icon
التغطية الحية

دمشق.. معركة للحصول على مقعد في السرفيس والتكسي تتطلب ميزانية

2020.11.04 | 05:55 دمشق

123.jpg
من أحد كراجات إنطلاق السرافيس في العاصمة دمشق (تلفزيون سوريا)
دمشق - فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

ارتفعت تكاليف النقل بالتكسي إلى حدود باتت مؤرقة بالنسبة للمواطنين وسط قلة عدد السرافيس (الحافلات الصغيرة) العاملة على الخطوط، ما دفع الناس للاعتماد على المشي لمسافات طويلة بدلاً من دفع آلاف الليرات للتكسي أو التعرض للتحرش أو السرقة أو هدر الوقت لساعات في سبيل الحصول على سرفيس أو حافلة نقل داخلي.

ويعاني الموظفون وطلاب المدارس وأصحاب الأعمال من نحو شهرين، من عدم قدرتهم على ركوب وسائل النقل العامة العاملة على المازوت، نتيجة قلة عددها لشح المادة بحسب سائقين، وتزداد المشكلة استفحالاً في ساعات الذروة عند الصباح الباكر وفي الظهيرة والمساء، بينما بات التفكير في ركوب التكسي يحتاج ميزانية خاصة، وفقاً للعديد ممن استطلع "موقع تلفزيون سوريا" رأيهم.

وقال صالح (ع) وهو طالب جامعي يسكن في منطقة مساكن برزة، إنه يعاني يومياً في الحصول على سرفيس دوار شمالي للتوجه نحو المزة مكان الجامعة، مشيراً إلى أن التكسي يطلب 3500 ليرة، وهذا المبلغ يعتبر مستحيلاً بالنسبة لطالب مثله ويتطلب تأمين يومياً 7000 ليرة للذهاب والإياب، ما يعني 154 ألف ليرة شهرياً مع استثناء العطل.

وتابع "أضطر للخروج من المنزل قبل ساعتين أو ثلاث للمشي على قارعة الطرقات حتى أصادف سرفيساً (حافلة صغيرة) وهو ينزل أحد الراكبين، وفي غالب الأحيان أصل إلى شارع الثورة مشياً على الأقدام لتكون الخيارات أوسع هناك، أو أستقل تكسي جماعي مع بعض الطلاب من شارع الثورة بمبلغ 500 ليرة للراكب، وهذه تكاليف مرهقة أيضاً تساوي نحو 22 ألف ليرة شهرياً للذهاب والإياب إلى شارع الثورة.

عنف وسرقة

نضال (ع) طالب في كلية الحقوق، ويسكن في المزة 86، قال لموقع تلفزيون سوريا إن "الركوب بالسرفيس عند انتهاء الدوام أو في الذهاب للجامعة بات مخاطرة جسيمة، نتيجة التدافع والتزاحم الذي قد يفضي لشجارات واستخدام العنف في سبيل الحصول على كرسي، إضافة إلى حالات السرقة الكثيرة التي انتعشت نتيجة أزمة المواصلات".

 

 

وأضاف "لا يوجد حلول، أحياناً أنتظر لساعات وساعات، وأضطر للمزاحمة والتدافع، فليس باليد حيلة، بينما أضطر أحياناً للعودة إلى المنزل مشياً على الأقدام، ليتحول طريق الجامعة إلى كابوس بالنسبة لي ولغيري من الطلاب".

اقرأ أيضاً: أزمة الوقود والخبز.. كوميديا سوداء أمام الأفران وصراع لأجل كرسي

وتزداد المشكلة بالنسبة للطلاب والموظفين الذين يتوجهون من وإلى ريف دمشق، الذين يضطرون للانتظار لأكثر من 3 ساعات في الذهاب وفي الإياب للحصول على وسيلة نقل، ويؤكد مواطنون أن أصحاب السرافيس الذين يعملون وقت الذروة يطلبون تسعيرة أعلى من المحددة مقابل نقل المنتظرين بحجة عدم توفر المازوت.

سرقة مخصصات المازوت

وقال سائق سرفيس على خط ضاحية قدسيا لـ"موقع تلفزيون سوريا"، إن المخصصات اليومية من المازوت هي 30 لتراً ومحطات الوقود تسرق منها 10 لتر علناً وذلك بعد انتظار لساعات طويلة على الطابور، بينما قد تمر أيام تكون فيها المحطات فارغة وتؤجل المخصصات لليوم التالي ما يدفعنا لتقصير الخط أو التوقف عن العمل.

وتابع "الـ 20 لتراً لا تكفي 4 نقلات فقط، وهي غير كافية لتأمين الركاب"، مشيراً إلى أن "بعض أصحاب السرافيس يتعاقدون مع موظفين أو مدارس لنقلهم يومياً مقابل أجرة شهرية، كي يرتاحوا من مشكلة تأمين الخط بظل عدم توفر المازوت بسعر مدعوم".

 

1234.jpg

 

وقال سائق آخر "نقوم بشراء المازوت من السوق السوداء للعمل، وتسعيرة 100 ليرة غير مناسبة نهائياً إلا في حال تم تأمين المازوت المدعوم، وغير ذلك، سأكون مضطراً للتعاقد مع مدرسة كي أحصل على مردود جيد مقابل رحلات محدودة".

وأكد بعض المواطنين في جسر الرئيس، أن سيارة السرافيس تمر فارغة أمام أعين شرطة المرور متجهةً نحو المدارس أو الدوائر الرسمية، أو يقفون ويمتنعون عن تأمين الركاب بحجة عدم توفر المازوت دون أي تدخل من الشرطة الذين يحصلون على مقابل مادي من السائقين مقابل صمتهم.

وبرر عضو المكتب التنفيذي لشؤون النقل والمواصلات في محافظة دمشق التابعة لـ"حكومة النظام" مازن دباس الشهر الماضي، سبب الازدحام على محطات النقل العام، "لعدم انتظام عمل العديد من السرافيس بسب تأخر حصولها على مخصصاتها من الوقود، الأمر الذي أدى إلى نقص في عدد السرافيس التي تعمل على جميع الخطوط".

وأضاف "السبب الآخر لأزمة المواصلات هو وجود عدد من السرافيس على خط (ريف دمشق – دمشق) تعمل بوقت الذروة على إيصال الطلبة من وإلى منازلهم عبر تعاقدها مع المدارس الخاصة، مشيراً "إلى ضرورة معالجة هذا الأمر".

وما تزال سوريا تعاني منذ أشهر، من أزمة محروقات خاصة المازوت والغاز، بعد انفراج أزمة البنزين في دمشق واستمرارها في محافظات أخرى مثل اللاذقية وحلب.