icon
التغطية الحية

دراسة: تعليم المنظمات يحسّن نتائج أطفال اللاجئين السوريين

2021.12.21 | 20:19 دمشق

untitled-114.jpg
تلاميذ سوريون يتعلمون في لبنان - المصدر: الإنترنت
موقع جامعة نيويورك - ترجمة وتحرير: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تحمل برامج التعليم التي تركز على التعليم الاجتماعي والعاطفي أملاً بتحسين المهارات الأكاديمية والاجتماعية والعاطفية لدى الأطفال اللاجئين إلى جانب دعم عملية اندماجهم في المدارس العامة، وذلك بحسب ما توصلت إليه دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين في المجال التعليمي.

إذ ذكرت كارلي توبس دولان - نائب مدير التعليم الأساسي والتعلم في حالات الطوارئ لدى منظمة روابط عالمية من أجل الأطفال التابعة لجامعة نيويورك - أنه: "هنالك تغير كبير في السياسة على مدار السنوات العشر الماضية تجاه دمج الأطفال اللاجئين في المدارس العامة وذلك في الدول التي تستضيف لاجئين، إلا أن هذا التغير زاد من حجم الضغوطات على كاهل النظم التعليمية المحلية في الدول ذات الدخل الضعيف والمتوسط والتي تؤوي 74% من اللاجئين في العالم.

ولهذا تقدم هذه الدراسة بعض الأدلة التجريبية الأولى حول استراتيجية دعم تعليم الأطفال اللاجئين وتكيفهم في المدرسة العامة، وذلك من خلال برامج التعليم بعد المدرسة التي تقدمها المنظمات غير الحكومية والتي يتم دمجها ضمن مبادئ التعليم العاطفية.

فمع تضاعف حجم المنظومة التعليمية العامة في لبنان مرتين بسبب تدفق أطفال اللاجئين السوريين من جراء الحرب في بلادهم، واجهت الدولة تحديات تتصل بتقديم تعليم ذي جودة عالية للطلاب عموماً، وفي الاستجابة للتحديات الفريدة التي تتصل بالطلاب اللاجئين.

ولدعم الحكومة اللبنانية حتى تتمكن من تحقيق هدفها في إتاحة فرصة تعليم عادلة، قامت لجنة الإنقاذ الدولية وهي منظمة غير حكومية تقدم المساعدات الغذائية، بتطبيق برامج تعليمية علاجية بعد المدرسة تم إعدادها لتحسن مهارات الأطفال اللاجئين على المستوى الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي.

بعد ذلك قام باحثون من منظمة روابط عالمية من أجل الأطفال التابعة لجامعة نيويورك بتقييم مدى فعالية نوعين مختلفين من تلك البرامج، حيث ركز النوع الأول وهو التدريس في صف الشفاء، على دعم المعلمين ليقدموا اللغة العربية الأساسية ولغة ثانية والحساب ضمن بيئة صف آمنة ملؤها الرعاية، أما النوع الثاني فقد أطلق عليه اسم التدريس في صف الشفاء + التركيز الذهني، وفيه تضاف أنشطة ذهنية قصيرة مدتها عشر دقائق عند الانتقال من مادة إلى أخرى.

اكتشف من قاموا بالتقييم أن كلا النوعين من هذا البرنامج ساهما في تحسين مدركات أطفال اللاجئين السوريين بالنسبة للسلامة والمشاركة ضمن المدارس العامة بلبنان. إلا أن برنامج التدريس في صف الشفاء + برنامج الأنشطة الذهنية، الذي يقدم أنشطة تركز على الجو العام وأنشطة تهدف إلى تطوير المهارات نجح في تطوير مهارات الأطفال الأكاديمية مثل تعلم القراءة والحساب بشكل أساسي، وهنالك أيضاً مؤشرات إيجابية أخرى تشير إلى أن البرنامج الذي يشتمل على عنصر ذهني قد ساهم في تطوير مهارات الأطفال على المستوى العاطفي وكذلك على مستوى الانضباط السلوكي.

وقد نُشرت مؤخراً مقالة مفصلة حول هذه النتائج تحت عنوان: "دعم التعلم الأكاديمي والاجتماعي-العاطفي لدى الأطفال اللاجئين السوريين ضمن الأنظمة التعليمية الوطنية" وذلك في مجلة الأبحاث التعليمية الأميركية.

فقد قام فريق الباحثين من خلال التجارب بتقييم هذين البرنامجين خلال النصف الأول من السنة الدراسية 2016-2017 عبر اختيار عينات عشوائية من الطلاب اللاجئين السوريين المسجلين في المدارس العامة بلبنان، حيث تلقت مجموعتان من الطلاب برنامجين مختلفين من برامج التدريس، في حين لم تحصل إحدى المجموعات على برنامج تدريسي خلال ذلك الفصل الدراسي.

فتبين أن الطلاب الذين تلقوا برنامج تدريس ضمن صف الشفاء + برنامج ذهني ، قد أظهروا ما بين 2.78-10.64 من مجموع ما تعلموه بالنسبة للقراءة الأساسية و 1.52-3.46 بالنسبة لمقدار ما تعلموه في مجال مهارات الحساب الأساسية مقارنة بالطلاب الذين لم يخضعوا لأي برنامج علاجي.

وأشار الباحثون إلى أنه في الوقت الذي تبعث فيه نتائج هؤلاء على الأمل، تحد فيه عوامل أخرى مثل التغيب والهجرة المتكررة والضغوطات الاقتصادية من فاعلية هذه التدخلات بالنسبة لغالبية الأطفال اللاجئين.

وحول ذلك تقول كارلي: "إن الأطفال في دراستنا قد حضروا بالمتوسط نصف الجلسات التدريسية المقدمة فقط، وبالبحث بالصعوبات وجدنا أنها تتراوح ما بين حاجتهم للعمل لإعالة أسرهم وبين عدم توفر مواصلات آمنة لتقلهم. وحتى نضمن أن تفي هذه البرامج بوعودها، قد تحتاج هذه البرامج لإضافة استراتيجيات وأساليب أخرى، مثل الحوالات النقدية غير المشروطة، وذلك لتعالج العوائق الاقتصادية الكبيرة التي تواجه العائلات اللاجئة في الحصول على الخدمات التعليمية حتى في حال توفرها".
 

المصدر: موقع جامعة نيويورك