توفي المفكر والناقد والروائي اللبناني إلياس خوري اليوم الأحد، عن عمر ناهز 76 عاماً في بيروت، بعد معاناة مع المرض استدعت مكوثه في المستشفى للمعالجة شهوراً طويلة.
وقد نعى كتّاب وأدباء ومفكرون عرب وسوريون إلياس خوري المعروف بمواقفه المناصرة للقضية الفلسطينية التي حازت جلّ اهتماماته من خلال مؤلفاته الأدبية والنقدية، ومقالاته الفكرية، وتعد رواية "باب الشمس" من أهم مؤلفاته الأدبية عن فلسطين، ثم ثلاثية "أولاد الغيتو" التي جاءت بعدها بسنوات.
"مع الثورة السورية"
كما عُرف عن الياس خوري تأييده لثورات الربيع العربي، خاصة الثورة السورية، ومطالب شعوبها بالعدالة والحرية والديمقراطية. وكتب الراحل في إحدى مقالاته:
"رغم الإحباط، ورغم الارتباك السياسي الذي تعيشه المعارضة... ورغم الأخطاء والمطبات والمواقف الملتبسة، ورغم رفض العالم دعم الشعب السوري، ورغم تأخر الحسم العسكري والبلبلة السياسية، ورغم الانزعاج من التصريحات التلفزيونية، ورغم كل شيء، فأنا مع الثورة السورية.
كنت أتمنى أن يسقط نظام الاستبداد الأسدي في درعا، أمام قدسية تضحية حمزة الخطيب.
كنت أتمنى أن تنتصر أزهار غياث مطر وقناني الماء التي وزعها على الجنود، ويسقط النظام بلا خسائر.
كنت أتمنى أن تكفي صرخة حمص وأغاني القاشوش وعشرات الألوف الذين احتلوا الشوارع بحناجرهم وأيديهم المرفوعة بالتحدي السلمي...".
من سيرة الراحل
وإلياس خوري (مواليد بيروت 1948)، روائي وكاتب مسرحي وناقد وأستاذ جامعي، كتب اثنتي عشرة رواية، وتُرجمت مؤلفاته إلى أكثر من عشر لغات منها العبرية. وشغل منصب رئيس تحرير الملحق الثقافي لصحيفة "النهار" من عام 1992 إلى عام 2009، وكان مسؤولاً عن القسم الثقافي في جريدة "السفير"، كما كان يشغل منصب رئيس تحرير "مجلة الدراسات الفلسطينية" حتى وفاته.
حاز في العام 2011 على وسام جوقة الشرف الإسباني من رتبة كومندور، وهو أعلى وسام يمنحه الملك خوان كارلوس، تكريماً لمساره الأدبي؛ وفاز بجائزة اليونسكو للثقافة العربية لعام 2011 تقديراً للجهود التي بذلها في نشر الثقافة العربية وتعريف العالم بها.
نشر روايته الأولى "لقاء الدائرة" في 1975، وكتب سيناريو فيلم "الجبل الصغير" في 1977، الذي تدور أحداثه خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ومن أعماله الأخرى "رحلة غاندي الصغير" التي تدور حول مهاجر ريفي يعيش في بيروت خلال أحداث الحرب الأهلية.
كتب رواية "باب الشمس" التي تضمنت إعادة سرد ملحمية لحياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ نزوح الفلسطينيين عام 1948، وتناولت أيضاً أفكار الذاكرة والحقيقة ورواية القصص، وقد أُنتجت كفيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه للمخرج المصري يسري نصر الله في 2002.