icon
التغطية الحية

رئيس أهم جهاز استخبارات إسرائيلي يكشف تفاصيل ضلوع إسرائيل في اغتيال سليماني

2021.10.03 | 09:16 دمشق

ed8utalwsayo7iv.jpg
رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي، اللواء تامير هايمان
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

كشف رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (آمان)، اللواء تامير هايمان، تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال قاسم سليماني، والأسباب التي دعت إلى اغتياله؛ مؤكداً أن إسرائيل هي من دفعت الولايات المتحدة لتصفية قائد فيلق القدس؛ بناء على معلومات قدمتها لواشنطن كشفت خطة لسليماني لتنفيذ عمليات ضد المصالح الأميركية في الخليج، إضافة إلى موقف تل أبيب من النووي الإيراني وتفاصيل عن نتائج الغارات الجوية التي تشنها في سوريا.

وقال هايمان، خلال حوار مطول أجرته معه القناة "N12" الإسرائيلية الخاصة، بمناسبة انتهاء منصبه رئيساً للاستخبارات العسكرية، ترجمه "تلفزيون سوريا"، "كشفت استخباراتنا أن القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، خطط للشروع في عملية واسعة النطاق ضد القوات الأميركية في الخليج العربي".

العقل المدبر لاغتيال سليماني

وأضاف، نقلنا هذه المعلومات إلى الجيش الأميركي، الذي غير مسار عمله بالكامل ضد إيران، وكانت هذه نقطة تحول في الموقف الأميركي تجاه الإيرانيين في المنطقة، لأن واشنطن كانت حتى ذلك الحين تتصرف فقط ضد داعش.

ويفتخر رئيس الاستخبارات العسكرية، الذي أمضى نحو أربع سنوات في منصبه الحساس، بإنجازات جهازه في زيادة التأثير لدى إسرائيل وقدرتها على تغيير رأي الإدارة الأميركية.

يشار إلى أن جهاز الاستخبارات العسكرية، المعروفة اختصاراً بـ "آمان"، يعد أحد أهم أجهزة الاستخبارات في إسرائيل له تأثير على صنع القرار السياسي والعسكري، وهو العقل المدبر لكل العمليات العسكرية التي تشنها تل أبيب في المنطقة سواء في سوريا أو في أعالي البحار لمواجهة التهديد الإيراني، النووي والصاروخي والتوسعي في المنطقة.

ووصف هايمان نجاح الاستخبارات العسكرية في اختراق تحركات سليماني وتقديم المعلومات لاغتياله بـ"الإنجاز المهم للغاية" الذي أثرت من خلاله إسرائيل على الأميركيين.

وقال هايمان، لولا المعلومات التي كشفنا من خلالها نشاط سليماني العدائي في الخليج، لكان الأميركيون ينوون الانسحاب وفق استراتيجيتهم الواسعة لتخفيف الاهتمام بالشرق الأوسط، وأضاف موضحاً "لقد قمنا بالفعل بإعادة حاملة طائرات أميركية كانت في طريقها بالفعل للخروج من الخليج العربي".

بعد حصولهم على المعلومات من الإسرائيليين، "أدرك الأميركيون فجأة أن هناك مولداً إرهابياً آخر وأكثر أهمية بكثير يعمل ضدهم في المنطقة.. ولهذا السبب فقط بدؤوا في العمل ضد فيلق القدس في الخليج"، على حد تعبير هايمان.

وأشار هايمان إلى أن النشاط الاستخباري الإسرائيلي ضد إيران وبالتحديد في مراقبة وتتبع سليماني، خلق تحالفاً وثيقاً بين دول وكيانات في المنطقة للعمل معاً ضد إيران، وكانت ذروة هذا التعاون اغتيال سليماني.

الأسباب التي دعت لاغتيال سليماني

يصف رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قاسم سليماني بأنه "مهندس" القوة الإيرانية في الشرق الأوسط، ويرى أن تأثيره لا يزال واضحاً في تعزيز استمرار أنشطة إيران في المنطقة رغم مرور سنة وتسعة أشهر على اغتياله.

ويقول هايمان، لا تزال إيران تشكل مركز ثقل في المنطقة وتعمل في عدة ميادين في آن واحد، اليمن والعراق وسوريا ولبنان، عبر تقديم الدعم المالي والعسكري، بما ذلك الصواريخ البالستية (كروز) وتشجيع العمليات الانتحارية، لوكلائها في العراق واليمن، في حين تسعى لتأسيس موطئ قدم لها في سوريا.

ويضيف، سليماني هو من رسم مخططات النفوذ والقوة الإيرانية في المنطقة، من خلال التمويل المالي والتدخل السياسي في هذه الدول وتقديم الخدمات اللوجستية وإنشاء قواعد عسكرية وميليشيات بدعم من الضباط الإيرانيين، إضافة إلى نقل الأسلحة وتصدير الثقافة والدين.

ومن وجهة نظره، كان اغتيال سليماني أمراً مهماً للحد من قدرة إيران على ترسيخ نفسها في المنطقة.

JKBFHGK_i.jpg
خاتم في يد قاسم سليماني بعد اغتياله، العراق، 3 كانون الثاني/يناير 2020

 

النووي الإيراني

وفيما يتعلق بمحادثات "فيينا"، الرامية لعودة كل من واشنطن وطهران إلى إطار الاتفاق النووي الموقع في 2015، يقول هايمان إن الأميركيين لن يعودوا إلى الاتفاقية القديمة، بل سيبحثون عن مسار جديد محسن، لأن مبادئ الاتفاقية القديمة لم تعد عملية في مواجهة التقدم الذي أحرزته إيران خلال فترة الانسحاب منها.

وخلافاً للتقديرات الإسرائيلية السابقة عن اقتراب الإيرانيين من إنتاج القنبلة النووية، يستبعد رئيس الاستخبارات العسكرية حدوث هذا الأمر قبل عامين، مبرراً ذلك بقوله "لأن الإيرانيين يعرفون أن رغبتهم في الجري نحو القنبلة، ستجعلهم أمام مشكلة عالمية، وليس أمام إسرائيل فقط، لذلك يحرصون على عدم تجاوز ذلك الخط".

وأضاف، على الرغم من أنهم (الإيرانيون) حققوا بالفعل تقدماً كبيراً في مجال تخصيب اليورانيوم، ولكن في مجالات أخرى من المشروع لا يوجد تقدم في الوقت الحالي ولا يوجد توجيه من المرشد الأعلى للمضي قدماً.

وفي حال قرروا المضي قدماً، فإن التقدير المعقول هو أن الأمر سيستغرق نحو عامين للوصول إلى قنبلة تشغيلية، بحسب هايمان.

ويرى من المهم استمرار التهديد العسكري والضغط الاقتصادي والسياسي على طهران للتوصل إلى نسخة معدلة ومحسنة من الاتفاق النووي، تسمح بإدخال معايير لم تكن في الاتفاق السابق، لافتاً إلى أن الإيرانيين يخافون من عقوبات قد يفرضها مجلس الأمن وهذه "ورقة مهمة".

سوريا.. "المعركة بين الحروب"

وفي تصريح لافت، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خلال المقابلة، على الرغم من استمرار النشاط الإيراني في المنطقة، فإن مشروعها للتموضع في سوريا توقف و"حزب الله" يبتعد عن مرتفعات الجولان، نتيجة عمليات تل أبيب العسكرية.

وأضاف أن "المعركة بين الحروب"، التي قادها الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة أدت إلى تراجع الوجود الإيراني في سوريا.

يشار إلى أن إسرائيل تطلق على عملياتها ضد الوجود الإيراني في سوريا اسماً تقنياً هو "المعركة بين الحروب"، وتختصره بـ "م ب م"،  نفذت خلالها مئات العمليات السرية، وجزء منها كان علنياً ومن أبرزها الغارات الجوية المتكررة التي كانت شبه أسبوعية العام الماضي قبل أن تنخفض وتيرتها هذا العام.

وأوضح هايمان، منذ شباط/فبراير الماضي، لم تسجل أي عملية نقل أسلحة من إيران إلى لبنان وسوريا، وهذا "تطور مهم للغاية"، إلا أنه في الوقت نفسه، لا يستبعد تجدد نقل شحنات السلاح الإيراني.

وأكد هايمان استمرار العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، مشيراً إلى أن المطاردة الدؤوبة نجحت في تعطيل طرق تهريب السلاح الإيراني في البحر والبر والجو.

وعلى الرغم من ذلك، لا يزال في سوريا حاليا مئات من الضباط الإيرانيين ونحو 20 ألف مقاتل من الميليشيات الشيعية يعملون تحت توجيهات فيلق القدس.

"حزب الله 2" في الجنوب السوري

وأشار رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى فشل المحاولات الإيرانية في استنساخ تجربة "حزب الله" في الجنوب السوري، نتيجة الجهد الاستخباري للجهاز الذي يترأسه.

وقال هايمان، حاول السوريون و"حزب الله" اللبناني إنشاء منظومة صواريخ مماثلة لتلك الموجودة في لبنان، تنطلق وسط سكان مدنيين في سوريا.

وأضاف، ولكن بعد فترة من البحث والمراقبة وصلنا إلى فاعلية عالية في تحديد المواقع والصواريخ ووضع بنك أهداف لمهاجمتها.

وقال هايمان، بالفعل هاجمنا على نطاق واسع العديد من المنشآت والقواعد الإيرانية في سوريا، بما في ذلك أهداف لنظام الأسد، لافتاً إلى أن الأمر لم يكن سهلاً إلا أنه عرقل التموضع الإيراني بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

وأشار إلى أن "حزب الله" بدأ الانسحاب من منطقة الجولان السوري بعد فشل محاولته بناء "جنوب لبنان 2" هناك، تحت غطاء قوات الأسد، لجمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.

"آلية منع التصادم" مع الروس

كما كان للاستخبارات العسكرية الإسرائيلي دور في التنسيق مع الروس، لا سيما بعد تدخلهم في سوريا في أيلول/سبتمبر 2015.

وقال هايمان، جمعنا معلومات استخبارية دقيقة على مر السنين. عندما دخل الروس سوريا، علمنا أننا إذا تصرفنا بشكل صحيح فسنحقق مكاسب لأمننا القومي".

وأضاف، وكان للروس مصلحة في التنسيق بشكل أوثق معنا فيما يتعلق بالهجمات التي قمنا بها في سوريا ضد إيران، ولهذا السبب اجتمعنا مع مسؤولين روس عدة مرات لبناء "آلية منع التصادم".