icon
التغطية الحية

رايتس ووتش: "قسد" هدمت عشرات المنازل بمحيط سجن الصناعة في الحسكة

2022.11.01 | 10:45 دمشق

جنود أميركيون وعناصر في "قسد" يقفون بجوار جرافة ومركبات عسكرية بحي غويران في الحسكة - كانون الثاني 2022 (AFP)
جنود أميركيون وعناصر في "قسد" يقفون بجوار جرافة ومركبات عسكرية بحي غويران في الحسكة - كانون الثاني 2022 (AFP)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الثلاثاء، إن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) هدمت أو أصابت بأضرار 140 مبنى مدنياً على الأقل يؤوي 147 عائلة، وذلك في كانون الثاني وشباط 2022 خلال محاولة إعادة أسر معتقلين فارين ومقاتلين من "تنظيم الدولة" (داعش) في محيط سجن الصناعة بمدينة الحسكة.

ونقلت المنظمة عن شهود أن "قسد" استخدمت جرافات لهدم بيوت في حيَّي غويران والزهور في مدينة الحسكة.

وأوضح ناشطون محليون أجروا مسح في المدينة والقرى المجاورة أنهم قابلوا ممثلين عن 84 عائلة من أصل 147 عائلة فقدت منازلها في حيَّي غويران شرقي والزهور. وخلص المسح إلى أن 48 مبنًى متعدد الطوابق تسكنها 49 عائلة قد هدمت بالكامل، و26 مبنًى تؤوي 26 عائلة لحقت بها أضرار جسيمة، و26 مبنى تؤوي 31 عائلة لحقت بها أضرار متوسطة، و40 مبنى متضرر جزئيا يؤوي 41 عائلة. ووجد المسح أن 131 من هذه المباني كانت في غويران شرقي وتسعة في الزهور، خلال الفترة الممتدة بين 11 و21 شباط.

"قسد" تهدم بيوت المدنيين بهدف تأمينها

وقال شهود ولجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن عناصر "تنظيم الدولة" دخلوا البيوت في أثناء العملية العسكرية، وقالت "قسد" لـ "هيومن رايتس ووتش" إنها فجرت متفجرات وضعها عناصر التنظيم خلال "عمليات التمشيط".

وأكدت المنظمة أنه ينبغي لـ"قسد" تعويض الأشخاص الذين أصابت منازلهم بأضرار أو هدمتها وتقديم جبر مالي أو ذي شكل آخر إلى جميع المتأثرين بالهدم.

كما ينبغي لـ"قسد"، بحسب المنظمة، الشرح لماذا توصلت إلى أن الخيار الوحيد أمامها كان هدم بيوت الناس بهدف تأمينها. وعلى أعضاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذين ساعدوا "قسد" في تأمين السجن التشجيع على تقديم الجبر ومساعدتها في ذلك.

وقال جيري سيمبسون، المدير المشارك لقسم الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش: "ما يزال ينبغي لقوات سوريا الديمقراطية الشرح علنا وبشكل وافٍ لماذا احتاجت إلى هدم عشرات البيوت لأَسْر مهاجمي السجن وتأمين المنطقة. في غضون ذلك، ينبغي لها مساعدة العائلات المتضررة على إعادة بناء حياتها".

هدم المنازل خلال عمليات التمشيط

وبين 2 شباط و20 حزيران، قابلت هيومن رايتس ووتش 18 شخصاً من حي غويران عبر الهاتف قالوا إن العمليات هدمت منازلهم. بينما قد تكون بعض الأضرار ناتجة عن اشتباكات مسلحة بين "قسد" والأشخاص المشتبه بكونهم من "تنظيم الدولة"، قال ثلاثة من السكان إنهم رأوا أو سمعوا مركبات ثقيلة وصفوها بأنها جرافات تهدم منازلهم أو منازل أشخاص آخرين. وقال 11 آخرون إنهم عندما عادوا إلى أحيائهم ووجدوا منازلهم مهدمة، أخبرهم الجيران أن "قسد" قد هدمت ممتلكاتهم وممتلكات الآخرين بالجرافات. وتقول الأمم المتحدة إن تحليلها لصور الأقمار الصناعية المتعلقة بـ 40 مبنى متضرر في أحياء قريبة من السجن كشف عن هدم بعضها بوساطة جرافات من طراز عسكري.

وفرّت امرأة من منطقة في حي غويران شرقي في 21 كانون الثاني مع أقاربها الذين كانوا يعيشون معها. عادت في 2 شباط ووصفت لاحقا ما رأته: "منزلنا، وحوالي 10 بقربه، سُوِّيَ بالأرض. لم يُترك أي شيء دون أن يتضرر.. الأنقاض لا تزال موجودة، ونحن بلا مأوى".

وقالت إن الجيران أخبروها أن عناصر "تنظيم الدولة" كانوا في منزلها وعندما رفضوا المغادرة، أحضرت "قسد" الجرافات وهدمت المنزل ومنازل أخرى مجاورة.

تتحمل "قسد" و"الإدارة الذاتية" أيضاً، وفقاً للمنظمة، مسؤولية احترام قانون حقوق الإنسان، بما فيه الحق في السكن اللائق، والذي يشمل الحماية من هدم المنازل وهدمها تعسفاً، والالتزام بتقديم التعويض والمأوى المناسبَين للمتضررين إذا حصل ذلك ولدى حصوله.

وينبغي لـ"قسد" إجراء تحقيق للتوصل إلى ما إذا كان هدم المنازل يتفق مع القانون الإنساني ومعايير حقوق الإنسان وتعويض أي شخص تعرض منزله للضرر أو الهدم.

معركة سجن الصناعة

في 20 كانون الثاني، هاجم عناصر من "تنظيم الدولة" سجن الصناعة في حي غويران بالحسكة، فأشعلوا معركة دامت عشرة أيام مع "قسد"، التي ساندتها غارات برية وجوية أميركية وبريطانية ضمن الحملة الدولية بقيادة الولايات المتحدة لهزيمة التنظيم.

وكان السجن يضم نحو 4 آلاف ذَكَرا مشتبها بانتمائهم إلى "تنظيم الدولة" أو أفراد عائلاتهم، بينهم 700 فتى من سوريا ونحو 20 بلدا آخر. قالت قسد في 31 كانون الثاني إنها استعادت السيطرة الكاملة على السجن والأحياء المجاورة وإن القتال خلّف 500 قتيل. في حين ذكرت الأمم المتحدة أن القتال هجّر في البداية ما لا يقل عن 45 ألفاً من السكان.

وبين 21 كانون الثاني و11 شباط على الأقل، انتشرت "قسد" وقوات الأمن التابعة لها المعروفة بـ"الأسايش" في أجزاء مختلفة من المدينة بحثاً عن المحتجزين الفارين وعناصر "تنظيم الدولة" الذين كانوا قد هاجموا السجن، بما يشمل أحياء غويران والمفتي والناصرة والزهور.

وأوضحت لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن سوريا أن بعض عناصر "تنظيم الدولة" "لجؤوا إلى مناطق سكنية"، ما أدى إلى حدوث العملية، التي سميت "مطرقة الشعوب"، وبحلول 23 كانون الثاني، فر 6 آلاف من سكان غويران والزهور من منازلهم.