icon
التغطية الحية

دمشق.. بطء وصول رسائل "مازوت التدفئة" وسط سرقة وغش معتمدي المادة

2021.10.20 | 06:21 دمشق

156976219822126600.jpg
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

ما زال سامر خليل (40 عاماً) ينتظر وصول رسالة تعبئة مازوت التدفئة، بعد أكثر من شهر ونصف على بدء عملية التوزيع في دمشق وريفها.  

ويقول خليل لموقع تلفزيون سوريا "سجلت مثل كل هالناس وكل يوم أتفقد رسائل جوّالي دون نتيجة".   

وتوزع مادة مازوت التدفئة عبر البطاقة الذكية وفقاً لقرار وزارة النفط والثروة المعدنية التابعة للنظام منذ عام 2018، وتشرف شركة "محروقات" على هذا الأمر.  

وكانت حكومة النظام قد خفضت في العام الفائت مخصصات السكان من مازوت التدفئة بمقدار النصف لتصبح 100 ليتر بدلاً من 200 ليتر، وهذا العام، عادت حكومة النظام وخفضت الكمية إلى النصف أيضاً، حيث أعلنت شركة "محروقات" مطلع آب الفائت بدء توزيع مازوت التدفئة للسكان عبر البطاقة الذكية وبمعدل 50 ليتراً لكل عائلة في كل المحافظات، بدلاً من 100 ليتر. 

تأخر وصول الرسائل 

ويشتكي الأهالي في دمشق وريفها من تأخر وصول رسائل استلام مازوت التدفئة، ومن صعوبة تأمين المشتقات النفطية (المازوت والغاز المنزلي) خصوصاً في ظل ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، إذ وصل سعر الليتر الواحد من المازوت في السوق السوداء نحو  3500 ليرة، بينما يُباع وفقاً للسعر الحكومي بــ 500 ليرة سورية.  

وذكر خليل أنَّه في العام الماضي "لم تصله رسالة تعبئة المازوت، واضطر لشرائه من السوق السوداء بأسعار مضاعفة" لكنه اليوم أضحى غير قادرٍ على الشراء لارتفاع سعر المادة بما لا يتوافق مع دخله الشهري. 

وأشار إلى أنَّ بدائل هذا العام في حال لم تصله رسالة التعبئة ستكون عبر الاعتماد على التدفئة الكهربائية، هذا في حال توفرت الكهرباء خارج أوقات التقنين.  

سرقة مخصصات "مدعومة" 

ولا تقتصر معاناة السكان على تأخر وصول رسائل التعبئة، بل تمتد لتشمل سرقة كمية من مخصصات من عُبِّئ لهم من قبل معتمدي المادة، تقدر بنحو ليترين في كل عملية تعبئة، وفقاً لعدد من السكان التقاهم موقع تلفزيون سوريا.  

حمود (اسم مستعار) اشترى ثلاث عبوات سعة كل منها 20 ليتراً، لكنه تفاجأ بأنَّ المعتمد لا يقوم بتعبئة تلك العبوات وفقاً لسعتها بحجة أنَّ العداد المركب على سيارة التعبئة ظهر على شاشته كامل الكمية المخصصة وهي 50 ليتراً.   

وأفاد حمود "بأنَّ معتمد المادة يتلاعب بالعداد في كل عملية تعبئة، ويأخذ 26 ألف ليرة بدلاً من 25 ألفاً سعر الــ 50 ليتراً الحكومية". 

وأوضح، أنَّ المعتمد رغم سرقته لجزء من مخصصات الناس يقوم "بطلب إكرامية لقاء تعبئة المازوت".  

شماعة العقوبات الاقتصادية 

وفي وقتٍ سابق، أرجع عمرو سالم وزير التموين في حكومة النظام ضعف توزيع المواد النفطيّة في سوريا، إلى "العقوبات الاقتصاديّة". 

وقال سالم في منشور على صفحته الشخصيّة في (فيس بوك): "أؤكّد بأن تأخر رسائل الغاز وبطء تزويد مازوت التدفئة هو بسبب ضعف توريد هاتين المادتين بسبب العقوبات الجائرة التي تجعل أكثر الناقلات تحجم عن الشحن إلى سوريا خوفاً من خسارتها للتأمين ووضعها على قائمة العقوبات". 

مازوت مغشوش 

تفاجأ أحد السكان في مدينة جرمانا بعد تعبئته للمادة من قبل المعتمد بأنها مخلوطة بالمياه، وذكر بحسب صفحة مدينة جرمانا على (فيس بوك) أنه أبلغ التموين وأخبروه أنهم في الطريق إليه لمتابعة الحادثة، لكنه ظل ينتظر لأكثر من عشر ساعات دون أن يأتي أحد ليلبي شكواه.  

ومن المتوقع انتهاء توزيع الدفعة الأولى من مازوت التدفئة مع نهاية 2021، ليتم توزيع الدفعة الثانية مع بداية 2022 وبكمية 50 ليتراً أيضاً حسب توافر الكميات، بحسب عيسى عيسى مدير التشغيل والصيانة في شركة "محروقات".  

وأضاف عيسى، بحسب صحيفة (الوطن) الموالية، أن الدفعة الأولى من المازوت التي أعلنت عنها وزارة النفط التابعة للنظام "تشمل 3 ملايين و 800 ألف عائلة تم توطينها على البطاقة الذكية مع نهاية عام 2021".  

وتعاني مناطق سيطرة النظام، منذ نحو عامين، أزمة حادة بسبب نقص الوقود، ولم تفلح إجراءات وسياسات حكومة النظام للتقنين في تخفيف الأزمة.