البث المباشر
تشهد مدينة منبج الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية" تغييراً للمناهج الدراسية للمرة الرابعة خلال 10 أعوام، فبعد سيطرة فصائل "الجيش الحر" على المدينة عام 2012 فُرضت تعديلات على المناهج، ثم خضعت المدينة صيف 2014 لسيطرة عناصر تنظيم "الدولة" وفُرضت مناهج أخرى، وبعد ذلك سيطرت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية على المدينة في عام 2016 واعتمدت خلالها مناهج النظام مع تغيرات ببعض الكتب الدراسية، لتعود هذا العام وتعلن إنشاء مناهج دراسية موحدة خاصة بها في مناطق سيطرتها كلها.
وكانت لجنة التربية والتعليم في منبج وريفها قد أقرت اعتماد منهاج "الإدارة الذاتية" في مدارس منبج وريفها خلال اجتماعها السنوي في 2 من كانون الأول الجاري.
وأكدت كوثر دوكو الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في "الإدارة الذاتية" أنَّ تفعيل منهاج الإدارة "سيكسر نمطية التدريس المتمثلة بالحفظ والاستذكار".
وأضافت أن تدريس المنهاج الجديد في منبج خطوة جديدة في توحيد المناهج في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" التي لطالما سعت إليها منذ التأسيس، وهذه الخطوة ستوحد النظام التعليمي والعمل الإداري التربوي على مستوى شمال وشرق سوريا.
ردود فعل اعتماد المناهج الجديدة
وأصدرت عشيرة البوسلطان بياناً يدعو لتنفيذ إضراب اليوم الإثنين،في جميع مدارس ومعاهد مدينة منبج وريفها العامة منها والخاصة للمطالبة بإلغاء المناهج الجديدة وحل لجنة التربية والتعليم في منبج وإلغاء الدورات المغلقة التي طلبت "قسد" من العاملين في قطاع التربية والتعليم حضورها.
واستنكر البيان المساس بالدين الإسلامي والنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم وأمهلت قيادة "قسد" حتى نهاية اليوم للامتثال إلى مطالبهم ومطالب أهالي مدينة منبج وإلا فسيكون لهم "كلام آخر بعد ذلك" بحسب قولهم، وحذرت من غضب الشارع في مدينة منبج وباقي مناطق سيطرتها.
وتداول أهالي مدينة منبج وسم #إضراب_مدارس_منبج وصوراً لأحد الكتب التي وزعت على المدارس، التي رأوها مسيئة للنبي محمد صلّى الله عليه وسلم، حيث تمت مقارنته مع شخصيات أخرى مثل زرادشت وماني وبوذا.
ودعا أهالي منبج لإضراب شامل مطالبين فيه بعدم إرسال أطفالهم إلى المدارس، ويقول محمد الحسن أحد ناشطي مدينة منبج لتلفزيون سوريا: "لن نرسل أطفالنا وبناتنا لدراسة هذه المناهج المشوّهة لصورة ديننا الذي نعتز به ولعدم ملاءمة هذه المناهج لعاداتنا ومبادئنا وثقافتنا العربية الأصيلة".
ويضيف أن "طلاب صفي التاسع والبكالوريا إذا درسوا في هذه المناهج فلن يستطيعوا تقديم امتحاناتهم النهائية في مناطق سيطرة النظام أو مناطق سيطرة المعارضة كونها مناهج غير معترف بها رسمياً".
ويشير إلى أن "لجنة التربية والتعليم وزعت بعض الكتب من مناهجها الجديدة لاختبار ردة فعل الأهالي، ودراسة كيفية تعميم مناهجها على جميع المدارس العامة والخاصة، وأن اللجنة دعت المعلمين لحضور دورات إجبارية مغلقة لكافة المدرسين من دون استثناء وهذا حدث لم يُعهد من قبل".
لجنة التربية والتعليم في منبج تناقض نفسها
عادت "لجنة التربية والتعليم" في مدينة منبج لإصدار بيان تنفي فيه اعتماد مناهج دراسية جديدة وأن المناهج ما تزال كما كانت ومن دون أي تغيير وعلّقت على الإساءة إلى الدين الإسلامي التي تداولها أهالي المدينة بأن اللجنة تحترم "الديانات السماوية لأن الدين الإسلامي لم يفرق بين أيّ منها" على حد تعبيرها.
وعلقت المدرسة عبير الموسى، على هذا البيان قائلة إن "هذا البيان عبارة عن مراوغة من قبل لجنة التربية والتعليم وتخوفاً من الإضراب الذي دعا إليه الأهالي لتجنب تكرار التظاهرات التي خرجت من قبل رفضاً للتجنيد الإجباري في المدينة ومن امتدادها إلى كلّ مناطق سيطرتها".
مضيفة أن "هناك بعض الكتب التي تعمّدت الإدارة الذاتية تغييبها ككتاب اللغة العربية وفرضت على طلاب الثانويات كتباً أخرى مثل كتاب البيولوجيا الذي يحتوي على دروس تفسد الطلاب وكتاب الثقافة الذي يحتوي على أقوال عبد الله أوجلان لترويج أفكارها، وتحاول الإدارة الذاتية فرض مناهجها الجديدة على مدينة منبج قبل بدء العام الدراسي الجديد كما فرضتها على مناطق سيطرتها الأخرى"، بحسب وصفها.
افتتاح جامعات في مناطق سيطرة "قسد"
وافتتحت "الإدارة الذاتيّة" جامعة الشرق في الرقة، في الـ 27 من تشرين الثاني الماضي، والتي تعدّ ثالث جامعة بمناطق سيطرتها.
ونشرت "الإدارة الذاتية" على صفحتها الرسمية في فيس بوك، بياناً قالت فيه إنّ وفداً "من الإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا، وممثلين عن المجالس والإدارات والمؤسسات المدنيّة والعسكرية والأحزاب السياسيّة، شاركوا في افتتاح جامعة الشرق في مدينة الرقة".
ويقول يوسف العصيدي من أهالي مدينة منبج لموقع تلفزيون سوريا: "تخرجت من الثانوية العام الفائت لكنني متخوف من الانضمام للجامعات التابعة للإدارة الذاتية بسبب عدم الاعتراف بها دولياً، ولا أريد أن أهدر سنوات عمري من دون جدوى".
وكانت "الإدارة الذاتية" قد افتتحت جامعة عفرين عام 2015 لكنها أغلقت بعد سيطرة الجيش الوطني على المدينة، وفي عام 2016 أسّست جامعة "روج آفا" في مدينة القامشلي، وفي 2017 أسّست جامعة "كوباني" في مدينة عين العرب.
وتسعى "الإدارة الذاتية" لعقد اتفاقيات تعاون واعتراف مشترك بينها وبين جامعات عربية وعالمية، وتحدثت "روهان مصطفى" المسؤولة في منسقية الجامعات عن عقد "عدة مذكرات تفاهم مع جامعات عالمية منها جامعة واشنطن ستايت وجامعة كاليفورنيا وجامعة تينيسي، وجامعة إندرلين الألمانيّة وجامعة بارما الإيطالية وعدة جامعات أخرى، وهي خطوة أولى للاعتراف الدولي بجامعاتنا". بحسب تعبيرها.
