icon
التغطية الحية

درعا.. اغتيالات جديدة وانشقاقات عن قوات "نظام الأسد"

2019.05.29 | 16:05 دمشق

قوات النظام تعتقل مقاتلين سابقين مِن الجيش الحر في درعا (أرشيف - إنترنت)
تلفزيون سوريا - سعيد غزّول
+A
حجم الخط
-A

عادت مؤخّراً ظاهرة الاغتيالات إلى محافظة درعا بحق مقاتلين ومسؤولين سابقين معارضين لـ قوات "نظام الأسد"، تزامناً مع تصاعد وتيرة الانشقاقات عن "النظام" في المحافظة.

وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إنّ مجهولين أطلقوا الرصاص، مساء أمس الثلاثاء، على أحد المقاتلين في فصائل "المصالحات" ببلدة المزيريب شمال غربي درعا، ما أدّى إلى مقتله فوراً.

وأوضح الناشطون، أن المقاتل السابق في الجيش الحر (بسام غازي سعد) قتل متأثراً بجراحهِ في بلدة مزيريب، بعد تعرّضهِ لـ طلقات نارية عدّة أطلقها مجهولون عليه، كانوا يستقلون دراجات نارية داخل البلدة.

كذلك، ذكرت مصادر محلية، أن (نضال الحوامدة) أحد المقاتلين السابقين في الجيش الحر قتل، أمس، برصاص عناصر تابعين لـ الأمن العسكري في مخابرات "نظام الأسد"، وذلك قرب المدرسة الأهلية في بلدة داعل شمال درعا.

وأضافت المصادر أن "الحوامدة" رفض الانضمام لـ صفوف قوات النظام بعد إجرائهِ "تسوية مع النظام"، لافتةً أنه ينحدر مِن بلدة "خراب الشياب" في ريف دمشق، وأنه تعرّض لـ كمين مِن "مخابرات النظام" على خلفية نشاطاتهِ المعارضة لـ"نظام الأسد".

وقتل، يوم الأحد الفائت، المقاتل السابق في الجيش الحر (ماهر وليد)، برصاص مجهولين في منطقة درعا البلد، وكان يعمل قبل مقتلهِ - حسب ناشطين - في صفوف "الفرقة الرابعة" التابعة لـ قوات النظام.

اقرأ أيضاً.. درعا.. قوات "نظام الأسد" تعدم شرطياً منشقّاً وتصادر أملاكه

ويوجه ناشطون محليون، أصابع الاتهام لـ"نظام الأسد" وأجهزته الأمنية بالوقوف خلف هذه الاغتيالات، فيما يرى آخرون أن منفذيها خلايا تابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، وأخرى تنفّذها "المقاومة الشعبية" ضد قوات النظام، والتي برزت مؤخّراً في المحافظة.

انشقاقات عن قوات "نظام الأسد" في درعا والقنيطرة

على صعيد آخر، تصاعدت وتيرة الانشقاقات عن قوات "نظام الأسد" في محافظة درعا، مِن قبل أبناء المنطقة، وذلك بعد عام على تهجير الآلاف مِن مقاتليها وأهلها إلى مناطق الشمال السوري، وسيطرة "النظام" - بدعم روسي وإيراني - على كامل المنطقة.

وقال المتحدث باسم "تجمّع أحرار حوران" (أبو محمود الحوراني) إنّ محافظة درعا شهدت خلال الفترة الأخيرة، انشقاقات عديدة مِن أبناء بلدات وقرى المنطقة عن "نظام الأسد".

وأوضح "الحوراني" نسبة المنشقين عن قوات النظام وتوزعهم على بلدات المحافظة، حيث انشق 20 شخصاً مِن أبناء بلدة الكرك، و 20 شخصاً مِن أبناء بلدة النعيمة، كما انشق 15 شخصاً مِن أبناء بلدة طفس، مشيراً إلى وجود العديد مِن الحالات الفردية، وأن بعض الشباب لم يذهب أصلاً إلى "الخدمة العسكرية"، فيما فضّل آخرون البقاء في منازلهم أثناء مجيئهم إليها كـ"إجازة".

وحسب ناشطين، فإن محافظة القنيطرة شهدت انشقاقات مشابهة، لافتين، أن السبب يعود إلى اشتداد الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام - بدعم روسي - على ريفي حماة واللاذقية، وتخوّف الشبان مِن الزج بهم في تلك الحملة، بعد توثيق مقتل عشرات الشبّان مِن أرياف القنيطرة ودرعا في معارك حماة المستمرة، منذ أواخر شهر نيسان الفائت.

وكان "نظام الأسد" قد أجبر المئات مِن أبناء مدينة درعا وريفها، على الانخراط في صفوفِ قواتهِ وميليشياته، بعد أن فرض سيطرته على كامل المحافظة، شهر تموز مِن العام المنصرم، فضلاً عن تنفيذه حملات مداهمة واعتقال - متكررة - ساق خلالها العديد مِن الشبّان إلى "التجنيد الإجباري".

اقرأ أيضاًَ.. "نظام الأسد" يواصل اعتقال الشباب في مناطق "المصالحات"

كذلك، غرّر  "نظام الأسد" بجميع الشبّان الذين استمالهم لـ إجراء "مصالحات" ولـ تسوية أوضاعهم في مناطق سوريّة عدّة، وخاصة المتخلفين عن الخدمة العسكرية، واعتقل العديد منهم فور مراجعتهم "شعب التجنيد"، كما اعتقل آخرين بحملات مداهمات بينهم مهجّرون عائدون إلى مناطق سيطرته.

يشار إلى أن الحراك الثوري عاد إلى الظهور مجدّداً في مدن وبلدات درعا، بعد نحو عام مِن سيطرة قوات "نظام الأسد" على كامل المحافظة، عقب حملة عسكرية "شرسة" أدّت إلى اتفاقات "مصالحة وتسوية" مع الراغبين في البقاء، وتهجير الرافضين إلى الشمال السوري.

اقرأ أيضاً.. درعا.. استنفار لـ"نظام الأسد" بعد هجوم مجهولين على مواقعه

ومع عودة الحراك الثوري، أنشأ مجموعة مِن شباب درعا تشكيلين مسلّحين تحت اسم "سرايا الجنوب" و"المقاومة الشعبية"، أواخر العام المنصرم، نفّذوا باسمهما عدداً مِن العمليات العسكرية ضد حواجز قوات النظام في مدينة درعا وريفها، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى لـ"النظام".