icon
التغطية الحية

"رايتس ووتش" تحذر من خطر التلوث بالرصاص في مخيم لاجئين باليونان

2021.02.18 | 12:21 دمشق

202101ccd_greece_lead_4.jpg
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من تعرض آلاف اللاجئين وعمال الإغاثة لخطر التسمم بالرصاص في مخيم المهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية، الذي تم بناؤه في ميدان رماية عسكري استخدم منذ 1926 إلى أيلول 2020، قبل إنشاء المخيم مباشرةً.

ويُؤوي المخيم حالياً 6900 امرأة ورجل وطفل، من بينهم على الأقل 118 امرأة حاملاً و2,552 طفلاً، وفقاً لبيانات حكومية قُدِّمت لـ هيومن رايتس ووتش في تشرين الثاني 2020، كما توجد عاملة إغاثة حامل واحدة على الأقل داخل المخيم بانتظام.

وعبرّت هيومن رايتس ووتش في تقريرها الذي نشرته أمس الأربعاء، عن قلقها إزاء المخاطر الحادة الناجمة عن تلوث التربة المحتمل، والذي قد يؤدي إلى تعرض الأطفال الصغار والنساء أثناء الحمل للرصاص.

ونوهت إلى أن الأطفال معرضون للخطر بشكل خاص أكثر من الكبار، لأنهم عندما يتعرضون لنفس المستويات يمتصون أربعة إلى خمسة أضعاف الرصاص أكثر من البالغين، وما تزال أدمغتهم وأجسادهم في طور النمو.

وغالباً ما يضع الأطفال الصغار أيديهم في أفواههم أو يلعبون على الأرض، ما يزيد احتمال ابتلاع أو استنشاق الرصاص في الغبار والتربة، وكذلك من المحتمل أن يؤدي التعرض أثناء الحمل إلى ولادة جنين ميت، والإجهاض، وانخفاض الوزن عند الولادة، ويمكن أن يؤثر سلباً في نمو دماغ الجنين.

اقرأ أيضاً: اليونان تنشئ مخيماً للاجئين على أرض مزروعة بالقنابل

وحثت المنظمة الحكومة اليونانية في أوائل تشرين الثاني الماضي على فحص الموقع للكشف عن وجود مادة الرصاص، وبحسب الحكومة فإن 21 ألف متر مربع من المخيم كانت ضمن منطقة ميدان الرماية السابق، "ميادين الرماية معروفة جيداً كمواقع ملوثة بالرصاص".

وبعد اختبار التربة من مخيم مافروفوني في تشرين الثاني 2020، نشرت الحكومة اليونانية في 27 من كانون الثاني 2021، تقريراً صدر عن "المعهد اليوناني للجيولوجيا واستكشاف المعادن" يؤكد وجود مستويات عالية من الرصاص في بعض مناطق مخيم المهاجرين المؤقت.

وأظهرت نتائج اختبارات التربة من منطقة إدارية داخل المخيم أنها تحتوي على 2,233 مغ رصاص في كغم من التربة، وأظهر الاختبار داخل منطقة سكنية بالمخيم أنها تحتوي على 330 مغ في كل كيلو غرام من التراب.

ووفقاً للسلطات اليونانية، فإن المستويات القصوى المقبولة للرصاص في التربة لأمكنة اللعب هي 100 مغ/ كغ. معيار "مكان اللعب" هو الإجراء المناسب لتطبيقه على المخيمات بما أن الأطفال يوجدون في جميع أنحاء المخيم.

لكن المنظمة قالت بأن تحليل هيومن رايتس ووتش والتحليل الذي أجراه خبراء تقرير المعهد اليوناني للجيولوجيا واستكشاف المعادن أظهر أن نظام الاختبار لم يكن كافياً لتقييم مدى وشدة التلوث بالرصاص في المخيم والمخاطر على صحة الناس، وأن هناك حاجة ملحة لمزيد من الاختبارات.

وأضافت: أن التقرير لا يوضح ما إذا كانت العينات المأخوذة جاءت من مناطق أضيفت فيها تربة جديدة أثناء البناء وأعمال مكافحة الفيضانات. إذا كان هذا هو ما حدث، فهناك خطر من استمرار وجود مناطق في ميدان الرماية بها جيوب من التربة القديمة، والتي سيكون بها مستويات أعلى من الرصاص.

وأكدت أن الاختبارات الشاملة والموجهة هي الوحيدة التي ستكون قادرة على تقييم وتخفيف هذا الخطر.

اقرأ أيضاً: هيومن رايتس ووتش: اليونان ردت لاجئين إلى تركيا بعد تعنيفهم

وأوضحت المنظمة أنه بعد تحليل خبراء من أقسام البيئة، والصحة، والأزمات، في هيومن رايتس ووتش نتائج ونطاق اختبار التربة الذي أجري بطلب من الحكومة اليونانية، تبيّن أن مستويات الرصاص التي عُثر عليها بجوار الخيام الإدارية وفي المنطقة السكنية القريبة، ليست آمنة للأطفال الصغار أو النساء الحوامل، وأنه يجب تسييج كلا المنطقتين على الفور ومنع استخدامهما حتى تتم معالجتهما بنجاح.

وأضافت: أنه ليس من الواضح ما إذا كان الأشخاص في أجزاء أخرى من المخيم مهددين بالتعرض لمستويات غير آمنة من الرصاص لأن نطاق الاختبارات الحكومية كان محدوداً جداً من حيث عدد عينات التربة المأخوذة ومواقعها.

وذكرت هيومن رايتس ووتش أن انتشار الغبار في مخيم مافروفوني يعني أن السكان والموظفين أكثر عرضة للتربة الملوثة، ووجود الغبار خاصة في المناطق التي اكتُشف أنها ملوثة، هو سبب حقيقي للقلق، لأن الرصاص عادة ما يتم استنشاقه أو ابتلاعه عن طريق التربة أو الغبار الملوث، كما أن لدى سكان المخيم إمكانية محدودة للحصول على المياه للغسل وإزالة التراب الملوث.

ونقلت رايتس ووتش عن السكان الذين قابلتهم أنه في الطقس الجاف تؤدي السيارات التي تسير على الطرق المرصوفة بالحصى داخل المخيم وغيرها من الأنشطة، إلى إثارة الغبار، وعليهم تنظيف خيامهم عدة مرات في اليوم.

وشاهد باحثو هيومن رايتس ووتش صوراً لأطفال يلعبون في مناطق مغبرة ويحفرون ثقوباً في الأرض حيث كان ميدان الرماية السابق، وعلى تلة خلف ميدان الرماية.

وأشار المنظمة إلى أن الحكومة اليونانية تنقل أيضاً التربة في إطار عملية بناء كبيرة في المخيم، كجزء من أعمال مكافحة الفيضانات وغيرها من الأعمال، ما يثير مزيداً من الغبار ويحتمل أن يؤدي إلى نقل التربة الملوثة في المخيم، ما يؤدي إلى انتشار خطر التعرض.

اقرأ أيضاً: هيومن رايتس ووتش: الأمن اليوناني اعتدى على لاجئين وتحرش بهم

وطالبت رايتس ووتش الحكومة اليونانية بإجراء اختبارات شاملة فوراً في المناطق الأكثر تعرضاً لخطر التلوث، للمساعدة في تطوير إجراءات العلاج، وبينّت أنها ما لم تفعل ذلك فلن تعرف أي تربة آمنة وأيها ملوثة، ودعتها عند إجراء مزيد من الاختبارات إلى التأكد من مشاركة جميع المعلومات ذات الصلة بتاريخ التربة مع الباحثين وإعلان المنهجية الكاملة إلى جانب النتائج.

كما طالبت بأن يتلقى الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر وسنتين الذين يقضون وقتاً في المناطق ذات المستويات المرتفعة من الرصاص، اختبار دم مجاني لأنهم أكثر عرضة لخطر التسمم الشديد بالرصاص.

وتقدّر منظمة الصحة العالمية أن التعرض للرصاص يتسبب في أكثر من مليون حالة وفاة مبكرة وفقدان 24 مليون شخص للحياة الصحية في أنحاء العالم كل عام.

وتؤكد أنه لا يوجد مستوى من التعرض للرصاص معروف أنه دون آثار ضارة، وخفضت السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد الحدود القصوى المسموح بها للرصاص في التربة، والماء، والغبار، وما إلى ذلك، حتى مستويات الرصاص المنخفضة في الدم في الأطفال تم ربطها بانخفاض معدل الذكاء وزيادة المشكلات العاطفية والسلوكية وتأخر النمو البدني.

اقرأ أيضاً: "رايتس ووتش": سياسات الاتحاد الأوروبي تحول جزيرة ليسبوس إلى سجن

اقرأ أيضاً: منظمات حقوقية تنتقد منع اليونان اللاجئين من مغادرة جزرها