استضاف برنامج لم الشمل الذي يبث على شاشة تلفزيون سوريا القاضي عصام الخطيب رئيس المحكمة العسكرية في هيئة تحرير الشام سابقا، للحديث عن سجون الهيئة، وانتهاكاتها بحق السجناء وطبيعة اعتقال الناشطين وإخفائهم قسرياً في سجون معلنة وأخرى تتبع لقادة أمنيين فقط، كما قالت لنا مصادر خاصة من الهيئة قبيل اللقاء..
ما أبرز انتهاكات الهيئة بحق المعتقلين؟
ترتكب هيئة تحرير الشام بزعامة أبو محمد الجولاني انتهاكات واسعة بحق المعتقلين، إذ تتم عملية الاحتجاز بتهم بسيطة، وتجعل القضاء عصا بيد الأمير، وفي بعض الحالات يستدعى شخص للمراجعة في قضية أمنية، ثم يقبض عليه، كما تم استخدام القضاء كـ "عصا لتصفية الحسابات"، كما تحرم الهيئة المتهمين من أبسط حقوقهم مثل توكيل محام أو معرفة تفاصيل الدعوى، أو الحق في الاطلاع على سير الدعوى، وإطلاق يد المحققين في التعذيب النفسي والجسدي، وعدم تحديد مدة للمحاكمة والتحقيق، ورفض وضع قانون لرسوم المحاكمات، فلا يوجد قانون ناظم، ولا يوجد قانون يضبط مدة التوقيف والقضاء.
القتل تحت العذيب
هناك عدة حالات قتل تحت التعذيب موثقة، من دون أن يتخذ كبار قادة الهيئة أي إجراءات لوقف التعذيب والقتل في السجون، كما يتم اعتقال أي شخص ينتقد زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، ويتم تلفيق تهم ضده.
سجون الهيئة السرية والمعلنة
يوجد لدى الهيئة في كل قطاع محكمة تابعة لوزارة العدل في حكومة الإنقاذ، وكل محكمة لها سجن خاص، وهناك سجون سرية غير معروفة، كما توجد سجون خاصة لبعض قادة الهيئة، كل قائد كبير في الهيئة له "دولة مستقلة"، على سبيل المثال هناك سجن سري بإشراف أحد القادة اسمه "السجن 136"، وهو عبارة عن منزل مصفح في مدينة إدلب، يُتخذ سجنا سريا تابعا للهيئة، كما لا يُسمح للقضاة بتفتيش السجون السرية، ولا يسمح غالبا لذوي المعتقلين بزيارتهم، كما تحتاج الزيارة إلى وساطة من الهيئة، عمليات الاعتقال هذه عبارة عن عمليات خطف.
كيف تدار سجون الهيئة؟
بالنسبة لقيادات الهيئة عمليات الخطف والاعتقال غير القانونية هي عمليات طبيعية، وكل قيادي كبير يجب أن يكون لديه كتلة خاصة وسجن ومفرزة أمنية، لكن الأمر الوحيد الذي يطلبه الجولاني منهم هو الولاء، وإذا كنت من موالي الجولاني فافعل ما تشاء، واسجن من تشاء واعف عمن تشاء، لا يهم، الأهم هو ضمان الولاء المطلق للجولاني.
هل تعرضت لتهديد؟
تعرضت لتهديدات كثيرة من الهيئة، ومحاولات لتشويه السمعة، ومحاولات منعي من العمل بأماكن أخرى، وأتعرض بشكل شبه يومي للتهديد عن طريق الرسائل والاتصالات، وآخر ما تلقيته من تهديد من أحد المسؤولين الأمنيين وهو يقول "طلقة في الرأس".