جلهم من النساء والأطفال بالإضافة لأكثر من 1000 آخرين أصيبوا بحالات اختناق تشير أعراضها إلى استنشاقهم لغازات سامة.
وقال متحدث باسم الدفاع المدني في ريف دمشق "إن فرق المسعفين لم تستطع الوصول إلى المناطق التي تم استهدافها إلا بعد ساعات من حدوث الغارات، وذلك بسبب التحليق المكثف لطيران الاستطلاع والطيران الحربي الذي يستهدف حتى المشاة في الشوارع، بالإضافة إلى مئات صواريخ الراجمات التي لم تتوقف لحظة عن استهداف المدينة".
وأكد بأنَّ رائحة الغازات السامة ما زالت حتى الآن في المنطقة التي تم استهدافها، ما يمنع المسعفين وفرق الإنقاذ من الوصول إليها، موضحاً في الوقت ذاته بأنَّ المواد الكيماوية التي تم استهداف المدينة بها ما زالت غير معروفة حتى اللحظة.
وأضاف المتحدث "إنَّ فرق الدفاع المدني ما زالت تجد عشرات القتلى في المباني السكنية التي يتم الوصول إليها، معظمهم من النساء والأطفال الذين ماتوا خنقاً بالغازات السامة أو نتيجة القصف المكثف على الأحياء السكنية".
وطالب الدفاع المدني اللجان الدولية بالدخول إلى المدينة لرؤية ما حصل، حيث إن هنالك العشرات من القتلى بالغازات السامة ما زالوا في منازلهم، بالإضافة إلى وجود عشرات الأشخاص تحت الأنقاض.
كما أصدر الدفاع المدني والجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز) بياناً أكدوا فيه استهداف النظام لمدينة دوما في الساعة 7 و 45 دقيقة بالأسلحة الكيميائية حيث بدا على المصابين أعراض زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور كما لوحظ لديهم حروق قرنية، كما عانى المصابون من بطء في دقات القلب وخراخر قصبية خشنة وأزيز، حيث عملت الفرق الطبية على علاج المصابين "بالأكسجين الرطب الحر" والموسعات القصبية.