
أظهرت دراسة حكومية إسرائيلية أن الغالبية الساحقة من الجمهور العربي على منصات التواصل الاجتماعي ترفض التطبيع مع إسرائيل، وقدمت توصيات لزيادة حملات دعائية وترويجية لمواجهة حالة الاستياء العربي.
ونشرت وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، أول أمس، الأحد، تقريراً يستعرض نتائج الدراسة التي أجرتها لاستطلاع رأي الشارع العربي وخلصت إلى القول، بأن 90% من المنشورات على الشبكات الاجتماعية العربية ترفض اتفاقية تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل.
وأشارت الدراسة إلى أن نحو 50% من المنشورات التي تم رصدها وتحليلها تصف التطبيع الإماراتي بـ "الخيانة".
وحذرت الوزارة الإسرائيلية من ارتفاع مؤشر الغضب والمشاعر السلبية من قبل الجمهور العربي تجاه إسرائيل، الأمر الذي قد يؤثر على قرارات دول عربية أخرى، يدور الحديث الآن، عن قرب انضمامها لموجة التطبيع الحالية مع إسرائيل.
وكانت الإمارات والبحرين وقعتا في واشنطن منتصف الشهر الماضي، "اتفاقية سلام" مع إسرائيل، سميت باتفاق "إبراهام"، تتضمن تطبيعاً كاملاً للعلاقات دبلوماسيا واقتصادياً، في خطوة قفزت فيها أبو ظبي على واقع الصراع العربي الإسرائيلي والمرجعيات الدولية والعربية لحل عادل للقضية الفلسطينية.
التطبيع خيانة
واعتمدت الوزارة في دراستها على بحث كمي ونوعي في رصد شبكات التواصل الاجتماعي للجمهور العربي على مدار شهرين، في الفترة ما بين منتصف آب/أغسطس الماضي إلى منتصف أيلول/ سبتمبر، وقدمت خلاصاتها للمسؤولين والأمنيين في الحكومة.
وجاءت الأرقام على النحو التالي: حوالي 95٪ من الخطاب على مواقع التواصل الاجتماعي هاجم الإمارات، فقد وصفت 45٪ من المنشورات الاتفاقية بـ "الخيانة"، و27% من المنشورات عبرت عن الرفض التام لتوقيع أي اتفاق مع الصهاينة، و10% من المنشورات وصف أصحابها المستاؤون الإمارات بـ"النفاق"، و5% ترى أن الخطو ة الإماراتية استسلام وخنوع للولايات المتحدة الأميركية.
كما رصدت الدراسة تصدّر وسوم (هاشتاغ) "#التطبيع_خيانة" و"#بحرينيون_ضد_التطبيع" منصات التواصل الاجتماعي العربية، حيث وصل الوسمان إلى أكثر من 100 مليون في علميات البحث الإلكتروني.
وتعتبر وزارة الشؤون الاستراتيجية جهازا حكوميا، حديث النشأة، مهمته الحفاظ على "السمعة للدولة"، وفي 2015 كلف الكابينت (المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية) الوزارة بالعمل ضد حملات المقاطعة لإسرائيل وأشهر تلك الحملات هي المعروفة باختصار BDS.
استثمار الفضاء الإلكتروني
أوصت الوزارة، في تقريرها (الذي ترجمه موقع تلفزيون سوريا)، بزيادة حملات الترويج والتوعية الإيجابية على وسائل التواصل الاجتماعي، الموجه لرواد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، مع التركيز على دول الخليج والدول الأخرى التي من الممكن أن توقع تل أبيب معها اتفاقيات تطبيع.
وقالت وزيرة الشؤون الاستراتيجية فركش هاكوهين، ستعمل الوزارة على زيادة نشاطها على الشبكات الاجتماعية لتعزيز مفهوم التطبيع، عبر تعزيز عقلية إيجابية طويلة المدى باللغة العربية.
وأضافت هاكوهين، تقرير النتائج هذا هو جزء من تحرك واسع روجت له الوزارة تحت قيادتي، للتركيز على الشبكات الاجتماعية، ولتأسيس قدرات قياس وتعزيز الوعي الإيجابي تجاه إسرائيل في الفضاء الرقمي العربي.
وتدرك إسرائيل أهمية الشبكات الاجتماعية باعتبارها منصات خصبة لتشكيل الوعي والتأثير من خلالها. وتحاول استثمار الفضاء الإلكتروني والترويج لنفسها عبر تفعيل عشرات المنصات والحسابات، ناطقة باللغة العربية موجهة إلى الجمهور العربي، مهمتها تلميع صورة "إسرائيل" وإظهارها "دولة سلام" لا احتلال كما هي بالحقيقة والواقع ووفقاً قرارات الشرعية الدولية.
وتعتمد إسرائيل على "القوة الناعمة" أو ما يعرف بـ "الدبلوماسية الرقمية" للتأثير في وعي الشباب العربي، ومخاطبتهم باللغة العربي لترويج البروباغندا الإسرائيلية، إضافة إلى شبكات التجسس المخصصة لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، كالوحدة "8200"، التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تقوم بجمع وتحليل كميات هائلة من المعلومات والمعطيات الإلكترونية.
في منصات التواصل الاجتماعي العربية
تفصيل حالة الاستياء من اتفاقية التطبيع الإماراتي في منصات التواصل الاجتماعي العربية
5% خطاب إيجابي/ 6% خطاب متوازن / 81% خطاب سلبي / 8% خطاب سلبي جداً
مع تل أبيب؟
ما هي الحجج التي تضمنتها المنشورات التي هاجمت الإمارات لتطبيع علاقاتها مع تل أبيب؟
45% الاتفاقية تعتبر "خيانة" / 27% لا لتوقيع اتفاقيات مع الصهاينة / 10% الاتفاقية تعبير عن "النفاق" / 5% تحميل الفلسطينيين المسؤولية / 5% الخضوع لواشنطن / 4% جاءت وفقاً للمصالح / 4% لا للتطبيع من دون حل للقضية الفلسطينية
منصات التواصل الاجتماعي العربية 9.2 من 10