كشفت دراسة كندية حديثة أن التعليم في سن الرابعة، من خلال الالتحاق برياض الأطفال، يسهم بشكل كبير في تحسين قدرة الأطفال على تعلم لغات ثانية، الأمر الذي يساعدهم على فتح آفاق أكاديمية واجتماعية أوسع.
أجرى الدراسة باحثون من جامعة "مونتريال" واستهدفت تقييم تأثير خدمات التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة على تطوير مهارات اللغة لدى الأطفال الذين يتعلمون لغة ثانية أو ثالثة إلى جانب لغتهم الأم.
وأظهرت النتائج، التي شملت أكثر من 71 ألف طفل في مقاطعة كيبيك الفرنسية، أن الأطفال الذين التحقوا برياض الأطفال في سن الرابعة أظهروا تحسناً ملموساً في مهاراتهم اللغوية، والاجتماعية، والعاطفية مقارنة بأقرانهم الذين لم يلتحقوا بهذه المرحلة التعليمية المبكرة.
كما بيّنت الدراسة أن 14% من الأطفال الذين يتعلمون الفرنسية كلغة ثانية لم يلتحقوا برياض الأطفال، مقابل 6% فقط من الأطفال الذين يتحدثون الفرنسية كلغة أم، مما يشير إلى فجوة يمكن سدها من خلال تعزيز الوصول إلى خدمات التعليم المبكر.
عمر حاسم في تعلّم اللغات
وأكد الباحثون أن الفئة العمرية من سنة إلى خمس سنوات تعد حاسمة في تطوير المهارات اللغوية والاجتماعية، حيث يتمتع الدماغ في هذه المرحلة بقدرة استثنائية على النمو واستيعاب المعلومات، ما يسهل تعلم لغات جديدة.
وشددت الدراسة على أهمية التعليم المبكر في تقليل الفجوات التعليمية والاجتماعية بين الأطفال الناطقين بلغات مختلفة، داعية إلى تعزيز إتاحة هذه الخدمات خصوصاً في المناطق التي تعاني من نقص في البنية التحتية التعليمية.
وأوضح الفريق البحثي أن هذه النتائج تقدم دليلاً إضافياً على ضرورة الاستثمار في التعليم ما قبل المدرسة لتحسين اندماج الأطفال الذين يتعلمون لغة ثانية أو ثالثة، ما يسهم في بناء مستقبل أكاديمي واجتماعي أفضل لهم.