icon
التغطية الحية

رايتس ووتش: أطراف النزاع يتسببون بتفاقم وباء الكوليرا في سوريا

2022.11.07 | 20:39 دمشق

أم سورية تحمل طفلها الذي شُخصت إصابته بالكوليرا في مستشفى بمدينة الحسكة - 24 أيلول 2022 (رويترز)
أم سورية تحمل طفلها الذي شُخصت إصابته بالكوليرا في مستشفى بمدينة الحسكة - 24 من أيلول 2022 (رويترز)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش''، كلاً من تركيا والنظام السوري بمسؤوليتهما عن تفاقم انتشار وباء الكوليرا في جميع أنحاء سوريا، وانتقاله إلى البلدان المجاورة.

وقالت المنظمة في بيانها الصادر، اليوم الإثنين، إن السلطات التركية عطلت إمدادات المياه في شمال شرقي سوريا ما يؤدي إلى تفاقم وباء الكوليرا، الذي يسجل انتشاراً في البلاد منذ أكثر من شهرين.

كما اتهمت المنظمة النظام السوري بتحويل وجهة المساعدات والخدمات الأساسية المتسلّمة من جهات دولية، بشكل تمييزي وغير عادل، بالإضافة إلى استمرار القيود الأمنية من قبل النظام للحصول على المساعدات في جميع أنحاء سوريا، بشكل يمنع الاستجابة الإنسانية والطارئة في الأجزاء المتضررة من البلاد.

السلطات التركية تقلص وصول إمدادات المياه

وأوضح نائب مديرة الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش"، آدم كوغل، أن "هذا التفشي المدمر للكوليرا لن يكون آخر مرض منقول بالمياه يمسّ السوريين إذا لم تُعالَج أزمة المياه الحادة في البلاد فوراً، لا سيما في الشمال الشرقي".

وطالب تركيا بالتوقف فوراً عن مفاقمة أزمة المياه في سوريا، وسبق أن اتهمت المنظمة السلطات التركية بفرض "قيود شديدة على تدفق المياه" إلى سوريا منذ شباط 2021، الأمر الذي تنفيه أنقرة.

وتتحكم تركيا أيضاً بمحطة مياه علوك التي تخدم أكثر من 460 ألف شخص في محافظة الحسكة، والتي تقلص عملها وتحتاج إلى إصلاحات ضرورية.

النظام السوري يعرقل وصول المساعدات الطبية

وأكدت المنظمة أن القيود الطويلة الأمد  على وصول المساعدات، التي فرضها النظام السوري، تركت منشآت الرعاية الصحية والمنظمات الإنسانية العاملة في شمال شرقي سوريا تكافح لمواجهة مرض يمكن أن ينتشر بسرعة.

ونقلت عن أحد عمال الإغاثة قوله إن هناك عائلات بأكملها تمرض، والمراكز الصحية مكتظة، والناس يرقدون على الأرض.

ورجح عامل الإغاثة أن تكون وكالات الأمم المتحدة تواجه على ما يبدو مشكلات في الحصول على موافقة النظام السوري على نقل الإمدادات.

وكانت وكالات الأمم المتحدة وعدت بإيصال الإمدادات الطبية، بما فيها المضادات الحيوية والسوائل الوريدية، من دمشق إلى شمال شرقي سوريا، لكن الإمدادات لم تصل حتى 7 من تشرين الأول، أي بعد شهر من إعلان تفشي المرض، وفقاً للمنظمة.

وشددت المنظمة على أن جميع أطراف النزاع السماح لعمال الإغاثة بالوصول المباشر ودون عوائق إلى جميع المناطق في سوريا.

قال كوغل: "في 2011، وقف السوريون بوجه حكومة ترتكب الفظائع للنضال من أجل حقوقهم المدنية والسياسية. الآن، بعد أكثر من عقد من الزمن، ها هم يكافحون من أجل تلبية أبسط احتياجاتهم الأساسية".

الكوليرا في سوريا

وحتى 1 من تشرين الثاني الجاري، سجلت "منظمة الصحة العالمية" 81 حالة وفاة بسبب الكوليرا في سوريا وأكثر من 24 ألف حالة مشتبه بها. انتشرت الكوليرا منذ ذلك الحين إلى لبنان، الذي يعاني أزمات عديدة.

وأدت أكثر من 10 سنوات من النزاع إلى تدمير البنية التحتية في سوريا وخدماتها المدنية، بما فيها مرافق الرعاية الصحية وأنظمة المياه والصرف الصحي وشبكات الكهرباء. وتقدر الأمم المتحدة أن ثلثَي محطات معالجة المياه في سوريا، ونصف محطات الضخ، وثلث أبراج المياه في سوريا تضررت منذ عام 2011.