icon
التغطية الحية

دراسة ترصد نشاط تنظيم الدولة خلال عام 2021 بسوريا والعراق

2022.01.14 | 14:45 دمشق

mqatl.png
مقاتل من تنظيم "الدولة" في محافظة كركوك العراقية- كانون الثاني 2022 (أعماق)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أظهرت دراسة صدرت اليوم الجمعة طبيعة النشاط الذي تمتع به تنظيم "الدولة" في كل من سوريا والعراق خلال العام الماضي (2021)، إلى جانب أنها أظهرت طبيعة الهجمات التي نفذها والقوى المستهدفة من ذلك.

ووفق الدراسة التي أعدها مركز "جسور للدراسات" فإن طبيعة عمليات الاستهداف التي يلجأ إليها التنظيم تغيرت، إذ انخفض في سوريا استخدام العبوات الناسفة والمتفجرات مما يقارب 10 % والذي يمكن تفسريه بشح للموارد يعاني منه التنظيم أو بصعوبة الوصول إلى المواد الأولية التي يمكن استخدامها لتنفيذ هذه العمليات على الساحة السورية، بينما في العراق بدا جليا أن التنظيم لا يعاني مثل ذلك الشح لأن عدد العمليات المنفذة باستخدام العبوات الناسفة والمتفجرات ارتفع بنحو 8 %.

وتؤكد الدراسة أن هذه الزيادة "الطفيفة" أدت إلى زيادة كبيرة في عدد القتلى بسبب هذه العمليات مقارنة بعام 2020، وتضيف الدراسة أن من الملاحظ أنه في كل من العراق وسوريا اتبع التنظيم تكتيكا متشابها من ناحية مواقع وطبيعة الأهداف، ففي سوريا كانت النسبة الأكبر من التفجيرات تستهدف قوات النظام والميليشيات الموالية له خاصة على خطوط الإمداد بين العاصمة والخطوط المتقدمة في البادية السورية، فقد استهدفت معظم هذه التفجيرات باصات نقل العسكريين والمقاتلين في الميليشيات الموالية للنظام.

 أما في السيناريو العراقي فقد استهدفت التفجيرات القوات الحكومية العراقية على محورين أساسيين هما محور بغداد-كركوك و محور بغداد-البوكمال إضافة إلى عدد من التفجيرات التي استهدفت محاور حركة حرس الحدود العراقي وذلك ليضمن التنظيم درجة معينة من الحرية المؤقتة بما يتعلق بالحركة عبر الحدود السورية-العراقية.

 وتتابع الدراسة وعلى الرغم من أن المدنيين هم أكثر المتضررين من التفجيرات خلال عام 2021، فإن القسم الأكبر من هذه التفجيرات كانت ناتجة عن مخلفات الحروب والمعارك السابقة خاصة في مناطق الموصل التي كانت آخر معاقل التنظيم في العراق.

وتقول الدراسة إنه من الواضح عزوف التنظيم في سوريا عن تنفيذ العمليات التي تنطوي على استخدام السيارات أو الآليات الملغمة ويمكن تفسير ذلك بمحاولة التنظيم الحد من خسائره البشرية حيث غاب هذا النوع من العمليات في سوريا بشكل شبه كامل، أما في العراق فيبدو المشهد انخفاض عدد هذا النمط من العمليات بمقدار 75 % أما عدد الضحايا والقتلى فقد ارتفع بنسبة كبيرة خاصة في تفجيرين مزدوجين في مدينة بغداد بتاريخ 21 كانون الثاني 2021.

وتشير الدراسة إلى انتقال التنظيم من الاستهدافات والعمليات المعقدة ذات التخطيط الواسع إلى شن عمليات محدودة ضد أهداف صغيرة أو ما تعرف بالأهداف اللينة والتي تكون مكشوفة في مناطق مفتوحة خلال التحركات أو التي لا تحظى بمراقبة وتغطية جوية.

ويوضح ذلك غياب أي أرقام عن ضحايا أو قتلى من الجانب الروسي أو من جانب القوات الأميركية سواء للتعتيم الإعلامي حول عمليات كهذه وأيضا لأن هذه القوات تتحرك وفق نسق عسكري معين يتضمن تغطية جوية للقوات البرية في المناطق المكشوفة والساخنة.

وكانت قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له إضافة إلى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) هي الهدف الأساسي للعمليات العسكرية المباشرة في سوريا والتي تركزت بشكل أساسي على طول خطوط الحركة والتنقل في البادية السورية إضافة إلى الجهة الجنوبية من نهر الفرات في القطاع الشرقي من ريف محافظة دير الزور، بالسياق نفسه كانت القوات الحكومية العراقية بشقيها العسكري والشرطي هي المستهدف الأكبر من العمليات العسكرية المباشرة بما يتجاوز 50 % من مجمل هذه العمليات خلال عام 2021 لتحل ثانيا قوات "الحشد الشعبي" بما يقارب 25 % من مجمل هذه العمليات.

في الجانب السوري شهدت كل من الهجمات السريعة والخاطفة إضافة إلى الهجمات التي تعتمد على المتفجرات والعبوات الناسفة تطوراً لافتاً في عام 2021، ألا وهو انتقال التنظيم لاستهداف القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها بشكل مكثف مقارنة بعام 2020، فعلى سبيل المثال ارتفع عدد الهجمات المباشرة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي شنها تنظيم الدولة ضد الميليشيات الموالية لإيران من 3 عمليات فقط خلال عام 2020، إلى ما يزيد على 50 عملية خلال عام 2021، وبالمجمل يمكن القول إن عمليات تنظيم الدولة ضد مختلف الميليشيات الموالية لإيران قد ارتفع بما يقارب 125 % في عامي 2020 و2021.

تظهر الأرقام في هذه الدراسة التحليلية أنه ما زال من المبكر الحكم أن تنظيم "الدولة" قد فقد قدرته على تنفيذ العمليات المختلفة، فمن الواضح أنه ما يزال قادرا على التحرك وتنفيذ مختلف أنواع العمليات خاصة في المناطق المفتوحة كالبادية السورية أو طرق الإمداد والتموين العسكري إضافة إلى العمليات المتتالية بالقرب من المناطق الحدودية بين سوريا والعراق لضمان استمرار التواصل العملياتي ما بين قواته ومناصريه المنتشرين في كلا الدولتين. وخلصت الدراسة إلى أن التنظيم ما زال يحتفظ بقدرة وإمكانيات تكتيكية تسهم بشكل مباشر في اتخاذ القرارات العملياتية لتنفيذ مختلف أنواع المهام وفق الإمكانات المتوافرة لدى مقاتلي التنظيم.