icon
التغطية الحية

خالد حبوباتي يشارك في اجتماع المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر في قطر

2023.06.06 | 17:56 دمشق

خالد حبوباتي يشارك في اجتماع المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر في قطر
خالد حبوباتي يشارك في اجتماع المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر في قطر
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

حضر رئيس الهلال الأحمر السوري خالد حبوباتي أعمال الدورة الـ47 للهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر التي انطلقت أعمالها يوم أمس الإثنين في العاصمة القطرية الدوحة، لمناقشة عدد من الملفات من بينها الاستجابة الإنسانية لزلال شباط المدمر، حيث يحاول النظام استغلال الكارثة لجلب مزيد من المساعدات والتحكم بتوزيعها من دون أي مقومات إنسانية.

وقالت وكالة أنباء النظام "سانا" إن الوفد السوري يرأسه حبوباتي والأمين العام للهلال الأحمر السوري خالد عرقسوسي، حيث سيناقش المشاركون استجابة المنظمة العربية وأعضائها لكارثة الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط الماضي، والأوضاع الإنسانية في الدول العربية التي تعرضت لكوارث.

وناقشت الهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في اليوم الثاني من الدورة، التقرير المالي واستراتيجية المنظمة للفترة 2024-2027.

وقال الهلال الأحمر السوري في تغريدة على تويتر إن حبوباتي "عرض الظروف الإنسانية المروعة في سوريا، وكشف عن حاجة الجميع للعمل معاً لتحقيق دعم أكبر للمتضررين من الزلزال".

ويشارك في المؤتمر رؤساء وأمناء هيئات وجمعيات ومنظمات الهلال والصليب الأحمر العربية، ومراقبون من منظمة الصحة العالمية ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر و الهلال الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ورابطة العالم الإسلامي والمنظمة العربية للتنمية الإدارية واللجنة الإسلامية للهلال الدولي والندوة العالمية للشباب الإسلامي.

وتأتي مشاركة الوفد السوري رغم الموقف القطري الثابت على رفض التطبيع مع النظام السوري، وهو ما يؤكده المسؤولون القطريون مراراً، رغم موجة التطبيع العربية التي توجت بعودة النظام إلى الجامعة العربية، وكانت ردة الفعل القطرية بانسحاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من القمة قبل كلمة بشار الأسد.

وعلى مدى عقود ستة، شكّلت منظمة الهلال الأحمر السوري واجهة إنسانية جالبة للأموال المجانية من الجهات المانحة، وغطاءً للاستيراد المشبوه بعيداً عن أنظمة العقوبات، فضلاً عن كونها ممراً للوصول إلى لوبيات العلاقات العامة في الغرب، فيما انحازت خلال السنوات الأخيرة في عملها الإغاثي والإنساني إلى جانب الحرب ضد السوريين، وارتبط نشاطها بشكل وثيق مع الأجهزة الأمنية، وشاركتها في حصار المناطق المعارضة وحرمانها من المساعدات الأممية والدولية.

وكشفت منظمات إنسانية وحقوقية في العديد من التقارير عن تورط الهلال الأحمر السوري في سرقة المساعدات التي وصلت لمتضرري الزلزال المدمر، حيث تتحكم أجهزة المخابرات وشبكات الفساد و"رجال الأعمال" بعملية شراء مواد المساعدات ومستلزمات المشاريع، كما يتحكمون في آليات التوزيع من دون معايير إنسانية.

الهلال الأحمر: من النفع العام إلى عباءة مؤسسات النظام

يعود تأسيس "الهلال الأحمر العربي السوري" إلى العام 1942، بموجب مرسوم جمهوري، وتم تسجيلها في العام 1943 في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كجمعية ذات نفع عام من دون أن تحمل صفة رسمية، حيث كانت منظمة "الصليب الأحمر" التي أنشأتها فرنسا تقوم بمهامها في سوريا، وتم الاعتراف بالهلال الأحمر بعد الاستقلال بشكل رسمي، وانضمت، بعد إعلان امتثالها للمبادئ السبعة، لتحالف الصليب الأحمر والهلال الأحمر في العام 1965.

بعد استيلاء "البعث" على السلطة، وفي العام 1966، صدر مرسوم جمهوري أعاد تأسيس الهلال الأحمر ونظم عملها بتبعية مباشرة لنظام الحكم تحت سلطة الحزب، وأنشأت المنظمة مرافق صحية تستجيب للخدمات الصحية والإغاثية المجانية، وأعلنت مهمتها بتلبية نداء الطوارئ والكوارث على المستوى الوطني، وعرفت نفسها بأنها "منظمة إنسانية تتمتع بالاستقلال المالي والإداري، وذات شخصية اعتبارية".

ويتبع للمنظمة 14 فرعاً رئيسياً و 75 شعبة تتوزع في المحافظات السورية، ولها نظام داخلي ونظام أساسي ينظم عملها، بما في ذلك انتخاب وتشكيل مجالس الإدارة في الفروع ومجلس الإدارة العام والمكتب التنفيذي والرئيس، ويبلغ عدد المتطوعين في المنظمة في جميع المحافظات أكثر من 12 ألف متطوع، وفق ما ذكرت دراسة أعدها مركز "جسور للدراسات".

وعلى الرغم من المهمة الإنسانية وشعارات احترام حقوق الإنسان التي تنادي بها، إلا أن المنظمة لم تستطع الخروج عن عباءة المؤسسات الحكومية في سوريا، التي أقل ما توصف به المحسوبية والترهل الإداري، فضلاً عن الفساد والارتهان لتدخلات الأجهزة الأمنية والضباط والمسؤولين النافذين.

كما فشلت مبادئ المنظمة الإنسانية ونظامها الداخلي في سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها، حيث بقي رئيسها السابق، عبد الرحمن العطار، نحو 35 عاماً في منصبه، وعُين رئيسها الحالي، خالد حبوباتي، بموجب قرار صادر من رئيس حكومة النظام السوري، فيما عُطّلت انتخابات مجالس الفروع، وجرى تعيينهم على أساس الولاء للنظام ورضا الأجهزة الأمنية.

وعبر رئيسيها، السابق والحالي، استغل النظام السوري الهلال الأحمر كآلية للسيطرة على الجهود الإنسانية في سوريا، حيث كان يُشترط على جميع المنظمات غير الحكومية التي تسعى للعمل في سوريا توقيع مذكرة تفاهم مع الهلال الأحمر، والحصول على موافقتها على الأنشطة والفعاليات، وفق تقرير أصدره "المركز السوري للعدالة والمساءلة".

خالد حبوباتي: من نوادي القمار إلى العمل الإنساني

ولد خالد حبوباتي في أسرة دمشقية ثرية، ورث عن والده، من بين أشياء أخرى، مجموعة من نوادي القمار والمطاعم، أبرزها "نادي الشرق" وسط العاصمة دمشق، الذي كان ملتقى النخبة السورية من رجال الأعمال والمسؤولين والدبلوماسيين، وهناك وطد علاقاته مع رواد النادي ممن يوصفون بأنهم مفاتيح عالم المال والأعمال والأوصياء على الاقتصاد السوري، ومن أبرزهم شقيق رئيس النظام باسل الأسد، وابن خالته رامي مخلوف، وأصبح من ضمن دوائرهم المقربة.

الرئيس الحالي لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري رجل الأعمال خالد حبوباتي

الرئيس الحالي لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري رجل الأعمال خالد حبوباتي

يقول أحد المطلعين على سيرة حبوباتي إن الرجل كان يحمل هاجس إعادة افتتاح نوادي القمار التي تملكها عائلته، وأغلقتها حكومة عبد الرحمن خليفاوي في العام 1977، وكان ينتظر وعداً قطعه له باسل الأسد بافتتاحها عندما تسنح الفرصة بذلك، لكنه توفي قبل الوفاء بوعده.

يضيف المصدر أن حبوباتي طرح مشروع نادي القمار على رامي مخلوف، لكن الأخير رفض خوفاً من تبعاته على سمعته، وعوضاً عن ذلك، عرّف حبوباتي على الفنان التشكيلي ياسر حمود، وهو أحد أصدقاء بشار الأسد المقربين، ونصحه بالتفاهم معه حول ذلك.

في العام 2010 أسس حبوباتي وحمود شركة "المحيط" تحت بند "تجارة الألعاب وتطوير المطاعم والفنادق والموتيلات"، بعد أن باع "نادي الشرق" لرجل الأعمال موفق قداح بـ 20 مليون دولار، وبدأ الرجلان الإعداد لافتتاح "كازينو دمشق" بالقرب من مطار دمشق الدولي، وتم افتتاح بالفعل نهاية العام نفسه.

في ذلك الوقت، أثار الإعلان عن افتتاح نادي القمار جدلاً وانتقادات واسعة، خاصة في الأوساط الدينية الدمشقية، فيما يشير المصدر المطلع إلى أن مسؤولين وضباطاً نافذين في النظام السوري حرضوا شخصيات عامة ورجال دين، أبرزهم الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، الذي توجه بشكل مباشر إلى بشار الأسد وطلب منه إيقاف المشروع، ليتم إيقافه فعلاً مطلع آذار من العام 2011.

بعد إغلاق الكازينو، اختفى خالد حبوباتي من الحياة الاقتصادية في سوريا، وانتقل ليلعب أدواراً خفية لصالح النظام، حيث عمل كمبعوث خاص للأسد لإعادة استقطاب رجال الأعمال والمستثمرين الذين غادروا البلاد، وقدم لهم ضمانات بعدم المحاسبة أو مصادرة الأموال، وفق ملفه الشخصية في منظمة "مع العدالة".

ونقلت المنظمة عن مقربين من رجال أعمال سوريين، من بينهم فراس طلاس وعماد غريواتي وموفق القداح، قولهم إن حبوباتي قصدهم أكثر من مرة، وقدم لهم ضمانات من بشار الأسد بالعودة إلى سوريا، وعودة جميع أموالهم وأعمالهم، مقابل الاعتذار علنا من النظام.

بعد إقالة عبد الرحمن العطار نهاية العام 2016، عاد اسم خالد حبوباتي للظهور، وتم تعيينه رئيساً للهلال الأحمر رغم أنه ليس عضواً في المكتب التنفيذي أو مجلس الإدارة أو حتى أحد كوادرها.