icon
التغطية الحية

"رداً للجميل".. سوريان يقدمان وجبات مجانية للفقراء بمطعمهم في بلجيكا

2022.11.21 | 16:44 دمشق

عماد وعلي خليف (fvv)
عماد وعلي خليف (fvv)
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

لاقت مبادرة أطلقها لاجئان سوريان مؤخراً لتقديم الطعام للفقراء والمحتاجين في بلجيكا كـ "رد للجميل" إعجاباً من الإعلام البلجيكي في الدولة الأوروبية التي تحتضن آلافاً من اللاجئين السوريين.

وبحسب ما ذكرت "صحيفة الأخبار" البلجيكية فإن اللاجئين السوريين عماد (38 عاماً) وعلي خليف (27 عاماً) أعلنا مؤخراً عن مبادرة لتقديم وجبات مجانية في مطعمهما للأشخاص الفقراء في بلجيكا.

ووصل اللاجئان السوريان إلى بلجيكا منذ ست سنوات والآن بعد أن أصبح لديهم مطعم، فإنهما يريدون رد شيء من الجميل لمن يحتاجونه.

"خذ عندما تحتاج وأعطي عندما تستطيع"

"خذ عندما تحتاج وأعط عندما تستطيع" هذا هو شعار عماد خليف الذي جاء إلى بلجيكا عام 2016 بسبب الحرب المندلعة في وطنه منذ ما يقارب العشرة الأعوام.

وكحال العديد من السوريين عانى عماد من صعوبة بالغة في أول عامين قضاها في بلجيكا، ويقول عماد "أنا شخص اجتماعي وفي سوريا كنت أعرف الكثير من الناس.. لدي أيضاً سبعة أشقاء وشقيقتان، لذلك اعتدت أن أكون محاطاً بأشخاص آخرين.. في السنة الأولى التي كنت فيها هنا، عشت بمفردي، وشعرت بالوحدة".

ويضيف اللاجئ السوري: "لقد عانيت أيضاً من صعوبات مالية" بحسب ما ذكرت الصحيفة التي قالت إنه حصل على إعانة اجتماعية وبفضل مساعدة العديد من المتطوعين، المؤسسات الخيرية والوكالات الحكومية استطاع أن يقف على قدميه مرة أخرى.

التحق عماد بتدريب لصناعة الشوكولاتة ثم التحق بتدريب آخر في صناعة الخبز والمعجنات، كما أنه وبفضل الدروس الهولندية اندمج بشكل أفضل في المجتمع.

ويقول عماد: "في غضون ذلك، شعرت بتحسن وبنيت دوائر أوسع.. أنا متزوج أيضًا وزوجتي حامل بتوءم". 

بعد تدريبه، بدأ عماد وظيفة في مجال المطاعم، وهناك وجد نفسه لكن بسبب أزمة فيروس كورونا، كان عليه أن يبحث عن وظيفة أخرى فعمل في شركة فولفو لمدة عام، لكنه عاد في النهاية إلى حبه القديم: "مجال المطاعم".

"رد الجميل"

وفي 18 من آذار، افتتح المطعم السوري "Liomoena" في منطقة سينت اماندسبرغ مع شقيقه علي، لكنه لن ينسى أبداً الأشخاص الذين ساعدوه في تلك الفترة الصعبة.

ويقول عماد: "قدموا لي النصيحة وساعدوني في العثور على منزل، من بين عدة أمور أخرى (..) لقد تعلمت دائماً أن آخذ عندما أحتاج وأعطي عندما أستطيع ذلك.. هذا ما سأفعله الآن طالما كان ذلك ممكناً".

ويقدم الأخوان في مطعمهم وجبة مجانية للأشخاص الذين يعانون من صعوبات مالية، بغض النظر عن الأصل والدين، بحسب ما ذكرت الصحيفة البلجيكية التي نقلت عن عماد قوله "الفقراء هم من يحظون بالأولوية.. عليهم فقط إرسال رسائل إلينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسنتصل بهم".

وبحسب الصحيفة، لا يتعين على من يرسل مثل هذه الرسالة تقديم تفسير فعماد يثق بهم. ويضيف عماد: "أتصلُ بهم وأسألُهم عن عددهم ومتى يريدون المجيء.. بمجرد دخولهم المطعم لا نقول أي شيء آخر عن ذلك".

ووفقاً للصحيفة البلجيكية، يريد عماد الاستمرار في القيام بذلك طالما كان ذلك ممكناً من الناحية المالية بالنسبة له.

ونشر المطعم على صفحته في منصة فيس بوك منشوراً يقول "في عام 2016 جئت إلى بلجيكا كلاجئ ومنذ ذلك الحين تلقيت الدعم والمساعدة من المجتمع (متطوعون، جمعيات خيرية، مؤسسات حكومية)".

وأضاف في المنشور: "حان الوقت الآن لإعادة الجميل، الأشخاص الذين يعانون ماليا (بغض النظر عن اللون أو الدين) مرحب بهم للحصول على وجبة مجانية لتناولها أو تأخذها (اليوم أنت تعاني أو فقير بالأمس كنتُ فقيراً أيضاً وكان لدي أيضا صعوبة أنا).. فقط أرسل رسالة (..) واترك الباقي لنا وسيبقى كل شيء بيننا.. أراك قريباً!".

نجاحات للاجئين السوريين

وخلال الأعوام الماضية، نجح اللاجئون السوريون في عدة مجالات في دول اللجوء في القارة الأوروبية وكان أبرز تلك المجالات هو قطاع المطاعم حيث بات الطعام السوري يحظى بإعجاب العديد من الأوروبيين. 

ونقل مئات السوريين خبراتهم الواسعة في مجال الطبخ خلال الأعوام الماضية إلى أوطانهم الجديدة وقاموا بفتح العديد من المطاعم التي تقدم الطعام السوري بشتى أنواعه. 

وعلى مدار العشرة أعوام الماضية من عمر الثورة السورية، لجأ عشرات الآلاف من السوريين إلى بلجيكا هرباً من الحرب التي شنها النظام السوري على المدن التي ثارت ضد حكمه. وحصل خلال الأعوام الماضية عدد من اللاجئين السوريين على الجنسية البلجيكية في حين ينتظر البقية استيفاء الشروط اللازمة للحصول عليها.

ومؤخراً، كشف المركز الفيدرالي للهجرة في تقريره السنوي عن الهجرة قبل أشهر أن 3287 لاجئاً سورياً قد حصلوا على الجنسية البلجيكية في عام 2021، مشيراً إلى أن السوريين باتوا في المرتبة الثانية بعد الجنسية المغربية من حيث عدد الحاصلين على تلك الجنسية الأوروبية.