icon
التغطية الحية

خطوات أميركية ضد النفوذ الروسي في الشرق الأوسط.. ماذا عن سوريا؟

2023.03.22 | 11:42 دمشق

القوات الروسية في سوريا
تشير التحركات الأميركية إلى رغبة بالتركيز على المواجهة مع روسيا في أوكرانيا وعدم امتدادها إلى مناطق جغرافية أخرى - رويترز
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

تتخذ الولايات المتحدة الأميركية سلسلة من الخطوات، التي تعزز من حضورها في منطقة الشرق الأوسط، وتستهدف بشكل مباشر وغير مباشر النفوذ الروسي.

وساد اعتقاد خلال السنوات الأخيرة، بأن الولايات المتحدة تتجه لتقليص نفوذها في المنطقة، بهدف تركيز جهودها على مواجهة الصين، لكن فيما يبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا، واشتعال الصراع الغربي - الروسي، دفع واشنطن للتأكيد على حضورها عبر استعراض أوراق القوة.

وتتهيأ وزارة الدفاع الأميركية لتسريع نشر منظومة صواريخ "باتريوت" في أوكرانيا، وتسليم كييف دبابات "أبرامز"، مما يشي بارتفاع جديد لمنسوب التصعيد بين واشنطن وموسكو خلال الفترة المقبلة، سيدفع بالطرفين لحشد الحلفاء في مختلف الساحات الدولية.

مساعي إخراج "فاغنر" من ليبيا

تركز الولايات المتحدة جهودها على إخراج قوات "فاغنر" الروسية غير الرسمية من ليبيا الغنية بالنفط، حرصاً من واشنطن على تأمين تدفق النفط إلى الأسواق العالمية للحفاظ على استقرار أسعارها، وعدم ترك المجال لروسيا للتحكم بإمدادات النفط الليبية باتجاه أوروبا، إذ تقوم قوات "فاغنر" بشكل متكرر بالتعاون مع قوات حفتر بإغلاق أنابيب التصدير عند حصول توترات.

وتتمركز "فاغنر" بمواقع رئيسية واستراتيجية في ليبيا، أهمها قاعدة القرضابية الجوية بحوض سرت الغني بالطاقة، وأيضا قاعدة الجفرة وسط البلاد، حيث تشير التقديرات الأميركية إلى وجود قرابة 2000 عنصر من "فاغنر" على الأراضي الليبية.

وأفادت مصادر خاصة لموقع "تلفزيون سوريا"، أن واشنطن تجري منذ عدة أشهر مباحثات سرية مع الأطراف الليبية، وعلى رأسها حكومة عبد الحميد الدبيبة المتمركزة غربي البلاد، وخليفة حفتر الذي تسيطر قواته على منطقة بنغازي، من أجل إنهاء الصراعات بينهما، التي استفادت منها روسيا لإيجاد موطئ قدم لها في ليبيا.

وأكدت المصادر أن واشنطن تريد من الأطراف الليبية تشكيل قوة عسكرية مشتركة، تعمل على إخراج "فاغنر" من قاعدتي القرضابية والجفرة، بغطاء جوي أميركي إذا لزم الأمر.

وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، التقت مع كل من خليفة حفتر ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد دبيبة، وتطرقت المباحثات إلى ضرورة إنهاء الانقسام في ليبيا وتسريع الحل السياسي الذي يعيد وحدة المؤسسات، وإخراج ميليشيا "فاغنر" من البلاد.

ومن شأن التقارب الأخير بين مصر وتركيا الداعمتين لأطراف الصراع الليبي، أن يقلل فرص العودة إلى التصعيد، خاصة وأن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، كشف عن إبلاغ الجانب المصري بأن الوجود العسكري التركي في ليبيا لا يستهدف مصالح مصر.

وفي كانون الثاني مطلع العام الحالي، أصدرت الولايات المتحدة الأميركية قراراً بتصنيف ميليشيا "فاغنر"، كمنظمة إجرام دولية، تمهيداً لتطبيق عقوبات على الشبكة التي تديرها وتمولها.

مباحثات أميركية – تركية تشمل الملف السوري

أجرى الجانب الأميركي منتصف آذار الجاري، مباحثات مع مستشار الرئاسة التركية إبراهيم كالن، تناولت ملفات أمنية وسياسية مهمة.

تطرقت المباحثات إلى المخاوف التركية في سوريا، والدوافع التي دفعت أنقرة للتقارب مع النظام السوري المدعوم روسياً.

وأتت هذه المباحثات تتويجاً لاتصالات مكثفة على مدار الأشهر الماضية عبر لجان تقنية من الجانبين، ويبدو أن النتائج الأولية للمفاوضات حملت في طياتها ما هو إيجابي، حيث وافقت أنقرة على انضمام فنلندا القريبة من الحدود الروسية إلى حلف شمال الأطلسي، كما جرى تأجيل الاجتماع الرباعي الذي يضم تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري إلى أجل غير مسمى.

الضغط السياسي على روسيا في سوريا

قادت الولايات المتحدة الأميركية ضغطاً سياسياً على النظام السوري، بعد زيارة بشار الأسد إلى موسكو في 14 آذار الحالي، ودعوته إلى زيادة الانتشار العسكري الروسي في سوريا.

وأصدرت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا بياناً رباعياً بعد أيام من الزيارة، رفضوا فيه التطبيع مع النظام السوري، والإصرار على عدم تمويل إعادة إعمار ما دمره النظام، كما أكدوا الالتزام بالعقوبات المفروضة عليه وعدم رفعها.

ويأتي هذا الموقف لمواجهة الجهود الروسية التي يتم تنسيقها مع بعض الجهات الإقليمية لإعادة الشرعية للنظام السوري، والتي تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة، وتطورت إلى استقبال بشار الأسد في كل من سلطنة عمان والإمارات ضمن بروتوكلات رسمية.

تشير التحركات الأميركية إلى رغبة بالتركيز على المواجهة مع روسيا في أوكرانيا، وعدم امتدادها إلى مناطق جغرافية أخرى، لكن في الوقت ذاته، لا تتوانى عن اتخاذ خطوات سياسية ودبلوماسية لعرقلة الجهود الروسية الرامية إلى تمرير رؤيتها في الملف السوري.