icon
التغطية الحية

دعم "داعش" والطائفية.. أدوات إيرانية لتقويض الأمن في سوريا

2025.01.29 | 11:54 دمشق

آخر تحديث: 29.01.2025 | 13:18 دمشق

الأمن العام
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- تراجعت التصريحات الإيرانية تجاه الإدارة السورية الجديدة بعد سقوط بشار الأسد، لكن السلوك الإيراني على الأرض لم يتغير، حيث تسعى طهران لزعزعة الأمن في سوريا عبر دعم تنظيم داعش.
- دخلت إيران في مفاوضات مع "قسد" لتسهيل دعم داعش في البادية السورية، مما يزيد من الهجمات ضد الإدارة السورية الجديدة ويقلق النفوذ التركي.
- تستخدم إيران اللجان الإلكترونية لنشر معلومات عن انتهاكات ضد الأقليات، وتحافظ على علاقات مع ضباط سوريين، مستفيدة من دعم حلفائها في إقليم كردستان العراق.

انخفضت حدّة التصريحات الإيرانية تجاه الإدارة السورية الجديدة في الشهر التالي لسقوط بشار الأسد، بعد تصعيدٍ سياسي وإعلامي كبير تلا الأسابيع الأولى لمغادرة الأسد سوريا وسيطرة فصائل المعارضة العسكرية على دمشق. لكن تراجع مستوى اللهجة العدائية الإيرانية لا يبدو أنه يعكس حقيقة السلوك الإيراني على أرض الواقع، حيث لا تزال طهران تعمل على تقويض الأمن الهشّ في سوريا مستخدمةً وسائل عديدة.

إحياء تنظيم داعش

علم موقع تلفزيون سوريا من مصدر أمني أن طهران تعمل منذ عدة أسابيع على إعادة إحياء تنظيم داعش في سوريا، ولذلك دخلت في مفاوضات مع "قسد" من أجل الحصول على قسم من عناصر تنظيم داعش السابقين المحتجزين في سجون الحسكة.

وبحسب المصدر، فإن الحرس الثوري الإيراني يُسهّل حالياً تمرير بعض الأسلحة والدعم لخلايا التنظيم المنتشرة في البادية السورية، وهدف طهران من ذلك زيادة منسوب الهجمات ضد قوات الإدارة السورية الجديدة بما يمنعها من بسط الأمن، بالإضافة إلى إقلاق النفوذ التركي، خاصة مع الأحاديث عن اتجاه أنقرة لتأسيس قواعد عسكرية في بادية حمص.

وبدا لافتاً البيان الذي أصدره تنظيم داعش في 26 يناير الجاري، وهاجم فيه الإدارة الجديدة في سوريا، واعتبرها أداةً بيد تركيا، بالإضافة إلى مهاجمة الثورة السورية واعتبارها "عملاً جاهلياً" لأنها تسعى لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية. كان هذا البيان بمنزلة دقّ طبول الحرب بين تنظيم داعش والإدارة السورية.

وفقاً للمعلومات، فإن تنظيم داعش يستفيد من الدعم الذي يصله لتجنيد المزيد من الشباب في منطقة البادية السورية، ويركّز على ضمّ العناصر الناقمة على الإدارة السورية، أو التي كانت تتبع سابقاً لتنظيم "حراس الدين"، كما يوفر الحماية لبعض المجموعات الفارّة من جيش النظام السوري السابق على أمل تجنيدها.

النفخ في قضية الانتهاكات

بحسب المصادر الأمنية، فإن الشق الآخر للخطة الإيرانية الهادفة إلى تأجيج الوضع الأمني في سوريا يتمثل في النفخ في قضية الانتهاكات بحق الأقليات.

وفي هذا السياق، طالبت إيران اللجان الإلكترونية التابعة للفصائل العراقية المرتبطة بالحرس الثوري، والأخرى المرتبطة بحزب الله اللبناني، بالنشر بكثافة عن تجاوزات تتم بحق الأقليات في سوريا، وتصوير الحملات الأمنية التي تُنفّذ ضد ضباط وعناصر سابقين في نظام الأسد رفضوا تسليم أسلحتهم على أنها استهداف ممنهج للسوريين العلويين والشيعة.

وتستهدف إيران من هذا التأجيج الحفاظ على أرضية خصبة لاستمرار جهدها الاستخباراتي في سوريا، حيث تعمل في الآونة الأخيرة على ترميم ما فقدته من متعاونين على الأراضي السورية، وتركّز بشكل أساسي على التعاون مع أشخاص من ريف حمص والساحل السوري، نظراً لإمكانية اتصال حزب الله اللبناني بهذه المناطق.

ومنذ سقوط بشار الأسد، سارع الحرس الثوري الإيراني إلى الاحتفاظ بالعشرات من الضباط التابعين للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري في مناطق حدودية بين إيران والعراق، على أمل الاستفادة من دورهم لاحقاً. كما وجّه العديد من عناصر الفرقة الرابعة للبقاء في مناطق سيطرة "قسد" وعدم مغادرة الأراضي السورية.

وهؤلاء يشاركون حالياً في مهام ميدانية لصالح "قسد" برضا ودعم إيراني، حيث تستطيع إيران تمرير الدعم لهم عبر الحدود السورية العراقية الخاضعة لسيطرة "قسد"، وعن طريق حليفها في إقليم كردستان العراق، المتمثل بحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

ويوفر هذان الحزبان لإيران القدرة على الاتصال مع سوريا حتى اليوم، بعيداً عن الرقابة التي تفرضها الولايات المتحدة على الحدود السورية العراقية وعلى نشاط إيران الأمني والاستخباراتي في المنطقة، والذي تراجع بعد فقدان الحرس الثوري قاعدة الإمام علي في منطقة البوكمال المتاخمة للعراق.