icon
التغطية الحية

ديمستورا: استقلت حتى لا أصافح الأسد

2019.11.06 | 15:06 دمشق

photo_2019-11-06_16-06-30.jpg
التلغراف - ترجمة وتحرير تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

ذكر المبعوث الأممي الخاص السابق إلى سوريا بأنه استقال من منصبه لأنه أدرك أن بشار الأسد قد "انتصر" في الحرب ولم يكن يرغب بمصافحته، وأضاف ستفان دي مستورا الذي شغل هذا المنصب بين عامي 2014-2018 بأنه لن يسامح نفسه في حال بقي ليشرف على انتصار الأسد.

ثم إن فترة توليه لهذا المنصب تزامنت مع أشرس وأعتى فترة شهدها النزاع في سوريا، حيث قتل الآلاف خلال تلك المرحلة التي تخللتها هجمات بالأسلحة الكيماوية إلى جانب التدخل الروسي الذي ساعد على قلب ميزان الحرب لصالح النظام.

وحول هذا الموضوع يحدثنا هذا الدبلوماسي السويدي من أصول إيطالية البالغ من العمر 72 عاماً من مركز آغا خان بلندن يوم الثلاثاء الماضي في واحدة من أولى المقابلات التي أجراها عقب تنحيه من منصبه فيقول: "لماذا تركت المنصب في آخر سنة؟ حسناً، لأسباب شخصية، هذا ما أدليت به بشكل رسمي، أما بشكل غير رسمي فإني شعرت بأن الحرب في البلاد قد وصلت إلى نهايتها، كما أنني حاربت ضد ما جرى في حلب وإدلب وداريا، فلم أستطع أن أكون ذلك الشخص الذي سيقوم بمصافحة الأسد وأنا أقول: "معليش" (أي لا بأس عليك بالعربية" وذلك في إشارة إلى المدن التي سيطر عليها الثوار والتي تعرضت لقصف مركَّز قبل أن تسيطر عليها قوات النظام.

وتابع بالقول: "لم أستطع أن أحلق ذقني في الصباح وأنا أقول "معليش"، لكن الحروب تنتهي بربح أو خسارة، وهذه الحرب انتهت بخسارة للبلد".

واعترف دي مستورا بأنه لم يتبع إرشادات "دليل الوسيط المثالي"، لكنه ذكر بأن تدخلات الأمم المتحدة والتي شملت قوافل المساعدات الإنسانية التي تم إرسالها إلى المناطق المحاصرة كان بوسعها أن تنقذ حياة 700 ألف إنسان.

غير أن النقاد وصفوا تعليل السيد دي مستورا لما جرى حينها بأنه ينحو نحو: "مذهب التنقيح والتعديل".

فلقد قوبلت منظمة الأمم المتحدة بانتقادات كبيرة بخصوص عملها في سوريا خلال الحرب التي استمرت فيها لمدة ثماني سنوات، حيث اتهمها بعضهم بأنها هيئة أخذت تذعن لنظام الأسد وتستسلم له من أجل أن تحافظ على وجودها في سوريا".

كما اتهمت بالتقليل من أهمية التقارير التي تنتقد حكومة الأسد وبدعمه، وذلك عبر السماح له بالتحكم بتدفق المساعدات إلى حد كبير ومؤثر.

"يحاول إعادة كتابة التاريخ"

تجدر الإشارة هنا إلى أنه ثمة فرصة لاحت للسيد دي مستورا للقاء الأسد خلال عام 2015، إلا أن الأخير رفض مقابلته.

وحول هذا الموضوع يعلق السيد تشارلز ليستر وهو خبير بالشأن السوري لدى معهد الشرق الأوسط في حوار أجرته معه صحيفة تليغراف ويقول: "إن دي مستورا يحاول إعادة كتابة التاريخ، فيضع نفسه في موضع الضحية بدلاً من مسؤول يمثل عملية تقودها هيئة الأمم المتحدة والتي عرقلت كل التوقعات والآمال الساعية لقيام عملية سياسية جادة، ولدى قيامه بذلك، منح الغطاء للجرائم المستمرة التي يمارسها النظام، والأسوأ من كل هذا، هو أن دي مستورا كان أشهر من ادَّعى بأنه "لا يوجد حل عسكري في سوريا" بالرغم من أن تعليقاته تعترف بكل صراحة بما يناقض ذلك، ولهذا لا أستطيع أن أتخيل ردة فعل أي سوري يسمعه وهو يتحدث بطريقته القائمة على أسلوب التعديل والتنقيح".

وتم عقد محادثات لعملية سلام تدعمها الأمم المتحدة والتي تعرف باسم محادثات جنيف ثماني مرات دون تحقيق أي تقدم يذكر في هذا السياق وذلك قبل وصولها إلى طريق مسدود.

كما أن عبثية تلك المحادثات وعقمها هي من دفعت مبعوثين سابقين قبل دي مستورا للاستقالة من منصبهما، كان بينهما كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة الذي وصف عمله بالمهمة المستحيلة.

وفي الوقت ذاته سمحت حالة جمود الأمم المتحدة في هذا الملف لروسيا التي تدخلت في الحرب وقاتلت إلى جانب الأسد منذ عام 2015 باتخاذ موقف الوسيط الرئيسي للسلطة، ولتقوم فيما بعد بعقد محادثات سلام مماثلة خاصة بها في أستانا.

واحتفظ السيد دي مستورا ببعض الانتقادات تجاه روسيا، إذ ذكر بأنها في الوقت الذي ساهمت فيه بتدمير مساحات شاسعة من البلاد، لم تكن لديها الرغبة بالمساهمة في عملية إعادة الإعمار، وعبر عن ذلك بالقول:

"ليس لدى الروس أي اهتمام أو سبل أو قدرة على إعادة إعمار سوريا، كما ليست لديهم أية نية بذلك، فلو أن لديهم ما يكفي من الذكاء عندها لن يتركوا الشمعة التي بين أيديهم لتحرقهم، بل سيقومون بنقلها إلى أوروبا التي يمكنها عندئذ أن تساهم في عملية إعادة الإعمار، وذلك لأن بلداً في حالة تعثر يمكن أن يتحول إلى إرث عظيم".

المصدر: التلغراف