تتواصل الاشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري على تخوم مدينة حماة، وسيطرت إدارة العمليات العسكرية تتمكن من السيطرة على تل الناصرية شمالي حماة بعد اشتباكات مع قوات النظام، وشنت هجوماً واسعاً في محافظة حماة ضمن عملية "ردع العدوان" وحققت الفصائل تقدماً ملحوظاً على الأرض، وتمكنت من السيطرة على عدة بلدات وقرى استراتيجية، بما في ذلك خطاب ورحبة التسليح ومعرشحور وطيبة الإمام وحلفايا.
وأعلنت إدارة العمليات العسكرية عن نجاح قواتها في السيطرة على اللواء 87 التابع للنظام السوري، والذي يقع على تخوم مدينة حماة. كما سيطرت بشكل كامل على جبل كفراع الاستراتيجي.
وبحسب مصادر لتلفزيون سوريا انسحبت قوات النظام من عدة مواقع في مدينة حماة باتجاه سلمية، مخلفة المدينة شبه خالية من القوات، كما سحبت قوات النظام الأموال والمستندات من مصارف مدينة حماة وأغلقت مكاتب الصرافة.
وأكدت إدارة العمليات العسكرية أن هدف عملية "ردع العدوان" هو "تأمين عودة المهجرين وإنهاء حكم الفساد والاستبداد وبناء سوريا جديدة تسع كل أبنائها"، كما طالبت عناصر قوات النظام المتبقين في حلب بمراجعتها لتسوية أوضاعهم.
سجال في مجلس الأمن
اشتبكت روسيا والولايات المتحدة في الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، حيث اتهمت كل منهما الأخرى بدعم "الإرهاب" خلال اجتماع لمجلس الأمن انعقد بسبب التصعيد المفاجئ في سوريا.
ودعا روبرت وود نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إلى خفض التصعيد في القتال في سوريا وحماية المدنيين. كما عبر عن قلقه من أن الهجوم تقوده "هيئة تحرير الشام".
واتهم وود قوات النظام وروسيا بالتسبب في سقوط ضحايا مدنيين في الهجمات على المدارس والمستشفيات، قائلا إن "حقيقة إدراج الولايات المتحدة والأمم المتحدة هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية لا تبرر المزيد من الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد وداعموه الروس".
وفي تصريحات موجهة إلى وود، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا "ليس لديك الشجاعة للتنديد بهجوم إرهابي واضح على المدنيين المسالمين في المدن السورية المسالمة".
ورد وود متهما نيبينزيا بأنه "ليس في وضع يسمح له بإلقاء محاضرات علينا بشأن هذه القضية" لأن موسكو "تدعم الأنظمة التي ترعى الإرهاب في جميع أنحاء العالم".
وأضاف "الولايات المتحدة حاربت آفة الإرهاب على مدى عقود وستواصل فعل ذلك".
وفي سياق متصل، دعت الأمم المتحدة إلى ضمان حماية المدنيين والبنية التحتية في شمال سوريا، مشيرةً إلى أن اليومين الماضيين كانا الأكثر عنفاً في المنطقة منذ تصاعد الصراع.
واعتبرت نائبة السفير التركي لدى الأمم المتحدة، سيرين أوزغور، أن "الصراع في سوريا يظل تذكيراً صارخاً بتكاليف التقاعس الدولي"، مؤكدة على ضرورة "إحياء العملية السياسية، التي يقودها ويملكها السوريون، بتيسير من الأمم المتحدة".
وفي تصريحات خلال جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا، قالت أوزغور إنه "وسط حالة عدم الاستقرار الإقليمية الأوسع نطاقاً، تحث تركيا على خفض التصعيد وحماية المدنيين وتقف على استعداد للعمل نحو عملية سياسية ذات مصداقية"، مضيفة أنه "بدون عملية حقيقية للمصالحة الوطنية، ستظل البلاد محاصرة في حلقة من العنف وعدم الاستقرار والمعاناة".
وأكدت قطر أنها تعمل مع شركائها في المنطقة على إيجاد حلول لإنهاء الأعمال القتالية في سوريا، مشددةً على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء أزمة الشعب السوري.