icon
التغطية الحية

"دوار".. رواية جديدة للروائي الفلسطيني السوري أحمد عزام

2021.12.21 | 04:46 دمشق

269276539_2704426616527389_2338178095586290444_n.jpg
إسطنبول ـ متابعات
+A
حجم الخط
-A

صدرت حديثاً رواية "دوار" للكاتب والروائي الفلسطيني السوري أحمد عزام، عن دار "موزاييك" للدراسات والنشر في إسطنبول.

تغوص الرواية التي جاءت في 182 صفحة من القطع المتوسط، في عمق السلوك البشري للبطل المهزوم الفاقد للقدرة والمسلوب الإرادة، هذا البطل الذي عاش على أحلام وردية قاوم بها قسوة التعذيب وسطوة الموت؛ خرج بعد سنوات من الاعتقال ليجد مساحات البشاعة في المجتمع تكاد تتفوق عليها داخل معتقله الذي ألفه لسنوات.

وتسير أحداثها ضمن فترة زمنية قصيرة لا تتعدى الأسبوع ابتداء من وصول البطل "تيسير" إلى الأراضي التركية واصطدامه بواقع مخزٍ لا يمت إلى الواقع الذي عاش يحلم فيه وهو صابر على كل آليات القمع والتعذيب؛ فيفجر في داخله كميات كبيرة من السخط لما عاينه من فساد في النفوس.

وهنا يبدأ تيسير بالتفكير في حلم جديد؛ حلم الهروب والنجاة إلى أوروبا لكن يعيده هذا الحلم في لحظة الوعي إلى مكان لم يكن أبدًا بالحسبان؛ ويهوي به هذا الحلم إلى قاع جديد.

بين هاتين الرحلتين والحلمين الكابوسين يعرّي لنا تيسير واقع الفساد الذي نخر بالمتسلّقين على الثورة والنظام على حد سواء؛ فيركز كاميرته على الهوامش والناس البسطاء الذين أكلتهم الحرب أو مجتمعات اللجوء.

من الرواية

" فُتح الباب الرابض في صدر الحيّ، فركضت الفتاة مذعورة نحوه، ولمّا نزلتُ جاثياً أراقبها تدخل البيت...! امتدت يد سحبتها من يدها وأغلقت الباب. بقيت جاثياً على ركبتيّ مشدوهاً ومتجمداً كأنني في لحظة انكشافٍ مباغتة على انهيار الزمان في عيني فتاةٍ صغيرة..! ظهري يتكوّر كحلزونٍ وأنا أعصر أطراف معطفي بأصابعي كمن يرغب بالقبض على خناقٍ أحدٍ ما؛ تلاشت طاقتي كلّها ووقعت مستنداً إلى يديّ فوق بقعة ماء تجمّعت في إحدى الحفر، رأيتُ صورتي في الماء، وتأملتُني طويلاً، جحافل من الرعب تتموجُ وتسكن قسمات وجهي، وجسدي تحوّل إلى كوخٍ مهجورٍ فقد أثاثه كله، انهلتُ بالصفعات على صورتي في الماء، ثمّ رحت ألكمني كالمجنون والدم يخرج من يديّ بينما وجهي يتبدى على حقيقته، مشوّهاً ومبعثراً كشياطين رجيمة؛ هدأتُ قليلاً وأنا أراقب إعادة تَشكّلِ وجهي في هذه الحفرة القذرة، رأيته، وألقيت القبض عليه، وحشاً مغروراً أنانيّاً، ثمّ صحت به: غدار، خائن، أيّها المسخ، أيّها القاتل، لقد أخذتهم جميعاً إلى حتفهم، أنت من أودى بهم إلى ذاك الهلاك، أنت وحدك سيد هذه المأساة والغياب الموغل في الجحيم، كان عليك أن تدرك أنك لن تدفع وحدك هذا الثمن.

قلبي عليهم الآن وأنا أبكيهم وأريدهم أن يروني منتحباً لأجلهم، إذ أخشى عليّ من جهلهم بندمي".