حذّر نائب المبعوث الأميركي الخاص لهزيمة "تنظيم الدولة"، بيل روبوك، من أنه "إذا لم تفعّل الولايات المتحدة المزيد من المساعدة على تحقيق الاستقرار في شمال شرقي سوريا، فقد يعاون تنظيم الدولة على الظهور".
وفي مقابلة أجراها معه موقع "Defense One"، المتخصص بقضايا الدفاع والأمن القومي الأميركي، قال روبوك إن "ترامب جمّد في العام 2018 المساعدات المتعلقة بتحقيق الاستقرار في سوريا، بينما كان من الممكن استخدام بعض الأموال التي تم تخصيصها بالفعل في استعادة الخدمات الأساسية التي دمرت، في القتال ضد تنظيم الدولة في محافظتي الرقة ودير الزور"، مشيراً إلى أنه "لا تزال هناك كميات هائلة من الأضرار".
وأضاف روبوك أن "العديد من المشكلات المستعصية في الملف السوري لا تزال بلا حل، أبرزها التصرف النهائي للآلاف من مقاتلي "تنظيم الدولة" وعائلاتهم المحتجزين في مجموعة متنوعة من المعسكرات المختلفة التي تديرها "قوات سوريا الديمقراطية" شمال شرقي سوريا.
وأوضح أن "الضرر الذي لحق بعلاقة واشنطن مع قوات سوريا الديمقراطية تم إصلاحه إلى حد كبير، نظراً لأن ترامب وافق على الاحتفاظ بوجود عسكري في سوريا"، مشيراً إلى "المكاسب المهمة التي تحققت في الحرب ضد تنظيم الدولة، والتي كانت السبب وراء وجود الولايات المتحدة في سوريا أصلاً".
كما أوضح الدبلوماسي الأميركي أن فشل الولايات المتحدة في المساعدة في إعادة إعمار المناطق التي تضررت نتيجة الحرب ضد "تنظيم الدولة" قد "يغذي شعوراً بالاستياء بين السكان في سوريا من أن التحالف جاء وفعل كل هذا الدمار من أجل هزيمة داعش، ثم غادرت دون أن تساعد الناس، ما يوفّر فرصة لداعش للاستفادة من هذا الشعور بالظلم لأغراض التجنيد الخاصة به".
ووفقًا لروبوك ، فإن الوضع في شمال شرق سوريا "مستقر نسبياً على المدى القصير"، مقللاً من أهمية المخاوف الدائمة من أن "قوات سوريا الديمقراطية" تفتقر إلى ما تحتاجه لحماية مقاتلي التنظيم الذين تحتجزهم في سجونها المؤقتة، على الرغم من مساعدة الولايات المتحدة في تحديث الأمن المادي في تلك المرافق.
من جهة أخرى قال روبوك "فقدنا نفوذاً كبيراً وسط توغّل قوات محسوبة على تركيا في شمال شرقي سوريا، وإذا كان النظر إلى وجودنا في المنطقة على أنه مصدر ضغط لنوع من الحل السياسي المستقبلي، فقد فقدنا نصف الأراضي التي كنا نسيطر عليها إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية".
وأشار روبوك إلى إن الولايات المتحدة "فقدت بعض هيبتها على المسرح العالمي، لعدم وقوفها إلى جانب شريكتها، قوات سوريا الديمقراطية، في مواجهة التقدم التركي"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه "لا يمكن تجاهل العلاقة المعقدة مع تركيا، حليف الناتو".
وحول المستقبل السياسي في المنطقة، قال روبوك إن "واقع الوضع في سوريا ككل، استقر في حالة من الجمود الفعلي، تعززها دعم اللاعبين الإقليميين والعالميين لمختلف الأطراف، ما يجعل من الصعب التنبؤ بالمكاسب أو الخسائر على المدى الطويل".
اقرأ أيضاً: القامشلي.. تبادل للمعتقلين بين "قسد" ونظام الأسد برعاية روسية