icon
التغطية الحية

رحيل الشاعر العراقي "سعدي يوسف"

2021.06.13 | 12:33 دمشق

وفاة الشاعر "سعدي يوسف
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

بعد صراع مرير مع المرض، رحل اليوم الأحد الشاعر العراقي، سعدي يوسف، عن عمر ناهز الـ87 عامًا، في أحد مشافي لندن.

ويعدّ يوسف من أهم الشعراء العراقيين الذين بقوا على قيد الحياة بعد رحيل بدر شاكر السياب ونازك الملائكة والجواهري وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي وفحول الشعر العراقيين الآخرين.

وتدهورت صحته بشكل كبير جدًا بعد معاناته لسنوات من مرض سرطان الرئة، فأُدخل المشفى الذي توفي بها في لندن في شهر نيسان الماضي.

آخر الشعراء الكبار المجددين

في رثائه لـ سعدي يوسف، يقول الكاتب والروائي السوري إبراهيم الجبين لـ موقع تلفزيون سوريا: "سعدي يوسف لم يكن شاعراً عادياً، كان مجدداً وخلاقاً وصاحب رؤية في عالم القصيدة، تكوينها وبنيتها ولغتها وإيقاعاتها. أشعر أن صفحة كبرى من حياتنا تنطوي برحيله، ولا أعرف كيف يمكن تصوّر الحياة الشعرية العربية من دون سعدي".

ويضيف الجبين: " كان صديقاً قديراً شهدت دمشق أعواماً طويلة من الحوارات بيننا ومن الأحلام والجدالات الطاحنة، والتفكير في الشعر وحوله. والإنسان وتحولات الفكر. سعدي يوسف هو آخر الشعراء العرب الكبار المجددين".

ويعتبر الجبين أن يوسف يختلف عن العديدين من الشعراء الذين عاصروه، مشيراً إلى أن ما يميّزه هو "تعاليه وترفّعه عن الدناءات التي انحدر إليها شعراء من جيله سعوا إلى جوائز دولية فابتذلوا أنفسهم. ووقفوا مع المستبدين والمحتلين والميليشيات الطائفية. وهؤلاء لا يرتقون إلى مستوى ركبة سعدي يوسف شعرياً وثقافياً. كانت له مواقفه ورؤيته للثورات ورفض الكثير من مظاهرها لكنه بقي حتى آخر لحظة منحازاً لحريته كشاعر كتب ذات يوم "كل الأغاني انتهت إلا أغاني الناس..

والصوت لو يشترى ما تشتريه الناس

عمداً نسيت الذي بيني وبين الناس

منهم أنا مثلهم والصوت منهم عاد

****

يوم انتهينا إلى السجن الذي ما انتهى

منيت نفسي وقلت المشتهى ما انتهى

يا واصل الأهل خبرهم وقل ما انتهى

الليلة بتنا هنا والصبح في بغداد"

سيرة..

شاعر عراقي وكاتب ومترجم، ولد في "أبي الخصيب" في البصرة عام 1934، أكمل دراسته الثانوية في البصرة، وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد 1954 "ليسانس شرف في آداب العربية"، عمل في التدريس والصحافة الثقافية، وغادر العراق في السبعينيات، أقام في لندن ونال جوائز في الشعر، منها جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقًا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة "كافافي" من الجمعية الهلينية، وفي عام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلف أجنبي، وفي عام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال الكندية.