icon
التغطية الحية

خيبة أمل كبيرة.. كيف أمضى ذوو المعتقلين ليلتهم تحت "جسر الرئيس" وسط دمشق؟ |فيديو

2022.05.04 | 13:06 دمشق

62717d9d843e5.image_.jpg
تجمع الآلاف تحت "جسر الرئيس" وسط دمشق بانتظار وصول أعداد من المعتقلين المفرج عنهم - AP
إسطنبول - محمود الفتيح
+A
حجم الخط
-A

رصدت كاميرا تلفزيون سوريا تجمع آلاف السوريين تحت "جسر الرئيس" وسط دمشق، حتى ساعات متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، بانتظار وصول دفعات المعتقلين للتعرف إليهم، أو للاستفسار عن ذويهم المعتقلين من المفرج عنهم حديثاً، وسط استياء وخيبة أمل الأهالي من عدم الإفراج عن أي شخص.

ووثقت كاميرا تلفزيون سوريا، تجمع آلاف الأشخاص والعوائل مترقبين وصول حافلات فروع النظام الأمنية التي تقل المعتقلين المفرج عنهم، بعد انتشار قوائم وهمية لأسماء المعتقلين ومواعيد الإفراج عنهم.

وقالت مصادر مطلعة لموقع تلفزيون سوريا، إن النظام السوري تعمد افتعال هذه الفوضى، ولم يصدر قوائم أسماء المعتقلين المفرج عنهم من قبل "وزارة العدل"، لإتاحة المجال للسماسرة المقربين من الضباط والمتنفذين لدى الفروع الأمنية، لاستغلال قلق الأهالي على أبنائهم المعتقلين، وطلب مبالغ مالية ضخمة لوضعهم ضمن قوائم المفرج عنهم.

وأضافت المصادر أن السماسرة يدّعون قدرتهم على إضافة الأسماء إلى قائمة العفو، وتسريع إجراءات الإفراج عنهم.

ويرى أهالي المعتقلين أن السماسرة يحاولون كسب المال والنصب عليهم بحجة العفو حيث رفض جميع الأهالي الذين تواصل معهم السماسرة دفع أي مبلغ، وما زالوا ينتظرون خروج أبنائهم من سجون النظام السوري.

"وزارة الداخلية" تعلق على مشاهد تجمع ذوي المعتقلين

طالبت وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري من الذين ينتظرون ذويهم المفرج عنهم تحت "جسر الرئيس"، عدم الانتظار هناك، مؤكدة أنها لم تخصص مكاناً لتجمع ذوي المعتقلين المفرج عنهم بموجب المرسوم رقم 7 الصادر أخيراً.

ونقلت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري عن مصدر في الوزارة أن عدداً كبيراً من المفرج عنهم، غادروا المعتقلات مستقلين سيارة أجرة أو من خلال وسيلة ثانية، بحسب زعمه.

والسبت الماضي، أصدر رئيس النظام، بشار الأسد المرسوم رقم 7 القاضي بـ "منح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين قبل تاريخ 30 نيسان 2022، عدا التي أفضت إلى موت إنسان، والمنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب رقم 19 لعام 2012 وقانون العقوبات الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 148 لعام 1949 وتعديلاته".

قوائم وهمية

أكدت وزارة الداخلية في حكومة النظام أن كل ما ينشر على بعض الصفحات عن مواعيد ومناطق تجمع لا أساس له من الصحة، وفقاً لصحيفة الوطن المقربة من النظام.

وخلال اليومين الماضيين، تداولت مجموعات إخبارية وصفحات محلية قوائم مسرّبة بأسماء معتقلين مفرج عنهم، وأخبار الإفراج عن معتقلين في أكثر من منطقة، ونشرت صوراً وفيديوهات لمعتقلين وصلوا إلى عائلاتهم، وأقارب أبلغت عن إطلاق سراح أبنائهم.

ومن جهته، نشر الصحفي الموالي للنظام، محمد سليمان، مقطعاً مصوراً من مكان تجمع ذوي المعتقلين تحت "جسر الرئيس" بدمشق طالب فيه السوريين بعدم تصديق ما يشاع على مواقع التواصل الاجتماعي حول قوائم أسماء المعتقلين المفرج عنهم.

وأكد سليمان أن جميع قوائم الأسماء غير صحيحة، مشيراً إلى أنه ليس هنالك موعد محدد لخروج الحافلات من المعتقلات وفروع الأمن لإخلاء سبيل المعتقلين.

لم يُفرج عن أي معتقل

أصيب أهالي المعتقلين، يوم أمس، بخيبة أمل كبيرة بعد انتظارهم لساعات طويلة في منطقة "جسر الرئيس" بدمشق، إذ لم يفرج النظام عن أي معتقل، بعدما روج عناصر النظام لإشاعات تشير إلى الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين خلال الساعات الماضية ونقلهم إلى وسط دمشق.

وقال الصحفي الموالي للنظام محمد سليمان: "عادت الحركة لتكون شبه طبيعية تحت جسر الرئيس بعد رجوع عشرات العائلات مكسورين إلى منازلهم، عادت الأمهات لقبور أبنائهم الوهمية والآباء بدموعهم التي لم يوقفها جبروت الرجال، الخيبة الكسر الفقد الوجع وإحياء الذكريات، كل هذا رأيته بعيني حفظته بقلبي، سجلته ودونته لأضيفه لخيبات هذه البلاد المكررة".

وأضاف: "أنا الآن بطريقي للمنزل أقدم لكم اعتذار الذي لا حول له ولا قوة، أنا آسف يا أبناء جلدتي، أعتذر لكم نيابة عن العالم كله عسى أن يحمل لكم الغد أخباراً تفرح قلوبكم يا خجلة الأمل".

وأوضحت وزارة العدل في حكومة النظام السوري بمنشور على صفحتها في (فيس بوك)، ليل أمس الثلاثاء، أنه سيتم استكمال إجراءات إطلاق سراح الموقوفين المرهونة بالإجراءت ما بين محكمة جنايات الإرهاب والنيابة العامة لدى محكمة الإرهاب، إضافة إلى عدد من المواقيف الذين تم الطعن بقرارتهم.

وأشارت إلى أن الغرفة الخاصة بمحكمة الإرهاب ستتولى أمر إطلاق سراحهم خلال اليومين المقبلين.

وأكدت أن جميع السجناء المشمولين بمرسوم العفو سيتم إطلاق سراحهم تباعاً خلال الأيام المقبلة.

خيبة أمل كبيرة

"كل الناس هنا يتشاركون معي الشعور جميعنا بانتظار خبر صغير، هل من الممكن أن نرى أبناءنا أم نذهب إلى بيوتنا؟" تقول إحدى السيدات المنتظرات في منطقة "جسر الرئيس" لإذاعة "شام إف إم" الموالية، بعد أن انتشرت أنباء إفراج النظام عن معتقلين.

وتضيف سيدة أخرى: "3 من أبنائي معتقلون ومنذ صدور قرار العفو ذهبت إلى جميع المناطق التي كان من المتوقع نقل المعتقلين إليها"، مؤكدة أن الناس منذ ذلك الحين لم تعد إلى منازلها وباتت في الشوارع بانتظار أية أخبار عن ذويهم رغم أن غالبية الموجودين تتجاوز أعمارهم الخمسين.

وتقول سيدة ثالثة: "اثنان من أبنائي في المعتقلات منذ 10 سنوات لا نعلم عنهم أي شيء ومنذ صدور قرار العفو أتيت إلى جسر الرئيس ثم ذهبت إلى صيدنايا ولم أترك منطقة إلا وذهبنا إليها لسماع أي خبر عن أبنائي".

وتساءلت سيدة: "إلى متى سنبقى ننتظر في الشوارع.. إلى متى سنبقى على هذا الحال بانتظار خروج المعتقلين ونحن في الشوارع".

المعتقلون في سجون النظام السوري

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن هناك ما لا يقل عن 131 ألفاً و469 شخصاً ما بين معتقل ومختف قسرياً لدى النظام السوري منذ شهر آذار 2011 وحتى آب 2021.

وأضافت أن من بين المعتقلين أو المختفين قسرياً لدى النظام 3621 طفلاً و8037 سيدة (أنثى بالغة).

وأكدت أن الحصيلة لا تمثل سوى الحد الأدنى من حوادث الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري التي تمكن فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان من تسجيله، وأن الواقع ينضوي على آلاف الحالات والحوادث التي لم يتمكن من توثيقها نظراً للصعوبات والتعقيدات التي تواجه عمليات التوثيق".